الجيش سيبقى الحصن المنيع ضد كل المحاولات المعادية ثمّن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء السعيد شنقريحة، ما جاء في مسودة الدستور «سواء فيما يخص إمكانية تدخل الجيش الوطني الشعبي خارج الحدود الوطنية أو فيما يتعلق بتوازن السلطات، واعتبر أن طرح المسودة للنقاش، «دليل قاطع على النية الصادقة للسلطات العليا للبلاد» وشدد على أن «معالم الجزائر الجديدة أضحت تتضح أكثر فأكثر، بفضل الديناميكية الإيجابية التي شهدتها البلاد والتي «أعادت الأمل للشعب». قال اللواء شنقريحة لدى استقباله رئيس الجمهورية بمقر وزارة الدفاع الوطني، أمس، إن «إعداد مسودة الدستور من قبل مختصين في القانون الدستوري وفي وقت قياسي أيضا، كان من أهم الورشات» التي أطلقها الرئيس تبون منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، وذلك نظرا «لأهمية الدستور الجديد في إعادة تنظيم الحياة السياسية في البلاد لتتلاءم مع متطلبات ومستجدات المرحلة الجديدة». وثمّن اللواء شنقريحة «عاليا» ما جاء في هذه المسودة، «سواء فيما يخص إمكانية تدخل الجيش الوطني الشعبي خارج الحدود الوطنية أو فيما يتعلق بتوازن السلطات، وكذا ما تعلق بالحريات الفردية وحقوق الإنسان». وأكد أن طرح هذه المسودة للنقاش، «دليل قاطع على النية الصادقة والمخلصة للسلطات العليا للبلاد، بهدف تحقيق الإجماع الوطني المنشود في صياغة القانون الأول في البلاد ، ألا وهو الدستور». وفي سياق متصل، خاطب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة الرئيس تبون بالقول «لقد وفقتم بحق منذ انتخابكم رئيسا للجمهورية في تجسيد العديد من الوعود الانتخابية التي التزمتم بها أمام الشعب الجزائري، من خلال فتح العديد من الورشات الوطنية الهامة ومباشرة أعمال التغيير المنشود». وشدد على أن «معالم الجزائر الجديدة أضحت تتضح أكثر فأكثر، بفضل الديناميكية الإيجابية التي شهدتها بلادنا في جميع المجالات والأصعدة»، مشيرا إلى أن هذه الديناميكية «أعادت الأمل لشعبنا الأبي واستعاد بفضلها المواطن ثقته في مؤسسات دولته». وأوضح اللواء شنقريحة، أن «كل هذه الخطوات الهامة تم قطعها بكل ثقة، رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبيا» منذ تولي رئيس الجمهورية مقاليد تسيير شؤون البلاد، وكذا تزامن هذه الفترة مع تفشي جائحة فيروس كورونا في بلادنا، «مما طرح العديد من الصعوبات والتحديات التي استطاعت الجزائر، والحمد لله، رفعها بنجاح بل وكانت سباقة في اتخاذ مجمل التدابير الوقائية في كافة المجالات». كما تم ذلك بفضل «نجاعة المقاربة الشاملة المتبناة صحيا واقتصاديا واجتماعيا لاحتواء الوباء والحد من انتشاره»، -أضاف ذات المتحدث- الذي أكد أن هذه المقاربة «الصائبة، أقر بجدواها القاصي والداني». ولدى تطرقه إلى الملف الاقتصادي، أكد اللواء شنقريحة أنه «حظي بالاهتمام المستحق، لاسيما على إثر تدهور أسعار المحروقات»، ويتجلى ذلك من خلال «العمل على استعادة التوازنات الكبرى في الميزانية والتحكم في حجم الواردات وترشيد النفقات العامة والعمل على تنويع الصادرات وجلب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات المنتجة، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد والتبعية للخارج». ونوّه ب«الارتياح الشعبي الكبير المسجل عقب اتخاذ الحكومة لإجراءات شجاعة ومستعجلة تجاه سكان مناطق الظل»، مضيفا أن هذه الإجراءات ترمي إلى «التخفيف من معاناتهم لاسيما من خلال تبني سياسة جوارية وتفعيل المبادرات المحلية ودمج فئة الشباب ، في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذا إعمال برامج تنموية واستثمارات ومشاريع اقتصادية واجتماعية، من شأنها امتصاص البطالة وخلق مناصب شغل جديدة وتمكين هذه الفئة من المساهمة في تطوير وتنمية البلاد». خارطة طريق «واعدة» لبناء جيش قوي وعصري كما عرض اللواء شنقريحة أهم محاور خارطة الطريق «الواعدة» التي سعى إلى تجسيدها الميداني، والتي لخصها في «مواصلة تحضير وحدات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي وتطويرها من أجل بلوغها مستوي الامتياز والاحترافية في كل المجالات ومواصلة العمل دون هوادة على بناء جيش قوي وعصري قادر على أداء مهامه الدستورية في كل الظروف والأحوال». إلى جانب «مواصلة جهود مكافحة الإرهاب وتشديد الخناق على كافة أشكال التهريب والجريمة المنظمة لاسيما العابرة للحدود، من خلال الحفاظ على اليقظة في أعلى درجاتها والتكييف المستمر للتشكيلات العملياتية المنتشرة على طول الحدود». وكذا «الحرص الشديد على جعل مبدأ تقديس العمل والتفاني فيه والتحلي بالكفاءة والمقدرة والجدية والنزاهة والإخلاص والولاء المطلق للجيش وللوطن، هي المعايير الأساسية للإرتقاء في الرتب وتقلد أسمى الوظائف والمسؤوليات»، إلى جانب «محاربة كافة الآفات التي تمس بسمعة الجيش الوطني الشعبي وبوحدته وتلاحم صفوفه». وفي ختام كلمته، قال اللواء شنقريحة الذي أعرب عن أمله في انحصار جائحة كورونا في الأيام المقبلة، «تيقنوا السيد الرئيس، أننا على العهد باقون ولن ندخر أي جهد بل سنبذل قصارى جهودنا كي يظل الجيش الوطني الشعبي دوما موحدا ومتماسكا كالبنيان المرصوص، جيش ملتزم كل الالتزام بالمحافظة على الاستقلال الوطني والدفاع عن السيادة الوطنية ووحدة البلاد وسلامتها الترابية، جيش سيكون منهجه الدائم العمل في صمت وحكمة وتبصر». كما أكد لرئيس الجمهورية أن الجيش «سيظل حريصا كل الحرص على غرس القيم النبيلة في نفوس أفراده وهو جاهز على الدوام تحت قيادتكم، لرفع كافة التحديات والتصدي لكل من تسوّل له نفسه المساس بحرمة ترابنا الوطني وأمن بلادنا واستقرارها»، مشيرا إلى أن «الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، سيبقى الحصن الحصين والدرع المنيع الذي تتحطم عليه كل المحاولات المعادية، حفاظا على وديعة الشهداء الأبرار».