أقدمت إدارة إتحاد عنابة قبيل مباراة أول أمس الجمعة على تسوية جزء من الوضعية المالية العالقة للاعبين، و ذلك بمنحهم علاوة الفوز الوحيد المحقق خارج الديار، قبل عشرة أيام بالقبة، حيث تحصل كل لاعب على مبلغ 3 ملايين سنتيم، رغم أن اللجنة المسيرة كانت قد وعدت بقيمة 5 ملايين سنتيم، لكن الوضعية المالية المتدهورة للنادي جعلت الإدارة تكتفي بالعلاوة المنصوص عليها في القانون الداخلي. إلى ذلك فقد عرف إتحاد عنابة أول أمس كيف يخرج منتصرا من الامتحان العسير الذي خاضه ضد اتحاد بلعباس، لينجح بذلك « الطلبة « في إحراز فوزين متتاليين لأول مرة هذا الموسم، و هو إنجاز عجز العنابيون عن تحقيقه منذ الموسم ما قبل الماضي، لكن الإنتصارين المحققين على حساب كل من رائد القبة و إتحاد بلعباس أكدا بأن الأمور أصبحت تسير في الاتجاه الصحيح في مدرج « الطلبة « منذ إعتلاء المدرب كمال مواسة العارضة الفنية، رغم هاجس التمويل الذي يبقى يلقي بظلاله، لأن بوحربيط و رفاقه إنتظروا إلى غاية الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب ليلعبوا أحسن مباراة لهم ضد صاحب مركز الوصافة السابق اتحاد بلعباس، وقد يعود ذلك إلى الروح المعنوية الكبيرة التي خاض بها اللاعبون هذه المواجهة، إضافة إلى التركيز الذي سبق المباراة، لكون المدرب مواسة أصبح عارفا بخبايا التشكيلة،لأن اتحاد عنابة كلما تألق خارج قواعده، إلا وأخفق في الجولة الموالية أمام جمهوره وقد نجح « الطلبة « في كسب الرهان بعد أن أبدى لاعبوه روحا قتالية عالية مكنتهم من ضخ 3 نقاط ثمينة في الرصيد.. من جهة أخرى فقد عرفت مدرجات ملعب 19 ماي عودة الجمهور، بعد طول غياب، و كأن الفوز الذي عاد به بودار و رفاقه من القبة أعاد بصيصا من الأمل إلى قلوب « الهوليغانز « بقدرة فريقهم على تحقيق حلم العودة السريعة إلى الرابطة المحترفة الأولى، و لو أن الأجواء الرائعة التي صنعها أنصار الفريق الزائر الذين قدموا إلى عنابة ليلة الخميس وأحدثوا ضجة في شوارعها كانت من بين الأسباب التي دفعت بالمناصرين العنابيين إلى العودة إلى مدرجات ملعب 19 ماي. على صعيد آخر، و إذا كانت القلة من أنصار اتحاد عنابة قد وضعت نقطة النهاية لمقاطعتها فإن التساؤلات كانت مطروحة بقوة بخصوص الرئيس منادي الذي لا يزال يفضل البقاء بعيدا عن الساحة، منذ الهزيمة التي مني بها الإتحاد في عقر الديار أمام أهلي البرج، وقد تمنى اللاعبون ملاقاته بعد المباراة للاستفادة من علاوة خاصة بعد الفوز الباهر لكن منادي لا يزال يفضل إنتهاج سياسة الهروب نحو الأمام، و تكليف بعض أعضاء طاقمه بقيادة الفريق في هذه المرحلة الحساسة، لأن الإتحاد إفتقد لأيام « البحبوحة « المالية، و العلاوات الخيالية التي كان اللاعبون يتحصلون عليها على الساخن في غرف تغيير الملابس . بالموازاة مع ذلك ، و من أجل ضمان المحافظة على الروح الانتصارية التي أنهى بها الفريق مرحلة الذهاب، لا سيما وأن « الطلبة « سيدشنون النصف الثاني من المنافسة بمقابلتين متتاليتين في عنابة، بإستقبال كل من أولمبي المدية ثم إتحاد البليدة على التوالي ، يعتزم رئيس فرع كرة القدم السعيد بورحلة برمجة تربص مغلق للإتحاد بمنطقة عين الدراهم بتونس، و ذلك وفقا للطلب الذي تقدم به المدرب كمال مواسة في هذا الشأن، لكن القرار النهائي يبقى معلقا على الوضعية المالية للنادي، لأن خزينة الإتحاد خاوية، و الإدارة أصبحت عاجزة حتى عن تسديد مستحقات اللاعبين، بدليل أن الرابطة المحترفة أدرجت الفريق العنابي ضمن قائمة النوادي التي ستحرم من الإستفادة من « الميركاتو « بسبب قضايا بعض اللاعبين، في الوقت الذي كان فيه مواسة قد دون أسماء بعض العناصر في الأجندة على أمل استقدامها في فترة التحويلات الشتوية، من أجل إعطاء دفع جديد للتشكيلة، في الوقت الذي سيكون فيه المدافع الأيسر بلواهم أول المسرحين، بعدما وجد نفسه خارج الخيارات التكتيكية منذ إعتلاء مواسة العارضة الفنية، لأن اللاعب طالب بوثيقة تسريحه، و الإدارة أرجأت الحسم في مصيره إلى حين الجلوس مع الطاقم الفني لتقييم مرحلة الذهاب، و مردود كل عنصر.