- القربان الأخير لعروس المطر - عرض رئيسي في احتفالات يناير بقسنطينة كرّمت أول أمس، دار الثقافة و الفنون مالك حداد بقسنطينة، ابن المدينة عصام بن شلال، المتوّج مؤخرا، بجائزة علي معاشي للنص المسرحي، خلال احتفالية حضرها عدد من الفنانين، منهم وجوه مسرحية ستكون حاضرة في العمل المسرحي الذي سينتج، احتفالا بحلول السنة الأمازيغية الجديدة ، و هو عبارة عن تجسيد للنص المتوّج، حيث أعلنت أميرة دليو، مديرة دار الثقافة، عن توقيع عقد عمل مع الكاتب، لإنتاج عرض فني مسرحي كوريغرافي متكامل، يكرّم إبداع الكاتب و الشاعر بن شلال، و يكون بمثابة إضافة نوعية للبرنامج المسطر، في إطار الاحتفالات الخاصة بيناير. حسب المتحدثة، فإن العرض سيضم عددا من الأسماء الفنية المسرحية من أبناء مسرح قسنطينة الجهوي، على غرار الممثل و المخرج كريم بودشيش و السيناريست و الفنان سعيد بولمرقة، بالإضافة إلى وجوه جديدة، فيما أوكل إخراج العمل للمخرج علي عيساوي. و كلف الفنان سليم سوهالي، بتأليف الومضات الموسيقية و الرقصات الكوريغرافية التي سيتخللها العرض، على غرار الرقصة الافتتاحية «رقصة المطر»، لتكون بذلك المسرحية عبارة عن عرض فرجوي كبير سيقدم رسميا في 11 جانفي القادم. * عصام بن شلال المتوّج بجائزة علي معاشي النص انتصار للعقل و سقوط للأسطورة يؤكد عصام بن شلال، المتوّج بجائزة علي معاشي للنص المسرحي، بأن التكريم يعتبر محطة هامة في مساره، خصوصا و أنها المرة الثانية التي يفتك فيها هذه الجائزة، إذ سبق له و أن توج بها سنة 2018، وذلك في فئة النص الشعري، إذ صدر له قبل سنة ديوان بعنوان « الالتزام الأخير و قصائد أخرى»، ليفتك خلال هذه الطبعة الجائزة الأولى في صنف النص المسرحي عن «القربان الأخير لعروس المطر»، وهو نص مستوحى من التراث الأمازيغي، إذ يتعلق الأمر بقصة بوغنجة التي أحبها أنزار، و طلب يدها للزواج، و عندما رفض طلبه قطع المطر عن أهل المدينة. وحسب الكاتب، فإن النص المتوج يعتبر أول تجربة له في مجال المسرح، حيث اعتمد في كتابته على الأسطورة الأصلية لبوغنجة، لكنه خرج بالقصة من إطارها التقليدي الشعبي، و قدمها ضمن قالب مختلف، فالأحداث وليدة خياله، اختار لها محطة زمنية هي القرن الثالث قبل الميلاد، أين تحدث عن مجتمع يؤمن بأسطورة إله المطر، و يقدم القرابين والتضحيات من الفتيات الشابات الجميلات الفقيرات، إكراما له و طمعا في غيثه، لكن فتاة واحدة تدعى «سيليا» تحدت المعتقدات القديمة و وقفت في وجه الأسطورة و كسرتها، حيث هربت من قدرها لتقابل «قدموس»، وهو شاب فينيقي أنقذها من بطش المجتمع و من طمع عمها الذي أراد تزويجها لأحد الكهنة. و بهذا جاءت النهاية مختلفة، فقدموس شكل صوت العقل في الحكاية، كما قال المتحدث، و دخوله إلى حياة سيليا، غير الكثير، لأنه ساعدها على الهروب، فسقطت بذلك أسطورة قربان المطر، و أصبحت السماء لأول مرة، سخية مع أهل المدينة، دون تقديمهم للقرابين. صاحب العمل، قال بأن أهمية النص تكمن في المعطيات التاريخية و الاجتماعية التي يتوفر عليها و التي تعد نتاجا لجهد بحثي قام به من أجل إعادة بناء البيئة القديمة و إثراء العمل، و ذلك من باب خبرته كناقد و باحث أكاديمي. * علي عيساوي مخرج المسرحية سنجمع بين الأداء الحركي و التركيب الصوتي و البصري حسب علي عيساوي، مخرج المسرحية، فإن خصوصية النص تكمن في خروجه عن القصة الشعبية، و تحكم كاتبه في خاصيتي الوصف و قوة الحوار، وهو ما يحقق معادلة الجذب، ناهيك عن توفره على كم هام من المعلومات و المعطيات التاريخية و الاجتماعية، التي تسهل عملية تصور البيئة القديمة و محاكاتها على الخشبة. علما أن العمل سيكون جامعا، حيث سيزاوج فيه بين الأداء الحركي على الخشبة و التركيب الصوتي المسبق، ناهيك عن أن جزءا من العرض سيصور في الخارج وسيعرض عند بداية المسرحية، عبر شاشة خلفية سترافق الممثلين، ليكون العمل متكاملا و قريبا إلى الجمهور. عيساوي قال، بأنه سيسعى خلال 40 دقيقة، إلى تقريب الجمهور كثيرا من الخشبة، و إدماجه في أحداث العمل، و ذلك من خلال تدخلات فنية لبعض الحضور، وهي توليفة توابل مهمة جدا، لشد اهتمام الجمهور، كما عبر، مشيرا إلى أن التحضيرات قد انطلقت فعلا، حيث عقد إلى غاية الآن، اجتماعات فنية مع الممثلين الرئيسيين والجهة المنتجة. كما تم الاتفاق مبدئيا على موسيقى العمل، وذلك بالتنسيق مع المؤلف سليم سوهالي، الذي اقترح مقاطع تتماشى مع الحقبة التاريخية التي تدور فيها الأحداث، وذلك لإضفاء لمسة من الواقعية على العرض، كما قال، بأن هنالك رقصات و فواصل كوريغرافية، ستكون حاضرة خلال العرض سيقدمها أعضاء جمعية جسور الثقافية الفنية بقيادة خالد وليد، وهي نفس الجهة أيضا التي ستتكفل بإعداد الأزياء الخاصة بالعرض عموما. في ما يتعلق بأهم الأسماء الفنية المشاركة في العمل، فقد أوضح المخرج، بأن البطولة أسندت إلى فتاة لا يتعدى عمرها 16 سنة، وهي وجه مسرحي جديد، و سيقاسمها الركح كل من كريم بودشيش الذي سيؤدي دور العم لقدرته الكبيرة على تقمص الشخصيات المعقدة، بالإضافة إلى سعيد بولمرقة في دور الكاهن.