انتقد منتخبون بالمجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، طريقة تسيير الممتلكات وما سببته من تراجع كبير للموارد المالية، فيما تؤكد لجنة الممتلكات والمالية أنها أعدت مخططا لاستغلال كل الأملاك والعقارات وحتى الأرصفة بغرض الرفع من مداخيل البلدية الضئيلة، في حين طالب مندوب قطاع سيدي راشد باستغلال محلات ساحة " لابراش" المهملة منذ 5 أشهر. وقال منتخبون معارضون لرئيس البلدية، إنه ومنذ بداية عهدة المجلس لم يتم تفعيل وتنشيط لجنة الممتلكات رغم التدخلات الكثيرة لبعض المنتخبين لاسيما ما تعلق منها بتحضير الميزانيات والدراسة والفصل في الملفات المالية والممتلكات، ما نتج عنه، بحسبهم، عجز مالي متراكم يفوق ثلث ميزانية البلدية. وتابع محدثونا، أنه سجل عدم استغلال للعديد من المحلات الشاغرة والمقرات إذ تركت عرضة للإهمال، في حين سجلت حالات عدم تحصيل مالي، كما تحدثوا عن غموض كبير في ملف المذبح البلدي وعدم تحصيل مداخيل محطة المسافرين الشرقية التي تدفع البلدية ثمن استهلاك الكهرباء والغاز بها، دون تلقى أي من المداخيل التي تستفيد منها مؤسسة سوغرال العمومية. وبلغ المحشر البلدي درجة قصوى من التشبع، في حين لجأت البلدية كحل مؤقت إلى محطة المسافرين الشرقية لوضع المركبات المحجوزة، كما ذكر معارضو المير أن العديد من السيارات المحجوزة تحوّل إلى بلديات أخرى ما فوّت على البلدية مداخيل مالية معتبرة، مشيرين إلى أنه وفي حال الاستغلال الأمثل لهذه الممتلكات فإن المجلس سيستفيد من مبلغ لا يقل عن 10 ملايير سنتيم. وأوضح نائب رئيس البلدية المكلف بالممتلكات والمالية، كما بريرش، للنصر، خلال دورة المجلس العادية المنعقدة أمس الأول، أن الحديث عن إهمال الممتلكات غير صحيح، حيث أن إيجار المحلات السنوي ارتفع بنسبة تزيد عن 65 بالمئة منذ ثلاث سنوات، فعلى سبيل المثال يبرز المتحدث أن أسعار إيجار محل بسوق البودروم بالدقسي ارتفع من 48 ألف دينار إلى 83 ألف دينار سنويا، مشيرا إلى أن البلدية وفي إطار التسيير العقلاني للممتلكات قد فرضت زيادات تترواح ما بين 30 و65 بالمئة في عام 2017 كما أنها تطبق زيادات تقدر ب 5 بالمئة عند مطلع كل عام جديد. وتابع محدثنا، أنه تم إنشاء لجنة في 13 من الشهر الجاري تعني بتثمين وتسيير كل العقارات والطرقات والحظائر البلدية، إذ سيتم إحصاء مستغلي المساحات المحيطة بالمحلات وتحديد ثمن لها، مع مراعاة عدم عرقلة حركة الراجلين، في حين سيتم استرجاع حظائر الركن الخاصة بفنادق البروتيا والنوفوتيل والإيبيس، بعد تسجيل عدم تسديد للمستحقات المالية الناجمة عن الاستغلال، مؤكدا أنها ستطرح للمزاد في حال عدم دفع المؤسسات المعنية لتكاليف الاستغلال بأثر رجعي. وسيتم أيضا طرح العديد من حظائر الركن في المزاد على غرار موقف بولقرينات خديجة " ليزاس" بوسط المدينة، كما سيعلن أيضا عن تحويل المساحة المسترجعة بمحاذاة سوق الدقسي إلى حظيرة ركن كبرى ستطرح في المزاد العلني، مشيرا إلى تنظيم عملية كبرى لإجبار أصحاب المهن الحرة إلى دفع إتاوات ووضع المساحات الإشهارية والإعلانات. وبخصوص محطة المسافرين الشرقية، فقد أوضح بريرش، أنها منحت إلى مؤسسة سوغرال بتعليمة من الوالي الأسبق إذ أن المؤسسة لم تدفع أي من مستحقات البلدية، كما أشار إلى أن المذبح هو الآن محل نزاع قضائي على مستوى المحكمة العليا، مؤكدا أن كل حقوق البلدية المالية مضمونة في هذا الشأن. وانتقد مندوب القطاع الحضري سيدي راشد طريقة تسيير محلات ساحة لابراش، حيث قال إنها تحوّلت إلى أوكار للمنحرفين إثر غلقها وعدم استغلالها منذ 5 أشهر، مطالبا بضرورة الحفاظ على هذا المكان التاريخي بقلب عاصمة الشرق، قبل أن يؤكد رئيس اللجنة أنها طرحت للمزاد ضمن 100 محل ستعرضها البلدية في أقرب الآجال القانونية. وتجدر الإشارة، إلى أن القيمة المالية لإيرادات الممتلكات البلدية المختلفة تقدر بقرابة 40 مليار سنويا، يتم تحصيل 27 مليارا من إيجار العقارات، في حين تجاوزت حقوق التوقف بالأسواق ومختلف الأماكن مبلغ 5.4 مليار، كما حصلت البلدية 6 ملايير من مؤخر الكراء للسنوات السابقة.