استغل الممثل المسرحي صابر عياش فترة الحجر الصحي، لكي يقدم عبر صفحته الفايسبوكية و قناته الخاصة في يوتيوب، حلقات من سلسلتين كوميديتين، هما «أنا و ابني» و «احكيلي و نحكيلك»، معتمدا على إمكانيات جد بسيطة، و مساعدة أبنائه الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 05 و 13 عاما، لكي يسجل حضوره في الساحة الفنية، و يرفه عن نفسه و عن الجمهور و يخفف من الضغوط و يعالج مختلف المشاكل و الظواهر الاجتماعية في نفس الوقت، و ذلك انطلاقا من منزله، بالرغم من حصار جائحة كورونا و ظروف الحجر الصحي. الفنان قال للنصر، بأن الفكرة راودته خلال شهر رمضان عندما لاحظ تهافت الصائمين على متابعة أعمال تليفزيونية، الكثير منها ليست ذات نوعية جيدة، و تقمص شخصياتها دخلاء على التمثيل و الفن، هدفهم الظهور و الأضواء، في حين لم تتح له الفرصة للظهور في عمل تليفزيوني أو مسرحي، فقرر أن يفتح قناته الخاصة، و ينشر عبرها و عبر الفضاء الأزرق، فيديوهات حلقات من سلسلتين هما «أنا و ابني» و «احكيلي و نحكيلك»، لتجسيد مواقف و مشاهد عديدة من قلب يوميات المواطن البسيط، بكل انشغالاته و مشاكله، و كذا مختلف الظواهر الاجتماعية. مقالب و مشاغبات ابني إياد في «أنا و ابني» أعرب بطل مونولوغ «صابر العساس»، عن فخره لأنه تمكن عندما بث أول حلقة من سلسلة «أنا و ابني»، من حصد ألف و 200 مشاهدة، مشيرا إلى أنه يعتمد في تصوير الفيديوهات على هاتفه النقال و عمود التصوير عن بعد و جهازي عرض، و يتولى ابنه إسلام ، 13 عاما، مهمة التصوير، في حين يشاركه ابنه إياد، 05 سنوات التمثيل، أما ابنته آلاء، 10 سنوات، فتساهم في التصوير و اختيار الملابس و الديكور، و قد غطت لحد الآن أعماله 500 ساعة من البث. و أكد المتحدث أن ابنه إياد، هو ذراعه الأيمن في ما يخص وضع تصور و سيناريو للحلقات، فقد كان يرافقه دائما إلى المهرجانات و العروض المسرحية، فاكتسب، حسبه، ثقافة لا بأس بها، كما أنه قدم يومياته و مشاكله و مقالبه في البيت، في قالب كوميدي جذاب، بدل ضربه و نهره(ضحك)عبر «أنا و ابني»، خاصة و أن الصغير يتميز بملامح خاصة، وخفة دم ، و طريقة خاصة في التعبير، تجعل من يتابعه يضحك من صميم قلبه، مع الحرص على تمرير رسائل تحسيس و توعية في كل حلقة، فهو لا يسعى ، كما أكد لإثارة الضحك من أجل الضحك. «احكيلي و نحكيلك» لمعالجة مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة أما سلسلة «احكيلي و نحكيلك»، فجسد من خلالها صابر عياش، ثلاث شخصيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثله، الأولى لمنشط ، و الثانية «العساس» في المونولوغ الذي سبق و أن قدمه على مسرح قسنطينة الجهوي و في دور الشباب، و الثالثة «خديمكم» التي سبق و أن قدمها أيضا على المسرح، و هي لمعاق حركيا مهاجر يقيم بأوروبا، و من خلال مناقشة الشخصيات الثلاث يتم معالجة واقع ذوي الاحتياجات الخاصة و مشاكلهم الكثيرة في متابعة الدراسة و التكوين و التأهيل و منحة المعاق و الحصول على وظيفة و تكييف المحيط.. إلخ. و بجعبته، كما أكد، محاور أخرى تاريخية و اجتماعية، سيعالجها عبر حلقات أخرى، و شعاره في كل ذلك «أكون أو لا أكون»، فهو يصور و يمثل، لكي لا يستسلم لليأس و الإحباط و الحسرة، و لكي يضيف شيئا للفن، في زمن كورونا، و لا يهمه واقع أنه لا يحقق أي دخل حاليا، معربا عن تفاؤله بالمستقبل، فقد يفك عنه الحصار الذي تعرض له قبل كورونا، و يعود بقوة للساحة الفنية «الواقعية»، بعد أن يثبت قدراته في العالم الافتراضي على نطاق واسع. و أضاف بأنه تلقى اتصالات من تونس لتقديم مجموعة من العروض المسرحية هناك بعد فتح الحدود بين البلدين، في حين لم تتصل به أية جهة ببلادنا، ما جعله يواصل العمل الافتراضي العائلي، الذي يحقق من خلاله عددا معتبرا من المشاهدات و يقيم نفسه و أداءه من خلال تعليقات المتابعين، ليحاول تطوير قدراته.