أبدى الرئيس الأسبق للرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج رغبته في رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خلفا لخير الدين زطشي الذي ينوي الانسحاب بنهاية عهدته كما أكده في عدة مناسبات، وأشار محدثنا، بأنه يمتلك كافة المواصفات لشغل هذا المنصب الحساس، منتقدا في حواره مع النصر الأسلوب المعتمد من قبل عبد الكريم مدوار في رئاسة الرابطة، كما تحدث قرباج عن عديد المواضيع التي تخصه وتخص الكرة الجزائرية تكتشفونها في هذا الحوار الشيق. - ماذا يفعل الآن محفوظ قرباج، بعد الابتعاد عن رئاسة الرابطة المحترفة لكرة القدم ؟ لكي تكونوا في الصورة، لقد عُدت لوظيفتي لدى الدولة، بمجرد نهاية ارتباطاتي مع الرابطة المحترفة، وأنا الآن أعيش حياة هادئة خالية من أي مشاكل، وليكن في علمكم أيضا بأنني لم أتأثر على الإطلاق بابتعادي عن كرة القدم التي كانت مجرد هواية بالنسبة لي، في ظل تعلقي الشديد بها، على العموم، أنا الآن مركز على عملي، ومُكتفي بمتابعة مستجدات كرة القدم الجزائرية عن بعد فقط. - في ظل خبرتك الطويلة كرئيس للرابطة المحترفة، كيف تقيّم عمل هيئة عبد الكريم مدوار ؟ صراحة، لا توجد أي طريقة عمل لدى الرابطة المحترفة لكرة القدم، وحتى على مستوى الاتحادية هناك العديد من السلبيات المسجلة، لعل أبرزها غياب الشفافية في التسيير والمعاملة غير العادلة للنوادي، دون أن أنسى غياب الشجاعة في اتخاذ القرارات الحاسمة، وهو ما لاحظناه منذ استلام مدوار وزطشي زمام التسيير، حيث تجاوزتهما الأحداث في الكثير من المناسبات، وهنا أؤكد لكم بأن الرابطة المحترفة لم تكن جريئة منذ أول يوم استلمت فيه زمام الإدارة خلفا لي، إذ تركت الفرصة للفرق لمهاجمتها، وتناست بأن من يرفع تظلما ضدها اليوم سيرضى بما هو قادم، خاصة في حال الاقتناع بالمساواة في التعامل مع الجميع. - تبدو غير راض تماما على عمل المكتب الحالي للرابطة المحترفة ؟ كلنا يعلم بأن هيئة عبد الكريم مدوار رضخت كثيرا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقيادة خير الدين زطشي، حيث فشلت في فرض شخصيتها رغم مرور الوقت على استلامها زمام القيادة، إلى درجة جعلت لا أحد يستشيرها في اتخاذ القرارات الحاسمة الخاصة بالكرة الجزائرية ومستقبلها، وهنا أتساءل كمسؤول سابق، ما هو دور مدوار ومكتبه إن كانوا لا يناقشون المكتب الفيدرالي في شيء، أنا أرى بأن انطلاقة الرابطة الجديدة كانت خاطئة، وهي الآن تدفع ثمن قلة حزمها. - لو نطلب رأيك بخصوص القرارات المتخذة من قبل المكتب الفيدرالي بإلغاء الموسم واعتماد نظام منافسة جديد، ماذا تقول ؟ الأخطاء الكثيرة المرتكبة من قبل الفاف والرابطة المحترفة، لا تساوي شيئا أمام القرارات الارتجالية الأخيرة المتخذة من قبل المكتب الفيدرالي، فباستثناء إلغاء الموسم الكروي، والذي كان من المفروض اتخاذه شهر مارس الماضي بعد انتشار الوباء مباشرة، كل القرارات الأخرى غريبة، والبداية باعتماد نظام منافسة جديد سيتسبب في مشاكل نحن في غنى عنها، وأنا أحذر من الآن من مخلفات هذا القرار، الذي لا يتخذ بين ليلة وضحاها، بل وجب دراسته على مدار سنتين على الأقل، وهنا أتساءل كيف للرابطة أن تتحكم في الكم الهائل من أندية القسمين الأول والثاني الموسم المقبل (52 فريقا)، حيث أثبتت التجارب عجزنا في إدارة 16 لقاء كل أسبوع، فما بالك الآن ب28 لقاء كل أسبوع، دون الحديث عن لقاءات الأقسام السفلى التي تكون أكثر شراسة وضراوة وتتعدى الخطوط الحمراء في الكثير من الأحيان، أنا أتأسف لما آلت إليه كرتنا، فالمسؤول عليه أن يدرس مثل هذه القرارات من كافة الجوانب، فعلى سبيل المثال أين هي المرافق التي ستكون قادرة على احتضان هذا العدد الهائل من اللقاءات كل أسبوع، كما أتساءل من سيتكفل بمصاريف الفرق، خاصة تلك المتعلقة بكثرة السفريات. - نفهم من كلامك أن ما تم اتخاذه قرارات ارتجالية قد تزيد من متاعب الكرة المحلية ؟ أقولها وأعيدها هي قرارات فوضوية، وليس لها أي صلة بالدراسات العلمية التي باتت أساس نجاح أي مشروع كروي، وهنا يتوجب على الفاف أن تراعي المستجدات والمتعلقة بغياب الأموال، خاصة وأن الدولة لم تعد مستعدة لصرف المزيد على الفرق، ولذلك أنا أتوقع موسما صعبا للغاية في وجود الكثير من العراقيل، ضف إلى ذلك أن موعد استئناف البطولة لم يحدد وقد يؤخر كثيرا، في ظل عدم التخلص من وباء كورونا، وصعوبة تطبيق نوادينا للبروتوكول الصحي. - ....