قال صديق الأطفال المنشط و المهرج جمال سبيحي، الشهير باسم عمو جميلو، في عالم البراءة، للنصر، إنه لم يتخذ من الحجر المنزلي، فترة للعطلة و الراحة، بل استغله طيلة شهور، لمد جسر افتراضي للتواصل معهم، من خلال حسابه في موقع فايسبوك، حيث كان ينشر فيديوهات مباشرة تتضمن عروضا بهلوانية و ترفيهية و أخرى تحسيسية و توعوية تتعلق بإجراءات الوقاية من كوفيد 19، مع توضيح أعراضه و مخاطره و طرق تجنب العدوى، بشكل مبسط، ليستوعب الصغار كل المعلومات و النصائح التي يقدمها لهم، على طريقته المميزة. عمو جمال أوضح بأنه كان سباقا لاستغلال عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة للأولياء الموظفين، منذ شهر مارس الفارط، من أجل تحديد موعد للتواصل مع الأطفال، بحضور و مرافقة آبائهم أو أمهاتهم، عبر فيديوهات بالفضاء الأزرق، حيث يختار في كل مرة موضوعا لمعالجته، على غرار إبراز أهمية مراجعة الدروس و المطالعة و الرياضة و كذا الحث على مساعدة الأم في أشغال البيت، و ممارسة ألعاب تربوية و نشاطات يدوية و هوايات أخرى مفيدة ، مع الإجابة على أسئلة و انشغالات جمهوره من الأطفال، عبر التعليقات المباشرة، و الأخذ بعين الاعتبار اقتراحاتهم، و مشاركتهم الاحتفال بأعياد ميلادهم، و في كل مرة، كما ذكر، كان يلاحظ وفاءهم و مدى تعلقهم به و شوقهم إليه و إلى الحفلات و العروض التي كان يقدمها لهم على الركح، و يعدهم ببرنامج أجمل و أفضل بعد زوال الجائحة، و عودة النشاطات الفنية و الثقافية إلى سابق عهدها. أتزين بالألوان الوطنية قبل التواصل مع البراعم أضاف المتحدث بأنه كان يحرص عندما يسجل الفيديوهات بالبيت، على لقاء البراعم و هو يضع ماكياج المهرج و يرتدي زيه، ليتعرف عليه أصدقاؤه و يثقون به و يتفاعلون مع ما يقدمه لهم، مشيرا إلى أنه يستهل فقراته بتقديم رقصات و حكايات مسلية لجذب المتابعين الصغار و تكسير الملل و الرتابة، مشيرا إلى أنه يتم تشارك فيديوهاته على أوسع نطاق، ليصل إلى أكبر عدد ممكن من الصغار بمختلف الولايات و في مناطق الظل و على أسرة المستشفيات، مؤكدا بأن نسبة المشاهدة تجاوزت 27 ألف مشاهدة، معربا عن فخره بدخول مختلف البيوت الجزائرية و ضمان التسلية و الترفيه و التحسيس لأطفالها في أحلك الظروف التي مرت بها الجزائر، و مختلف دول العالم، بسبب جائحة كورونا، و ما صاحبها من حجر منزلي طويل. فيديوهاتي لطرد القلق و الرتابة من يوميات الأطفال ذكر الشاب جمال بأنه نظم مسابقة في الرسم للصغار، و اشترط عليهم عدم طلب مساعدة من الأولياء أو الإخوة ليحصل الفائزون بجوائز، فشعر بسعادة كبيرة لأن الرسومات التي وصلته عكست شعورهم بالفرح و البهجة و ليس التوتر و القلق بسبب الحجر المنزلي، حيث رسمه معظمهم ، في حين رسم آخرون منزلهم و أفراد أسرتهم و هو معهم، مما يعكس حبهم له الذي يعتبره رأسماله الحقيقي و الحافز القوي بالنسبة إليه لمواصلة العطاء و تكريس حياته لأصدقائه الصغار. و بخصوص سؤالنا عن أسباب عدم تقديمه عروض في الشارع أو في الأحياء السكنية، ليتابعها الأطفال من الشرفات خلال الحجر المنزلي، رد جمال بأنه تجنب ذلك التزاما ببروتوكول الوقاية الذي يدعو للبقاء في البيت تلك الفترة و التباعد الجسدي، لأنه لو بادر بذلك، سيدفع الصغار إلى الإصرار على الخروج للقائه. في ما يتعلق ببرنامجه بعد انطلاق النشاطات المسرحية و الفنية و الثقافية، قال إنه يتمنى تنظيم حفل كبير للأطفال، إذا دعمته السلطات المحلية، و إذا لم يحصل على أي دعم سينظمه بوسط المدينة على شرف البراعم. و أشار المتحدث إلى أنه يتكفل بتصميم ملابس المهرج بنفسه، و يضع ماكياجه الاعتيادي قبل العروض بنفسه، و يحرص على أن يعكس ألوان العلم الوطني، و يرسم دائما في وجهه قلبا يرمز لحبه الشديد للأطفال، مشددا بأنه لا ينتمي إلى أي جمعية أو هيئة، و يلبي الدعوات التي يتلقاها من الجمعيات، لتنشيط مختلف نشاطاتها، سواء زيارة الأطفال المرضى في المستشفيات أو الأيتام بمركز الطفولة المسعفة أو إحياء حفلات تضامنية أو مناسبات مختلفة، و رغم أن إمكانياته محدودة، كما أكد، إلا أنه لا يطلب المقابل من أي جهة، و يمول كل نشاطاته المختلفة بنفسه، لإسعاد الصغار و الكبار . و أوضح جمال بأنه يعتبر ما يقوم به عملا خيريا إنسانيا و تربويا، يقدمه من بوابة الهواية و الحب، معتمدا على موهبته و خياله و أفكاره المتجددة، مشيرا إلى أنه تأثر كثيرا بالمرحوم حديدوان و يعتبره قدوته في التنشيط، في مساره الذي بدأه منذ حوالي أربع سنوات. علما بأن عمو جميلو، كما يناديه أطفال قسنطينة، يبلغ 26 عاما من عمره، و حاصل على ديبلوم عون عبور جمارك و لم يجد لحد اليوم، كما ذكر، عملا مناسبا وقارا، ما جعله يوافق على العمل كمتعاقد، و بالموازاة مع ذلك، كان يشارك في إحياء الأفراح العائلية و المناسبات الدينية و الوطنية و مختلف الحفلات، كمتطوع في أغلب الأحيان. كما يطمح المتحدث إلى دخول عالم التمثيل، كما قال للنصر، مشيرا إلى أنه شارك في مسابقة للمواهب في قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، و حصل على شهادة من لجنة التحكيم، عندما قدم عرضا حول معاناة المراهق كتبه بنفسه، لكنه لم يتلق أي عرض لحد الآن لإبراز موهبته في التمثيل التي صقلها، حسبه، خلال احتكاكه بالأطفال، و تقديم عروض بهلوانية و ترفيهية متنوعة لهم،في الواقع و من خلال الفضاء الأزرق، مشيرا إلى أنه حل ضيفا على عدة برامج إذاعية لتسليط الضوء على تجربته الفتية.