* يجب تدريس اللغات الأجنبية لا سيما الانجليزية والصينية أكد الوزير الأول عبد العزيز جراد، أمس الثلاثاء بالعاصمة، عزم الدولة على تعزيز الدور المنوط بالمدرسة و الجامعة، استجابة لمتطلبات التنمية و حاجيات الاقتصاد، مبرزا الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في هذا المجال، و كذا إرادته في تطوير واستغلال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال «في أقصى حد» حتى تكون في خدمة الوطن. و في كلمة له بمناسبة إطلاق البث التجريبي لقناة «المعرفة»، تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للطالب، قال السيد جراد، إن الدولة عازمة على تعزيز دور المدرسة و الجامعة، من أجل الاستجابة لمتطلبات التنمية و حاجيات الاقتصاد، فضلا عن المهام الأكاديمية و البحثية. و من أجل بلوغ هذه المقاصد، شدد الوزير الأول، على أنه يتعين على المنظومتين التربوية و الجامعية على السواء، مواكبة التطور في مناهج التحصيل العلمي، و ذلك من خلال الاعتماد على الطرق و الوسائل التي تتيحها تكنولوجيات الإعلام و الاتصال، بما يمكن «مدارسنا و جامعاتنا من مسايرة التطور السريع للعلوم في عالم اليوم». و في هذا الإطار، عرج جراد على قرار رئيس الجمهورية بإنشاء قناة تلفزيونية جديدة بالتزامن مع إحياء اليوم الوطني للطالب، بهدف تلقين المعارف و الثقافة العامة و تقديم دروس في كل التخصصات لفائدة الطلبة و تلاميذ مختلف الأطوار، لا سيما أقسام الامتحانات النهائية. وقال في هذا الشأن «تمثل قناة (المعرفة) المفتوحة على العالم، الفضاء الذي تتمحور فيه و تتعزز المعارف و الثقافات العالمية و تتبلور الأفكار حول الإطار المعيشي للمجتمع و رهانات المستقبل و تحدياته»، مضيفا في نفس السياق «تتلخص المهام المنوطة بهذه القناة الجديدة في السماح بتعميم المعارف و نتائج البحث و خيارات الخبراء و رفع مستوى الالتحاق بالدراسات الجامعية، بالإضافة إلى تقديم محتوى بيداغوجي مرجعي لمختلف الشعب و طرح استجوابات حول رهانات المجتمع، و علاوة على كل ما سبق، تحمل القناة المذكورة بعدا جواريا، في نقلها للمعارف، حيث من شأنها السماح بتبادل الأفكار بين رجال العلوم و الثقافة و الباحثين و المقاولين». و بمقر الوكالة الفضائية الجزائرية ببوشاوي، غرب العاصمة، تحدث الوزير الأول الذي كان مرفوقا بالمستشار برئاسة الجمهورية عبد الحفيظ علاهم وعدد من أعضاء الحكومة، عن إرادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في تطوير واستغلال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، قائلا بأن «التكنولوجيات العصرية هي التي تمكننا من رفع مستوى الأداء لوسائل الاتصال، و العالم وصل إلى مستوى متطور جدا في هذه التقنيات والمجالات»، مضيفا بأن الجزائر منذ سنين «شرعت في العمل، والآن هناك إرادة لرئيس الجمهورية لتطوير واستغلال هذه التكنولوجيات في أقصى حد، لكي تكون في خدمة الوطن وبالخصوص في خدمة الطلبة والتلاميذ». ضرورة إيصال المعرفة مجانا لكل أنحاء الوطن وتدريس الانجليزية والصينية وحث الوزير الأول بالمناسبة على ضرورة إيصال المعلومة والمعرفة لكل أبناء الجزائر أينما كانوا فوق التراب الوطني و بصفة مجانية وبدون