دعا رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الدكتور إلياس مرابط، أمس إلى ضرورة تدعيم وحدات الكشف والمتابعة التي تعنى بالصحة في الوسط المدرسي، بوحدات جديدة في كل منطقة أو من خلال دعم هذه الوحدات كمرحلة أولى بمورد بشري إضافي حتى تتمكن من لعب الدور المنوط بها في مرافقة الدخول المدرسي والمرافقة اللصيقة في تنفيذ كامل شروط البروتوكول الصحي بكل نجاح. وأكد الدكتور مرابط في حديث للنصر أن وحدات الكشف والمتابعة للصحة المدرسية، مطالبة بأن تلعب دورا كبيرا ومميزا في تنفيذ البروتوكول الصحي والسهر على أن توفر له أجواء وشروط التنفيذ، بالإضافة إلى مهمة تحسيس إطارات السلك التربوي من مربين ومديرين ومشرفين وأساتذة لكي يتم توضيح دور كل شخص في المنظومة الوقائية. كما أكد مرابط على ضرورة تكفل هذه الوحدات بإعطاء دروس توعوية للحديث عن الجائحة و طرق العدوى وكيفية تجنب الإصابة بها، لذلك يضيف ‹› يجب تدعيم هذه الوحدات بالمورد البشري وبالجانب اللوجستي وخاصة النقل حتى تتمكن من أداء المهام المنوطة بها بكل أريحية، مقترحا أن يتم هذا التدعيم من خلال فتح التوظيف الخارجي للأطباء حتى تتمكن أطقم الصحة المدرسية من السرعة في التدخل. وبعد أن أعرب عن يقينه أن عودة التلاميذ إلى أقسامهم ‹›ضرورية›› و›› جاءت في وقتها‹›، أكد رئيس النقابة الوطنية للصحة العمومية، أن التحدي الأساسي الآن هو ضمان احترام وتجسيد الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا، من خلال ‹› الموازنة بين ضرورة عودة أبنائنا لمقاعد الدراسة والعودة إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنشاط الجمعوي في جو عادي في ظل هذه الظروف غير العادية مع احترام البروتوكول الصحي«. وشدد الدكتور مرابط على ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة من أجل عدم تكرار ما يحدث في عدة دول، قال أنها تسابقت لفتح المدارس واستئناف النشاط الجماعي، غير أنها أصبحت تحصي الآلاف من الإصابات والمئات من الوفيات في اليوم، مضيفا أنه «عند عودة مثل هذه النشاطات يجب أن نرفع من مستوى التنسيق بين مختلف القطاعات في المهمة الأساسية المتمثلة في ضمان الإجراءات الاحترازية التي يقرها البروتوكول الصحي «. وأضاف ‹› إذا كان الرهان الأساسي اليوم يتمثل في أن ننجح في البرنامج الوقائي، لا يجب أن نعتد بالأرقام اليومية المتباينة لعدد الإصابات ونقول إن الأمر متحكم فيه، لأن الوضع قد ينفجر بسرعة كما جرى في عديد البلدان، ولا أحد يعرف وتيرة الانتشار خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، لذلك وجب التنسيق بإحكام بين مسيري المؤسسات التربوية والأساتذة باعتبارهم القدوة للتلاميذ ووحدات الكشف والمتابعة ومختلف الأعوان من أجل إنجاح الدخول والموسم الدراسيين››. وفضلا على ذلك فإن للحماية المدنية – حسب الدكتور مرابط والأسلاك الأمنية دور في مرافقة التلاميذ خلال هذه المرحلة في تنفيذ مختلف الإجراءات الاحترازية ، فيما يتعاظم دور وزارة التربية الوطنية والجماعات المحلية المطالبتين كما قال بضمان توفير الإجراءات المادية واللوجستية من أجل أن ينطلق هذا اليوم الموسم الدراسي ويستمر بصفة مريحة وضامنة لكل شروط السلامة والوقاية من الفيروس، من توفير المواد المطهرة وأدوات ووسائل ومواد التعقيم والتطهير والمياه من أجل استكمال البروتوكول الصحي كما يجب توفير النقل المدرسي بشكل كافي والظروف المناسبة للإطعام في حالة برمجة الدوام الكامل للتلاميذ مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة من مناطق البلاد في ذلك››. وأشار في سياق ذي صلة إلى أن توفير شرط التباعد من خلال التفويج المعلن عنه والتباعد في وسائل النقل والمطاعم المدرسية وحتى أثناء الدخول والخروج من وإلى المؤسسات التربوية يعد من أهم الإجراءات الاحترازية التي يجب الحرص على تطبيقها بكل صرامة. من جهة أخرى حث الدكتور مرابط الأولياء على أداء الدور المنوط بهم وأن يحرصوا على أن يكون عملهم مكملا للدور الذي تلعبه المدرسة، مع ضرورة التحلي بالوعي بحساسية وخطورة الظرف الراهن، من أجل حماية صحة التلاميذ والأساتذة أيضا وعموم الأسرة التربوية والمحيط العام.