سجلت ولاية قسنطينة خلال موسم الحصاد الجاري، تراجعا محسوسا في إنتاج الحبوب الشتوية رغم كثرة التساقط والمجهودات الكبيرة التي يبذلها المهنيون، فضلا عن عدم تسجيل حرائق بمختلف المناطق، حيث أكد المدير العام لتعاونية الحبوب أنه تم تجميع قرابة مليون و 600 ألف قنطار خلافا للعام الماضي، الذي امتلأت فيه المخازن بقرابة مليوني قنطار، فيما أوعز اتحاد الفلاحين انخفاض الإنتاج إلى ما يراه السياسة الخاطئة لاستغلال «الأراضي البور». وتكاد حملة الحصاد والدرس بولاية قسنطينة، أن تنتهي حيث لم يتبق سوى 2 بالمئة من الأراضي الفلاحية الواقعة ببلدية عين عبيد التي ما تزال بها العملية جارية، بعد انطلاقها فعليا قبل أقل من شهر، حيث أكد الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين سليمان عوان، أن الموسم سيسدل ستاره قبل نهاية الأسبوع الجاري كأقصى تقدير. وذكر المتحدث، أن فلاحي الولاية وحتى الجهات الفاعلة بالقطاع توقعوا إنتاجا قياسيا بالنظر إلى نسبة التساقط المعتبرة المسجلة خلال شهري مارس و أفريل الماضيين، لكن النتائج الميدانية المسجلة بكل البلديات، كما أكد، أثبتت العكس إذ تراجعت مردودية الحصاد بكل المناطق رغم الجهود الكبيرة التي بذلها المهنيون طيلة العام وكذا عدم تسجيل أي خسائر بسبب الحرائق، مثلما كان، عليه الأمر في موسم العام الماضي. وتم تجميع بحسب الأمين الولائي للاتحاد، ما يزيد عن مليون و 500 ألف قنطار بمختلف المخازن الحبوب عبر تراب الولاية، حيث أكد أن هذه الأرقام الرسمية تم الحصول عليها من ديوان الحبوب والبقول الجافة، مضيفا أن الانتاج لن يتجاوز سقف مليون و 600 ألف في أحسن الأحوال وهو رقم أقل مما سجل العام الماضي. وأوعز التنظيم، تراجع الانتاج في العام الحالي إلى سياسة القضاء على الأراضي البور التي اعتمدتها الحكومات السابقة، حيث أجبر الفلاحون على عدم احترام الدورة الزراعية وعدم إخضاع الأرض للراحة وهو ما تسبب في تراجع خصوبتها، مشيرا إلى أن مساحة الأراضي المستغلة تجاوزت سقف 90 ألف هكتار من أصل 120 ألف صالحة للزارعة، في حين أن مستوى الانتاج كان مرتفعا بكثير في السنوات التي استغلت فيها 70 ألف هكتارا فقط. وأضاف المتحدث، أن الفلاحين رفعوا توصيات خلال زيارة لجنة من وزارة الفلاحة للولاية في الأسابيع الماضية، تتعلق بضرورة مراجعة سياسة القضاء على الأراضي البور كونها أضرت كثيرا في زراعة الحبوب الشتوية، مؤكدا أنه وفي حال استمرار الوضع القائم في خمس السنوات القادمة فإن مستوى الانتاج سينخفض إلى النصف، كما ستسبب المشكلة كما قال، في تراكم ديون المهنيين ،"وبالتالي توقفهم عن النشاط نهائيا بسبب الخسائر". و وصف اتحاد الفلاحين موسم الحصاد بالناجح، إذ لم تسجل أي اختلالات أو عراقيل ميدانية باستثناء الطوابير، التي سجلت في أوقات الذروة أمام تعاونيات الحبوب والبقول الجافة، والتي تعود إلى الفترة الضيقة التي تمت فيها عملية الحصاد إذ لم تتجاوز 20 يوما بكل أنحاء الولاية، كما لفت إلى وجود إنزال من طرف موالي الولايات الوسطى والغربية للوطن من أجل اقتناء العلف التكميلي للمواشي، إذ عرفت تلك المناطق شبه جفاف ما دفعها إلى التوجه إلى الجهة الشرقية، بما ينذر، بحسب تأكيده، بحدوث أزمة كلأ لدى موالي قسنطينةوالولايات المجاورة خلال الأسابيع القادمة، إثر شراء كميات كبيرة من المنتوج المحلي. ودعا الاتحاد، السلطات القائمة على القطاع، إلى ضرورة التحضير المبكر لموسم الحرث البذر، من خلال فتح الشباك الموحد لاستقبال طلبات الفلاحين بخصوص القرض الرفيق، مثلما كان عليه الأمر الموسم الماضي، أين سجل استحسان في أوساط الفلاحين بخصوص هذا الأمر، كما تجدر الإشارة إلى أن القروض المالية التي استفاد منها المهنيون قد تجاوزت 150 مليار سنتيم كما استفاد أزيد من 1700 فلاح من القرض الرفيق، في حين تم توفير كمية بذور تجاوزت 160 ألف قنطار. وأوضح المدير العام لتعاونية الحبوب والبقول الجافة لولاية قسنطينة، بوزاهر حسين، في اتصال بالنصر، أنه تم تجميع ما يزيد عن مليون و 570 ألف قنطار من القمح اللين والصلب والشعير، خلافا للعام الماضي أين تم إحصاء ما يزيد عن ليون و 900 ألف قنطار، مشيرا إلى أن الإنتاج تراجع بنسبة 5 بالمئة. وأبرز المتحدث، أنه يتوقع أن يرتفع التجميع إلى ما يزيد عن 600 ألف قنطار، إذ ما زالت عملية الحصاد جارية في 2 بالمئة من الأراضي، مؤكدا أنه لم تسجل أي طوابير أو اختلالات في موسم الحصاد الجاري الذي وصفه بالناجح، إذ تم التكفل بجل فلاحي الولاية في ظرف قياسي لم يتجاوز 20 يوما. ولفت مدير التعاونية، إلى أن طاقة التجميع بالمخازن، تتجاوز مليون و 400 ألف قنطار، غير أن وجود كميات من القمح المستورد ببعض الصوامع، أدى بالمؤسسة إلى الاستنجاد بصومعة أحد الخواص بمنطقة وادي بورزق ببلدية بني حميدان. وتعد قسنطينة ولاية رائدة في إنتاج الحبوب والبقوليات بمختلف أصنافها، حيث أن عين عبيد تصنف ضمن البلديات الأولى على المستوى الوطني من حيث كمية ونوعية المنتوج، في حين تراهن مديرية المصالح الفلاحية على تطوير عملية السقي التكميلي، إلى جانب العمل على تجاوز معدل إنتاج 25 قنطارا في الهكتار الواحد في كل موسم، إذ تعمل على مدار العام على تكثيف الحملات التحسيسية والتكوينية لفائدة مهنيي المنطقة.