مقابل، بالنظر إلى أن الجزائر -كما قال- «تعتبر قارة ومساحتها كبيرة و هي أكبر دولة في إفريقيا»، لافتا إلى أنه ليس كل التلاميذ أو الطلبة لديهم إمكانيات مادية لاستعمال هذه التكنولوجيات. ولدى مخاطبته للمهندسين الذين أوكلت إليهم مهمة الإشراف التقني على بث وإرسال ما تنتجه قناة «المعرفة»، أكد السيد جراد على «أهمية تدريس اللغات الأجنبية بما فيها اللغتين الانجليزية والصينية على وجه الخصوص»، لافتا إلى أن الصين ستكون في القرن ال 21 «أكبر قوة في العالم وبالتالي فإنه من اللازم التحكم في اللغة الصينية». كما شدد في نفس الوقت على الاهتمام باللغات الوطنية وتدعيمها والرفع من مستواها». وعند تتبعه لشرح مستفيض حول هوائيات الإرسال التي تتوفر عليها الوكالة الفضائية الجزائرية ببوشاوي، ثمن السيد جراد ما تقوم به أدمغة الجزائر في هذا المجال، مشيرا إلى أن البلاد «لا بد من أن تسترجع مكانتها ودورها على المستويين الجهوي والعالمي بفضل التكوين الجيد العالي لطاقاتنا ونخبتنا العلمية». وأضاف الوزير الأول وهو يطلع على مجسمات الأقمار الصناعية للوكالة، بأن استعمال التكنولوجيات الحديثة في مجال التعليم بواسطة التلفزة «لا بد من توسيع نطاقه إلى الإذاعات، لكون المواطنين في الجنوب يميلون كثيرا إلى استعمال المذياع في حياتهم اليومية وبالتالي فإنه من الضروري اللجوء إلى التعليم عن طريق البث الإذاعي». وفي ثاني نقطة من زيارته الميدانية، التي قادته إلى جامعة التكوين المتواصل بدالي إبراهيم أين يوجد مقر قناة «المعرفة» السابعة للتعليم عن بعد، جدد السيد جراد التأكيد على أن هذه القناة «هي منطلق جديد مهم من ناحية المقاربة البيداغوجية بالنظر إلى التطور الكبير للقدرات التكنولوجية في العالم»، مشددا على أن الوسائل البيداغوجية الكلاسيكية «لم تعد لها تقريبا مكانة في مواكبة العلوم وبالتالي فإن مثل هذه القناة دورها مهم في تبليغ العلم والمعرفة لكل التلاميذ الجزائريين والطلبة عبر كل الوطن». جامعة التكوين المتواصل الأولى في التكوين البيداغوجي الافتراضي ولم يفوت الوزير الأول الفرصة ليعلن بأن جامعة التكوين المتواصل «ستصبح أول جامعة تكون في الجانب البيداغوجي الافتراضي و ستكون لها مكانة مهمة جدا في تبليغ العلم والمعرفة في أي مكان يتواجد فيه الطالب أو التلميذ وحتى المواطن العادي الذي سيتمكن من استعمال هذه الوسائل وخدمات هذه الجامعة بالوصول إلى مستوى معين من المعرفة ومن الثقافة العامة التي تمكن المجتمع الجزائري من رفع مستواه ووعيه والاطلاع على ما يجري في العالم». وفي تصريح متلفز في ختام زيارته لجامعة التكوين المتواصل جدد السيد جراد «التصور الشامل» الذي يتضمنه برنامج رئيس الجمهورية حول استعمال التكنولوجيات الحديثة في كل المجالات وخاصة في المجال التربوي، وهو ما تمخض عنه قراره الأخير بإنشاء عدة قنوات منها قناة لتاريخ الجزائر وقناة «المعرفة» السابعة التي هي في بداية بث برامجها تجريبيا. وبالنسبة للمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي فان قناة «المعرفة» ستمكن عائلات عديدة عبر مناطق في الجزائر من برامج هذه القناة المعرفية التي ستصل إلى كل بيت و مدينة أو قرية عبر الوطن.