أكد أمس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، من قسنطينة، أنّ المسائل الإيجابية في مشروع الدستور أقوى وأكثر تأثيرا من النقاط الخلافية، كما اعتبر أنه سيحقق الديمقراطية عند اعتماده بمنح حزب الأغلبية البرلمانية القدرة على تشكيل الحكومة، و من ميلة صرح أول أمس، بأن التصويت بنعم هو تدشين لعهد جديد وإرساء لدولة القانون واحترام المؤسسات، كما دعا من سكيكدة إلى التصويت بقوة على مشروع التعديل الدستوري، مؤكدا بأنه سيكون بوابة للإصلاحات. ونشط بعجي تجمعا شعبيا بقسنطينة، حيث أكد أن الدستور لا يمكن أن يرضي الجميع بشكل تام، موضحا أن مشروع التعديل توافقي لأنه يتضمن أغلب النقاط التي تقدمت بها الأحزاب والشخصيات السياسية والجمعيات والمواطنون، كما اعتبر أن النقاط الإيجابية أكثر حضورا وأقوى بكثير من المسائل الخلافية، «التي تعد على الأصابع»، معلقا على الجزء الخاص بحرية التعبد في المشروع بالقول «أننا مسلمون لكننا نعيش مع كل المذاهب»، مضيفا أن الشعب الجزائري متسامح ومن حق الناس التعبد في الجزائر بشروط، ليبقى الإسلام دين الدولة. وقدم منشط التجمع مجموعة من الأمثلة عن النقاط الإيجابية في الدستور الجديد، حيث قال أن الحزب يدعمه لأنه مشروع سياسي متكامل طرحه رئيس الجمهورية، وليس مجرد وثيقة عادية، كما أوضح أن جميع القوانين يجب أن تكون نابعة من الدستور الذي يعتبر الجسم الأساسي، فضلا عن أن الاستفتاء المزمع تنظيمه سيرجع إلى سيادة الشعب في قضية مصيرية. و وصف بعجي الحكومات التي كانت تشكل سابقا ب»الحكومات الإدارية» وليست «حكومات سياسية»، كما قال، مشيرا إلى أن مشروع الدستور الجديد سيسمح للجزائريين بالعيش في ديمقراطية حقيقية لأن الأحزاب التي تدخل الانتخابات التشريعية وتفوز، يصبح من حقها أن تشكل الحكومة من إطاراتها وكفاءاتها، ليتسنى لها تحقيق الوعود الانتخابية التي قدمتها للشعب خلال حملتها. وأضاف الأمين العام للحزب أن السنوات السابقة كانت تشهد تشكيل الحكومة من أحزاب لا تحوز الأغلبية، قبل أن يضيف «لم نكن نُستشار حتى عندما يتم اختيار وزراء من جبهة التحرير». ولا يمكن بناء النظام السياسي الذي تأثر وتلقى ضربات بسبب الانفرادية خلال عشرين سنة في بضعة أشهر، بحسب ما صرح به بعجي في التجمع، إذ يرى «أن الأمثل سوف يأتي فيما بعد». ونبه نفس المصدر أن مشروع الدستور الجديد قد جاء ليصحح الأخطاء والثغرات والسلبيات في الدستور السابق، فيما أوضح أنه «لا يمكن إنكار دور حراك 22 فيفري الأصيل الذي ذهب النظام الفاسد السابق بفضله، باعتباره حدثا سياسيا ومرحلة هامة في تاريخنا، فكان مُدسترا». ودعا بعجي الشعب إلى التصويت في الاستفتاء القادم، وأوضح أن الدستور هو بذرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أن دفاع الأفلان عن الدستور «هو دفاع عن مصير جيل وشعب وأمة بكاملها». وخصص بعجي جزءا من كلمته للحديث عن حزب جبهة التحرير الوطني، حيث ذكر أن خطة الطريق الإصلاحية داخل الأفلان قائمة على تحليل عميق وتستهدف إعادة بناء الحزب على كافة الأصعدة، معتبرا أن الشعب «لم يشتم جبهة التحرير» لكن «مناضلين في أحزاب أخرى يستهدفون «الأفلان» للمساس به وليس انتقادا للجوانب السيئة التي كانت موجودة فيه ونعترف بها»، كما قال، مؤكدا أن فاسدين ومفسدين هم من أساؤوا للحزب. وأكد أن الأمانة العامة بدأت الإصلاح بمحاربة المال الفساد الذي أثر على الحزب، وصرح أنه من غير الممكن إتمام المسار الإصلاحي في أربعة أشهر فقط. و بميلة نشط بعجي أول أمس، تجمعا قال فيه إنها المرة الأولى منذ 24 سنة، التي يستدعى فيها الشعب الجزائري للتصويت على الدستور، بعدما مرت التعديلات السابقة بعيدا عنه، مضيفا أن مشروع الدستور أغلق العهدات الرئاسية كما لم تغفل ديباجته إدراج بيان أول نوفمبر الخالد والحراك الشعبي المبارك، إضافة إلى أنه يشكل ثورة في تحصين الحريات والحقوق مضاهيا أقدم الديمقراطيات، كما أسقط «تغول» الهيئة التنفيذية على جهاز القضاء. بعجي دعا الطبقة السياسية إلى تبني ميثاق شرف سياسي ينهي حالة التجاذب والاتهامات والرد عليها وتحقيق هدف بناء الجزائر. وأوضح بعجي في تجمع شعبي نشطه أمس مع مناضليه بقاعة قصر الثقافة مالك شبل بمدينة سكيكدة أن مشروع الدستور القادم يكتسي أهمية بالغة في مستقبل الجزائر الجديدة ويعتبر محطة وبوابة جديدة للإصلاحات في مختلف المجالات لا سيما منها السياسية، مبرزا دعم حزبه لهذا الدستور الذي صنفه في مستوى الدساتير العالمية. وأضاف أنه ورغم عدم التوافق الذي أبدته القوى السياسية حول الدستور لكن لا يجب الإنكار أن مضمون الدستور فيه جوانب ايجابية كبيرة لا سيما في الجانب المتعلق بتعزيز حقوق الإنسان وعليه فان جبهة التحرير تدعم هذا المشروع لأنه الأمل في تحقيق أمل الشعب في جزائر جديدة. إبراهيم شليغم/ سامي.ح/ك.واسطة