ولكن القرارات المتخذة أرضت الغالبية، خاصة بعد إلغاء السقوط واعتماد صعود أربعة فرق من الرابطة الثانية وأزيد من ستة على مستوى قسم الهواة؟ ما عساني أقول لكم سوى أن الفاف حاولت كسب ودّ الفرق من خلال هذه القرارات، كون الرئيس زطشي يقوم بحملة انتخابية مسبقة، وهذا ما يفند جملة وتفصيلا رغبته في الانسحاب كما سبق وأن صرح في الكثير من المناسبات لوسائل الإعلام. - بالحديث عن رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ما صحة الأخبار التي تشير إلى رغبتك في الترشح لخلافة خير الدين زطشي على رأس مبنى دالي ابراهيم ؟ بحكم عملي كموظف لدى الدولة القوانين لا تسمح لي بالترشح لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ولكن في حال السماح لي لن أتماطل في إيداع ملفي، خاصة وأن لدي الرغبة في قيادة الفاف، في ظل ثقتي الكبيرة في مؤهلاتي، خاصة بعد الخبرة التي اكتسبتها من رئاسة الرابطة المحترفة، أنا لدي برنامج ثري، وأتمنى أن يترشح المكتب الفيدرالي الحالي ضدي، وهنا سأفوز عليهم بالأغلبية الساحقة، في ظل الثقة التي أحظى بها من الفاعلين في محيط كرة القدم الجزائرية. - رغم كل هذا، القرارات كانت في صالح فريقك السابق شباب بلوزداد الذي تم منحه لقب البطولة رغم رفض بعض الفرق لذلك، ما تعليقك في هذا الشأن؟ مع احترامي لكافة الفرق شباب بلوزداد لم يطلب سوى حقه، حتى وإن كان الطلب الأول للفريق هو استكمال الموسم لتأكيد التفوق المسجل منذ أول جولة، نحن لا علاقة لنا بقرار الإلغاء ولكن بعد اتخاذه وجب على المسؤولين منح كل ذي حق حقه، والسياربي لم تحصد سوى ثمار تعبها منذ الصائفة الماضية، على العموم كان من الأجدر على المسؤولين إلغاء البطولة في شهر مارس، لأن ذلك كان سيقينا القيل والقال الحاصل الآن. - ماذا عن حرمان الوفاق من المشاركة في رابطة الأبطال الإفريقية؟ لا علم لي من أي تم استخراج حكاية المعامل الذي حرم الوفاق من حقه في المشاركة في رابطة الأبطال وحوّله إلى منافسة كأس الكونفدرالية، أنا متضامن مع إدارة النسر السطايفي التي هددت بالانسحاب، كونها كانت أكبر المتضررين من هذه القرارات الارتجالية، خاصة إذا ما علمنا بأن الفريق كان ينافس على الثنائية وأنهى شهر مارس في الصف الثاني خلف بلوزداد وبفارق ضئيل. على العموم، أنا مصدوم من السير على خطى البطولة الفرنسية التي لا يمكن أن نقارن ما حدث فيها بما هو موجود عندنا ببطولتنا المحلية، على اعتبار أنهم ألغوا الموسم مبكرا، كما أن البي. آس. جي كانت مبتعدة بفارق 20 نقطة عن أقرب الملاحقين، وكلها أمور تجعلنا غير مطالبين بالاعتماد على حكاية «المعامل». - رغم الانتقادات التي تطال زطشي إلا أنه يحسب له التتويج مع الخضر بالكان، ما رأيك ؟ ليس من عاداتي أن أبخص الناس حقوقها، ولكن المسؤول عن التتويج بالكان هو الناخب الوطني جمال بلماضي ولاعبوه، والاتحادية لم تساهم بأي شيء في تلك البطولة، فحتى عملية حجز الفنادق فشلت فيها، ويكفي اعتراض بلماضي على الفندق الذي تم اختياره لإقامة اللاعبين قبل لقاء كوت ديفوار الحاسم، إلى درجة أن بلماضي غامر بالتنقل إلى السويس صبيحة اللقاء فقط، أنا مقتنع بأن دور الفاف لم يتعد الحجز وجلب الألبسة ومختلف المعدات التي كان أشبال بلماضي بحاجة لها. - بماذا تعلق على تحويل بعض الأسماء المحلية صوب أوروبا على غرار موهبة الوفاق إسحاق بوصوف ؟ البطولة المحلية رغم الانتقادات التي تطالها دوما لا تزال قادرة على إنجاب لاعبين قادرين على الانتقال إلى أوروبا بمبالغ محترمة، والأمثلة في آخر السنوات كثيرة والبداية بسليماني وسوداني، مرورا ببن سبعيني وعطال وصولا إلى بوداوي وبوصوف، في انتظار احتراف أسماء أخرى، وهو ما سيخدم الجميع، والبداية بالفرق التي هي بحاجة إلى السيولة المالية في هذه الفترات الحرجة. - بماذا تريد أن تختم الحوار ؟ شكرا لكم على هذه الالتفاتة وآمل أن تسير معي الأمور كما أريد للعودة إلى تسيير كرة القدم الجزائرية من الباب الواسع، كما أستغل الفرصة من أجل الترحم على موتانا، والدعاء لمرضى كورونا بالشفاء العاجل والتضرع للخالق أيضا بأن يرفع عنا هذا الوباء عن قريب، كونه أحرجنا كثيرا، وعطل الكثير من أمورنا.