شهدت المحلات التجارية المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة و الأحذية، بمدينة البوني في عنابة، أمس، إنزالا من قبل المواطنين، خاصة العائلات التي كانت تصطحب الأطفال لشراء كسوة العيد. و وقفت النصر على تجاوزات كبيرة من قبل أصحاب محلات بيع الملابس بالبوني، خاصة الواقعة بسوق بوزعرورة، الذين قاموا بكسر قرار الغلق الذي أقرته السلطات، حيث كانت المحلات مكتظة بالزبائن ، حتى الباعة الفوضويين قاموا بعرض الملابس الجاهزة على الأرصفة، وسط إقبال كبير للمواطنين، و هو نفس المشهد الذي يسجل في وسط مدينة عنابة. و قد لجأت أغلب المحلات إلى فتح أبوابها بسحب نصف الستار، للتمويه على أنها خارج الخدمة، فيما كان النسوة يدخلن مع أطفالهن في مجموعة، في مشهد غريب، وسط تحذيرات و نداءات بالتزام البيوت لتفادي الاحتكاك و الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا. و حسب ما سجلته النصر، يوجد أزيد من 20 محلا تجاريا فتحت بنفس الطريقة أمس، منها ما يغلق أصحابها الستائر بعد دخول الزبائن و منها ما كانت ستائرها مفتوحة في المنتصف و أخرى مفتوحة عن آخرها و تستقبل الزبائن بشكل عادي، و بإلقاء نظرة من مرتفع الشارع الرئيسي الذي يطلق عليه سوق بوزعرورة، يمكن مشاهدة آلاف المواطنين و ليس المئات، خاصة على الجهة اليسرى التي تتركز فيها محلات بيع الملابس و الأحذية الجاهزة. و كان أغلب المواطنين الذين يقصدون هذه المحلات دون كمامات ولم يحترموا مسافة التباعد بينهم، ووصل الحد إلى التدافع للدخول إلى المحلات و التجمع حول باعة الأرصفة و مئات الأطفال يتجولون دون أي خوف. و بالحديث مع بعض النسوة، أوضحن بأن أطفالهن من أرغموهن على الخروج لشراء كسوة العيد، بعد أن شاهدوا المحلات مفتوحة و تبيع الملابس بشكل عادي و المواطنون يتهافتون عليها. وقال صاحب محل تجاري، إنه و «مع التهافت الكبير للزبائن، أرغمنا على فتح المحل بشكل غير رسمي، لكن نحن متقيدون بإجراءات السلامة، بإدخال عدد محدود من الزبائن و عند خروجهم ندخل دفعة أخرى». تاجر آخر قال في معرض تدخل الشرطة لإلزامه بالغلق «من يدفع لنا ثمن الكراء و الخسائر التي نتكبدها بعد عيد الفطر». و قد كان أغلب التجار غير ملتزمين بإجراءات التباعد، بالإضافة إلى كسر إجراءات المنع و العمل بشكل عادي رغم الاكتظاظ. و خلال الجولة التي قادت النصر لهذا السوق الذي أصبح مقصد العنابيين من مختلف الأحياء و البلديات للتبضع، كانت مصالح الشرطة تراقب الوضع، كما شاهدنا تدخل بعض أعوان الشرطة يطلبون من التجار إخراج الزبائن بسبب الاكتظاظ و غلق المحلات و بمجرد ذهابهم، يعود التجار لفتح المحلات بشكل عادي واستقبال الزبائن. و يرى مواطنون أنه يستوجب على السلطات الردع و التدخل بشكل عاجل، لغلق المحلات بالقوة و تعزيز تواجد مصالح الشرطة التي أنهكت بسبب عدم تقيد المواطنين بالحجر و كذا فتح التجار لمحلاتهم، خاصة و أن بلدية البوني مركز مصنفة كبؤرة لانتشار الوباء، حتى جهود التحسيس التي يقوم بها الأئمة و مصالح الحماية المدنية و كذا الأطباء بموقع التسوق عبر مكبر الصوت، تلقى استجابة آنية و بمجرد انصراف منشطيها تعود الحركية إلى ما كانت عليه.