عادت حالات الإصابة بفيروس كورونا للارتفاع من جديد بولاية البليدة، التي تعد البؤرة الأولى للفيروس بالجزائر، حيث يزيد عدد الإصابات الإجمالي حاليا عن 1400 حالة و تعرف المستشفيات هذه الأيام نفس المشاهد التي كانت تعيشها الأيام الأولى من ظهور الوباء، بحيث اكتظت بالمصابين، كما لجأت المصالح الطبية لفتح وحدات طبية من جديد، بعد أن أغلقت منذ أسبوعين بسبب تراجع حالات الإصابة و يؤكد أطباء على أن عودة حالات الإصابة للارتفاع، يعود لعدم التزام المواطنين بشروط الوقاية و السلامة الصحية. و كانت ولاية البليدة، قد عرفت تراجعا كبيرا في حالات الإصابة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان و الأسبوع الأول من عيد الفطر، بحيث تراجعت إلى ما بين 4 و 8 إصابات يوميا، كما تراجع عدد الخاضعين للعلاج بالمستشفيات و قررت مصالح مديرية الصحة و السكان غلق بعض الوحدات التي عادت لنشاطها الذي كانت عليه من قبل، منها مصلحتا الجراحة العامة و المسالك البولية بمركز زراعة الأعضاء و مصلحة العظام بمستشفى فرانتز فانون، كما تراجع عدد الخاضعين للعلاج بمستشفى بوفاريك، الذي استقبل الحالات الأولى منذ بداية الوباء إلى 20 حالة، لكن خلال الأيام الأخيرة و مع ارتفاع حالات الإصابة من جديد، امتلأت المستشفيات، بحيث استغلت، أول أمس، كل الأسرة بمستشفى الفابور حسب مصدر طبي، كما ارتفع عدد المصابين الخاضعين للعلاج بمستشفى بوفاريك من 20 إلى 95 حالة في الأيام الأخيرة. و نفس المشهد تعرفه الوحدات الأخرى التي تستقبل المصابين هذه الأيام، كما أن أرقام وزارة الصحة الخاصة بأعداد الإصابات بولاية البليدة، تراوحت خلال عشرة أيام الأخيرة ما بين 15 و 26 حالة، باستثناء يوم الجمعة الماضي الذي سجلت فيه 4 حالات جديدة فقط، أما باقي الأيام، فكانت تنزل الإصابات إلى 15 حالة كأدنى حد و تعاود الارتفاع كأقصى حد إلى 26 حالة. كما سجلت الولاية خلال عشرة أيام الأخيرة، عددا من حالات الوفيات و في نفس الوقت، مصالح الإنعاش هي الأخرى ارتفع عدد الوافدين إليها من الحالات المعقدة، بعد أن انخفضت في الأيام الأخيرة من شهر رمضان إلى صفر حالة بمصالح الإنعاش. خروج العائلات أيام العيد وراء ارتفاع حالات الإصابة يرى الدكتور عبد الحفيظ قايدي، أن سبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة، يعود إلى خروج العائلات و تبادل الزيارات بين الأقارب خلال أيام العيد، مضيفا بأن نقل العدوى خلال تلك الأيام، ظهرت أعراضه على المصابين خلال الأيام الأخيرة، خاصة و أن حالات الإصابة حاليا تخص عائلات بأكملها و هو ما يرجح فرضية الخروج أيام العيد. و حذر المتحدث من موجة ثانية للفيروس أمام عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية و التجول في الشوارع بدون كمامات واقية و عدم احترام مسافة الأمان، مضيفا بأن وحدة كوفيد 19 بمركز زراعة الأعضاء و الأنسجة بمستشفى فرانتز فانون التي يشرف عليها، كانت قد عرفت تراجعا كبيرا في عدد المصابين الوافدين، قبل أن تعود للارتفاع من جديد، مشيرا إلى أن تراجع حالات الإصابة في الأسابيع الأخيرة، دفعهم لاتخاذ قرار بغلق مصالح طبية و عادت لنشاطها الذي كانت عليه من قبل، منها مصلحة الجراحة العامة و مصلحة المسالك البولية، في حين عودة حالات الإصابة للارتفاع من جديد، جعلهم في حيرة و يقترحون غلق المصالح من جديد إذا استمرت حالات الإصابة في الارتفاع. من جهة أخرى، يعتقد الدكتور عبد الحفيظ قايدي، بأن ارتفاع حالات الإصابة بالبلديات الشرقية للولاية، يعود لانتقال الفيروس إلى هذه المناطق و يمس حاليا العائلات التي لم يصلها من قبل، مشيرا إلى أن باقي المناطق و خصوصا بالجهة الغربية، تضررت في الأسابيع الأولى و فئات كبيرة يرجح أنها انتقلت إليها العدوى دون أعراض و حاليا يتوجه نحو المناطق الشرقية. الدعوة إلى غلق الفضاءات التي لا تلتزم بالوقاية و رغم ارتفاع حالات الإصابة و تحذير الأطباء من موجة ثانية للفيروس، إلا أن شريحة كبيرة من المواطنين بالبليدة لم يلتزموا بشروط الوقاية، خاصة بعد قرار رفع الحجر المنزلي التدريجي و عودة المؤسسات و الأسواق و النقل العمومي للنشاط، حيث و بالرغم من تعليمات مديرية النقل للناقلين بضرورة احترام شروط الوقاية، خاصة في ما يتعلق بعدد الركاب في الحافلات، إلا أنه تم تسجيل عدة تجاوزات و حافلات ممتلئة بالركاب. و نفس المشاهد تعرفها أسواق مدينة البليدة و بوفاريك و الأربعاء بعد فتحها من جديد، حيث تعرف تزاحما و عدم استعمال للأقنعة الواقية من طرف شريحة واسعة، فيما لا تزال التجمعات و السهرات في الأحياء، دون احترام لشروط الوقاية أو احترام لأوقات الحجر الصحي. و يتخوف الدكتور عبد الحفيظ قايدي مع هذه المشاهد في وسائل النقل و الأسواق، من ارتفاع حالات الإصابة خلال أسبوعين، داعيا إلى ضرورة غلق بعض الفضاءات التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين و لا تحترم فيها إجراءات الوقاية، مثل الأسواق و المحلات التجارية التي تعرف تجاوزات، مؤكدا في الأخير، على أن احترام إجراءات الوقاية، هو الحل الوحيد للانتصار على هذا الوباء.