القبض على عناصر شبكة وطنية متخصصة في سرقة السيارات و تفكيكها اكتشاف ورشات سرية لتفكيك المركبات في ظرف 10 ساعات بمنطقة الجزار بباتنة نجحت مصالح أمن ولاية عنابة مطلع الأسبوع الجاري في توقيف أربعة أشخاص يشكلون بقايا شبكة وطنية خطيرة متخصصة في سرقة السيارات و تفكيكها، من أجل بيعها كقطع غيار، و هي العصابة التي كان نشاطها يمتد عبر كامل ولايات الجهة الشرقية من التراب الوطني، لكنها كانت تتخذ من مدينة عنابة مقرا لها، حيث تم إلقاء القبض على العناصر الأربعة و استرجاع 10 سيارات مسروقة، كانت معدة للبيع بعد تفكيكها، في الوقت الذي لا تزال فيه الأبحاث جارية عن عنصرين من نفس الشبكة بقيا في حالة فرار، بعدما تمكنت الجهات الأمنية من تحديد هويتهما، انطلاقا من التحقيقات المعمقة في القضية. و أوضح رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة محمد يزيد بوبكري في ندوة صحفية نشطها صبيحة أمس الأحد بمقر المصلحة، أن الأشخاص الأربعة الذين تم توقيفهم كانوا محل بحث من طرف الجهات الأمنية، على اعتبار أن التحقيقات التي كانت قد أجريت مع عناصر العصابة التي تم تفكيكها شهر أوت المنصرم، بينت بأن هناك ستة أشخاص آخرين كانوا يزاولون نشاطهم مع نفس الشبكة، لأن وحدات الأمن كانت قد وضعت حدا لنشاط هذه العصابة و تمكنت في البداية من استرجاع 14 سيارة تمت سرقتها من العديد من ولايات الجهة الشرقية من التراب الوطني، و تم تحويلها إلى منطقة الجزار بولاية باتنة، حيث يتم تفكيكها في ظرف زمني لا يتجاوز 10 ساعات، و ذلك على مستوى ورشات سرية تابعة لبعض أفراد هذه العصابة، قبل عرضها للبيع كقطع غيار. و استنادا إلى نفس المصدر فإن هذه الشبكة كانت تستهدف في عملياتها سيارات من نوع " رونو كليو سامبول "، " شيفرولي " و " أتوس " ، و تنفذ عملياتها بنظام أوتوماتيكي بالاعتماد على تقنيات متطورة، يمكن اللصوص من فتح أبواب السيارة و تشغيل محركها في ظرف زمني وجيز، مضيفا بأن العملية التي قامت بها مصالح أمن ولاية عنابة مطلع الأسبوع الجاري كانت امتدادا للتحريات التي أجرتها الجهات الأمنية منذ شهر جويلية الماضي بخصوص نشاط هذه الشبكة، حيث تم توقيف عنصرين من الشبكة بمدينة عنابة، قبل تمديد دائرة الاختصاص إلى بلدية الجزار بولاية باتنة، حيث تم اكتشاف ورشتين سريتين، تستغلان لتخزين السيارات المسروقة، و تفكيكها إلى قطع غيار في ظرف قياسي، قبل طرحها للبيع في محلات " الفيراي "، على أساس أنها قطع غيار مستعملة لسيارات تعرضت لحوادث مرور. و أشار ذات المتحدث إلى أن التفتيش الدقيق للورشتين السريتين المتواجدتين بمنطقة الجزار مكن من اكتشاف 10 سيارات مفككة عن آخرها، و معدة للبيع كقطع غيار، بينما هناك سيارات أخرى يتم إستغلالها في عمليات تزوير، و ذلك باللجوء إلى تزوير البطاقات الرمادية، بعد التزوير في الرقم التسلسلي المسجل في الهيكل الحديدي للمركبة، قبل عرضها للبيع بوثائق مزورة يصعب اكتشاف أمرها، بحكم تطابق المعلومات المسجلة فيها مع محتوى البطاقة الرمادية. إلى ذلك، أضاف رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة أن لهذه الشبكة ضحايا كثيرين، و أن الجهات الأمنية كانت قد تلقت شكوى من طرف عشرات الضحايا الذين كانوا عرضة لعمليات سرقة من طرف أفراد هذه الشبكة، ينحدرون من ولايات قسنطينة،ميلة، عنابة، الطارف، سكيكدة،سوق أهراس و قالمة، كما سجل من بين الضحايا رعية تونسية تم تجريده من سيارة من نوع مرسيدس، في عملية نفذت على مستوى إقليم بلدية برحال إلى الغرب من ولاية عنابة، إثر تهديده بالقتل من طرف ثلاثة أشخاص تابعين لهذه الشبكة، ليخلص ذات المصدر إلى التأكيد على أن هذه العصابة تلجأ إلى استخدام جهاز "سكانير" لفك شفرة مختلف الأنظمة المستعملة في السيارات المستهدفة، قبل فتحها بسهولة لسرقتها، و هي العمليات التي كان ينفذها أربعة أشخاص ينحدرون من ولاية عنابة، على أن يتكفل بقية أفراد الشبكة بعمليات تزوير وثائق السيارات، و تفكيك المركبات، و قد تم توقيف أربعة أشخاص ضمن الدفعة الثانية من العناصر التي سقطت في قبضة وحدات الأمن، تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 43 سنة، بينما لا يزال عنصران في حالة فرار .