كشف المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالحركة الجمعوية والجالية الوطنية بالخارج، نزيه برمضان، عن مسعى إنشاء منصة رقمية تتضمن خريطة وطنية لكل الجمعيات ومتابعة عملها وإبراز نشاطها وفعاليتها في الميدان. وأوضح نزيه برمضان في اللقاء التشاوري مع فعاليات المجتمع المدني جمعه نهار،أمس الأحد، بدار الثقافة مبارك الميلي بولاية ميلة، أن الغرض من اللقاء هو جمع مقترحات وانشغالات الجمعيات ثم رفعها إلى رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن الكثير من الانشغالات التي تم جمعها لحد الساعة، مشتركة بين الولايات واعدا بأنه سيتم النظر بجدية في كل هذه المقترحات. وأضاف مستشار رئيس الجمهورية بأن هذه اللقاءات تبث رسائل أمل للشباب، حول مسعى التغيير والوصول لجزائر جديدة، تكون له فيها الكلمة للتعبير والمشاركة في تقديم المقترحات واتخاذ القرارات وتجسيدها ميدانيا، وتحميه من رسائل الهدم والإحباط القادمة من وراء البحار التي يستغل فيها بعض أبناء الوطن. وتابع برمضان "لهذا تبرز الحاجة الدائمة لأفراد المجتمع المدني والجمعيات، للتأهيل والتأطير"، مع الابتعاد عن النشاط الكلاسيكي،ثم إخضاع هذه الجمعيات للتقييم والتقويم والتحفيز والتكوين المستمر في شتى المجالات، خاصة ما تعلق باستغلال وسائل ووسائط التواصل، واستعمال الوسائل التكنولوجية والرقمنة التي تبعدهم عن الوقوع في الأخطاء أثناء التسيير ، وبذلك يسترجع الفرد الثقة في مؤسسات دولته . وخلال لقاء مماثل مع فعاليات المجتمع الوطني بقالمة، أشاد برمضان بدور الجمعيات خلال بداية انتشار وباء كورونا وأكد بأن المجتمع المدني بالجزائر ضرب أروع الأمثلة في التضامن والتضحية لدحر الوباء، عندما تحولت الآلاف من الجمعيات إلى ورشات مفتوحة لصناعة الأقنعة الواقية وتوزيعها، وتعقيم مرافق الخدمات والفضاءات العامة، وتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين، والوقوف إلى جانب الطواقم الطبية بمراكز علاج المصابين. وقال المتحدث أمام الحاضرين بالقاعة الكبرى للمحاضرات بمقر الولاية "بفضل تضافر جهود أبناء المجتمع المدني، وبفضل حسهم العالي لحماية المجتمع من كل المخاطر، والتنسيق الجيد بين الجمعيات وهيئات الدولة، استطعنا تجاوز مرحلة الخطر التي كانت ستؤدي بنا إلى نتائج وخيمة، إن جهد الدولة المدعوم من المجتمع المدني خفف من وطأة هذه الأزمة بالتحسيس والتعقيم و صناعة الكمامات، لقد فتح أعضاء الجمعيات بيوتهم لصناعة الكمامات، وبالتنسيق مع دور الشباب ومراكز التكوين المهني صنعت الكميات الكافية لتنفيذ مخطط الوقاية ومجابهة الوباء". وأضاف نزيه بن رمضان بأن الرئيس يدرك تمام الإدراك الدور الكبير الذي لعبته الجمعيات الوطنية والمحلية خلال المرحلة الحساسة التي مرت بها البلاد، ووعد بأن يكون المجتمع المدني شريكا في بناء الجزائر الجديدة، ووصفه بالحليف الأول لبناء الدولة. ودعا رئيس الجمهورية إلى وضع آليات قانونية متينة تسمح للمجتمع المدني بأن يكون شريكا فعليا في صناعة القرار وتسيير شؤون الدولة بما يخدم مصلحة الوطن والأمة. و ذكر نزيه بن رمضان بدور الجمعيات التي تدير شؤون الجالية الوطنية بالخارج، و قال بأن هذه الجمعيات تضم كفاءات جزائرية في كل التخصصات، و تقوم بدور كبير لحل مشاكل الجالية و دعم جهود الدولة في مختلف المجالات. وخلص المتحدث إلى القول بأن مشروع الدستور الجديد قد أولى اهتماما بالغا بجمعيات المجتمع المدني والجالية الوطنية في المهجر، من خلال مواد جديدة ستحدث تغييرات جذرية في القوانين والتنظيمات القديمة التي كانت تحكم المجتمع المدني، وستعطي دفعا جديدا للحركة الجمعوية التي ستكون شريكا فعالا في بناء الجزائر الجديدة، حيث نص القانون الأول في البلاد على دسترة الحركة الجمعوية وحمايتها من كل الضغوط، و عندما يمرر الدستور الجديد، يضيف نزيه بن رمضان، فإن حل الجمعيات وتجميد نشاطها سيكون من صلاحية القضاء وحده، وهذا مكسب كبير للمجتمع المدني المتوجه نحو مستقبل جديد.