اختار المقبرة للتعبير عن معاناته، موجها نداء وصرخة استغاثة إلى وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، حتى ينصفه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والمسرح الجهوي لمدينة قسنطينة.. إنّه الفنان صابر عياش واحد من المبدعين من ذوي “الهمم” (الاحتياجات الخاصة)، يقول إنّه يعيش التهميش والظلم.. وهذه قصته؟ انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، أطلقه الفنان المسرحي صابر عياش وهو يتألم من الوضع الذي وصلت إليه حاله وحال الفنان في الجزائر، فبكلمات تعتصر ألما وحزنا، عبرّ عن معاناته أمام مقبرة وليس في الشارع أو أمام مبنى هيئة ثقافية وفنية. قال عياش في الفيديو: “لم أجد مكانا أعبر فيه عن معاناتي سوى هذا المكان (المقبرة)، لأنّها تذكرني بالموت”. وأضاف عياش: “تكلمت مع الأحياء ووجدتهم لا ينصتون، فكيف لممثل يمثل بلاده في الخارج ويقوم بنشاطات مختلفة، لا يلتفت إليه، بل يقابل بالرفض كلما قدم مشروعا أو يواجه بالتماطل”. وذكر المتحدث أنّه “قدم مشروعا للديوان الوطني لحقوق المؤلف (لوندا) وبعدها سُحب منه لأسباب مجهولة؟ ثم قدم مشروعه لبلدية قسنطينة من أجل مساعدته ولكن صرفت عنه النظر بمعية مصالح الولاية”. وأشار المتحدث إلى أنه مظلوم كثيرا، هو يجتهد ويعمل ويقدم مسرحيات كمشروع ولكن لا مساعدة من قبل الجهات الوصية”. وتساءل: “هل هذا حقي أم لا؟ ولفت إلى أنّ المسرح الجهوي لقسنطينة لم يفتح الباب في وجهه ولم يقدم له يد المساعدة”. “الشروق”.. اتصلت بالفنان صابر عياش لمعرفة تفاصيل أكثر عن قضيته، فقال عياش: “مشكلتي التهميش الذي طالني، بداية من لوندا، بحيث قدمت ملفا للحصول على إعانة مالية تخص مسرحية كتبتها عنوانها (ماكاش الريزو)، ووعدت بأن أمنح مقابلها 60 مليون سنتيم وفق القانون طبعا، وقبل أن أرسل لهم الملف، قدمت عرضا تجريبيا للمسرحية بعنابة”. وأردف: “بعد موافقتهم على الملف وتقديمي العرض التجريبي للمسرحية، قام مدير الديوان (لوندا) لعنابة بإخبارهم أنني “أتاجر” بها، وهذا لا يعقل، فجمدوا الإعانة ولم يجيبوني ولم يوضحوا لي الأسباب”. وتابع قوله: “لو قدمت عرضا شرفيا لعملي، وتداوله الإعلام.. من حقهم تجميد الإعانة ووقفها”. وأكدّ المتحدث أنّه يطالب بحقه المشروع، أو برمجته مجددا من خلال مسرحية يعكف على إنتاجها. وبالنسبة إلى قضيته مع المسرح الجهوي لقسنطينة، قال صابر عياش: “قدمت لمسرح قسنطينة مسرحية “هرمنا” للمخرج عنتر هلال ووافق عليها، عملنا تدريبات عليها، ولكن في الأخير، مسرح قسنطينة فاجأنا بأنّه لا يملك المال لإنتاجها، لكن طلب منّا أن تكون إنتاجا مشتركا”. وشدد: “لماذا تلاعبت بنا إدارة المسرح بعد الموافقة على عملنا؟” واتهم المتحدث إدارة المسرح الجهوي لقسنطينة بأنها تتعامل وفق المحاباة و”المعريفة” مع المشاريع التي تقدم لها. وفي الأخير، طالب الفنان صابر عياش، واحد من المبدعين من ذوي الهمم (الاحتياجات الخاصة)، لوندا بأن ترد له الاعتبار وتعطيه حقه، كما يطالب مسرح قسنطينة بأن يمنحه فرصة العمل ولا يهمشه لأنّ وظيفته هي الاهتمام بالمبدعين وفتح الباب أمامهم وليس تهميشهم. ويشار أنّ صابر عياش فنان وكاتب مسرحي من قسنطينة، حصل على جوائز منها جائزة أحسن ممثل نالها قبل شهرين فقط بتونس، ولديه عديد الأعمال منها “صابر صابر العساس”، “خديمكم صابر”.. وغيرها.