النصر تتسلل إلى عالم ال"بي بوينغ" و تنقل انشغالات راقصي الشوارع رغم انتشار فرق الراب، و تضاعف أعداد التشكيلات الموسيقية المحترفة في هذا المجال و نجاح بعضها حتى خارج الحدود الوطنية، لم يتمكن هواة "البريك دانس" أو رقصة التكسير التي تعتبر جزءا مهما في ثقافة الهيب هوب و التعبير الجسدي لموسيقى الراب في فرض نفسهم مثلما فعلت التشكيلات الغنائية العصرية الأخرى. و بقى أكثرهم على الهامش مما دفع ببعضهم إلى مغادرة البلاد لتحقيق أحلامهم التي عجزوا عن تحقيقها بالداخل لسبب أو لآخر و نجح بعضهم في إحراز ألقاب عالمية. النصر اقتربت من عالم ال "بي بوينغ"( مختصر مجموعات رقصة التكسير) بالشرق الجزائري للتعرف أكثر على هذه الفئة و نقل طموحاتها و تحدياتها. يصادفهم الجمهور عادة بحفلات الهيب هوب و الراب إجمالا حيث يخطفون الأضواء مرات كثيرة من التشكيلات الموسيقية على الركح بحركات البريك، و بالأخص تلك المجسدة على الأرض من التفاف و دوران سريع يتماشى و طابع أغنية الراب السريعة ، تاركين العنان لخيالهم و الحرية لأجسادهم في رسم لوحات راقصة بأجساد مرنة تتحرك في كل الاتجاهات، مبرزة وجها آخر لشباب يهوى الكوريغرافيا الحرة تماما مثل الراب المتحرر و المثير للجدل. إنهم مجموعات ال"بي بوي"أو هواة رقص التكسير الذين يحاولون فرض فنهم و تحقيق نجاحات كتلك التي حققها زملاؤهم بالخارج، مثلما فعل الجزائري "بي-بوي عمر"(عمر بوبايا) الحائز على لقب بطل الإمارات هذا العام. و في لقاء مع "بي بوي قسنطينة " الذين أمتعوا الجمهور نهاية الأسبوع الماضي برقصاتهم التلقائية خلال حفل الراب الذي أحيته فرقة "لفاميليا" من سوق أهراس، قال ممثل عن فرقة الرقص المشكلة من ثمانية عناصر أنهم اكتشفوا هوايتهم المشتركة صدفة في إحدى الحفلات فراحوا ينّسقون فيما بينهم حصص تدريبية بانتظام تحت إشراف راقص يقولون أن لديه خبرة في البريك دانس، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق أمنيتهم و تأسيس فرقة معتمدة يكون لها الحق في الحصول على مكان خاص بالتدريب و بالتالي التمكن من المشاركة في المنافسات الوطنية و لما لا الدولية حسبهم. و قال المشرف على الفريق طاوطاو رمزي الملّقب ب"بيكي بريك دانس"أنه هذا النوع من الرقص مهمش بقسنطينة مما تسبب في تراجع عدد الهواة و تقلصه إلى قرابة خمسة فرق فقط عكس الولايات الأخرى التي تعرف ازدهارا كبيرا و تضاعفا مستمرا لمريدي هذه الرياضة الفنية التي تنظم لها منافسات وطنية مهمة حرموا من المشاركة فيها لعدم وجود من يدعمهم. و رغم التهميش الذي تعانيه فرق البي بويز بقسنطينة، أعلن البعض التحدي و راحوا يشاركون في المنافسات المحلية محاولة للترويج لتشكيلاتهم الطموحة و ليس هذا فحسب بل انضمت إليهم راقصات "بي غارلز" لتأكيد رغبتهم في النجاح و الترويج لهذا الفن الذي يعني لهم الكثير مثلما قالوا. و من جهته أكد "بي بوي طيوبا"من ولاية سوق أهراس أن فن البريك دانس يعرف رواجا مستمرا ببلادنا بفضل المنافسات التي ينظمها بعض المحترفين داخل الوطن، مشيرا إلى منافسات "الباتل" التي احتضنتها عدة مدن منها عنابة (2005)، مستغانم(2007)،مزغنة(2008)،صطاوالي(2009) ، مشيرا إلى نجاح الكثير من الفرق الجزائرية في فرض نفسها بالمنافسات الدولية و من بينها تشكيلة "غايم أوفر فيو" من برج بوعريريج و غيرها من التشكيلات الوطنية المتكونة من عناصر من مختلف مناطق الوطن جمعتهم هواية الرقص التكسيري الحر. و اشترك عدد ممن تحدثنا إليهم من البي بوي في أملهم في المشاركة في المنافسات الدولية التي تنظمها شركة "ريد بول" العالمية و التي يعتبرونها أكبر فرصة للظهور و الانتماء لقائمة "البرو بريك دانسر"أي نخبة الراقصين المحترفين الدوليين ، وعدم ترك هذا الفن في الشوارع فقط ومنحه مكانة في الساحة الثقافية الشبابية. و في انتظار تحقيق طموحهم يبقى البي بويز بالكثير من المناطق في حاجة إلى من يقدر موهبتهم و هوايتهم التي تحتاج إلى الكثير من التدريبات لصقلها. مريم/ب