إنجازي مع منتخب الكونغو لم يكتمل والقدر جنبني تحدي الخضر يرى مدرب نادي ريال باماكو المالي، محمد كمال جبور، أن «كارزيمة» بلماضي صنعت الفارق، وكانت وراء النتائج المذهلة المحققة على مدار آخر سنتين، مشيرا في حواره مع النصر، بأنه يعتز بتجاربه الكثيرة في إفريقيا وعدة بلدان عربية، ويضع نفسه تحت تصرف الفاف، خاصة على مستوى الفئات السنية التي تعاني من كثرة الخيبات، كما تحدث المدرب الأسبق لمنتخبي الكونغووالنيجر عن نجوم الخضر محرز وبونجاح وبن ناصر واختيارات عوار وغويري وأمور أخرى. تكتشفونها في هذا الحوار الذي خصنا به من العاصمة المالية باماكو. حاوره: مروان. ب تعد من التقنيين الجزائريين القلائل ممن عملوا في عدة بلدان عربية وإفريقية، أين تتواجد الآن، وما هي آخر مستجداتك ؟ الحمد لله، كانت لي الفرصة أن عملت في عدة بلدان عربية وإفريقية، على غرار الجزائر والإمارات والكويت، فضلا عن الكونغووماليوالنيجر، وبالتالي اكتسبت الكثيرة من الخبرة التي ساعدتني كثيرا في عملي الحالي، وعن آخر مستجداتي، فأنا متواجد بمالي، بعد تعييني منذ أربعة أشهر على رأس نادي ريال باماكو، أين أحاول قيادته نحو الأهداف المتفق عليها، والمتمثلة في التأهل إلى رابطة الأبطال، ولم لا تكرار تجربتي الناجحة مع ملعب مالي قبل عدة سنوات. «كارزيمة» بلماضي صنعت الفارق وكلنا ندعمه في أحلامه المونديالية دربت عدة فرق، كما كانت لك تجارب ناجحة كناخب وطني، حدثنا عن ذلك ؟ أجل، عملت مع عدة فرق إماراتية، كما كانت لي الفرصة أن دربت شبيبة بجاية وملعب مالي، فضلا عن عملي في الكويت، ولو أن إشرافي على منتخب الكونغو يبقى من أفضل الذكريات، بعد العمل الجبار الذي قمت به، حيث كنا على بعد خطوة واحدة من التأهل إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، ناهيك عن إشرافي على منتخب النيجر مؤخرا في تجربة لم تدم طويلا، في ظل العراقيل التي صادفتني، صدقوني تنقلي بين عديد البلدان يشعرني بالسعادة، ولئن كنت أجد راحتي أكثر في إفريقيا في وجود المادة الخام حتى وإن كانوا يفتقدون للإمكانيات. صنعت الحدث مع منتخب الكونغو خلال التصفيات المؤهلة لمونديال 2014، أليس كذلك ؟ عند استلامي زمام العارضة الفنية لمنتخب الكونغو لم يكن يضم أسماء كبيرة، كما أن الفريق كان مشكلا من 10 لاعبين ينشطون بالبطولة المحلية، غير أننا آمنا في مؤهلاتنا، وقمنا بعمل جبار على مدار عدة أشهر، ما جعلنا نبصم على مشوار رائع في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل، حيث كنا نتقدم على منتخب بوركينافاسو، قبل جولتين من إسدال الستار عن المجموعة، كما كان يكفينا الفوز على النيجر في آخر جولة بنيامي، دون انتظار أي نتيجة أخرى، ولكن للأسف اكتفينا بالتعادل، ما منح تأشيرة العبور للقاء الفاصل للخيول البوركينابية التي واجهت الخضر، والحمد لله أشبال حليلوزيتش اقتطعوا تأشيرة التأهل، حتى وإن كان ذلك بصعوبة كبيرة جدا، وكما يقال لقد تفاديت مواجهة منتخب بلدي الأصلي في تلك المباراة الفاصلة، ولا أدري كيف كان سيكون شعوري، خاصة وأنني على دراية برغبة الجزائريين بالتواجد في المونديال. تجربتك الرائعة مع الكونغو، دفعت مسؤولي شبيبة بجاية للتعاقد معك، ماذا حدث معك بالضبط، ولماذا غادرت بعد أشهر قليلة فقط ؟ كنت مُتشوقا للعمل في بلدي الجزائر، ووافقت على أول عرض وصلني، خاصة وأن الأمر يتعلق بشبيبة بجاية الفريق الذي كان يضم في صفوفه أسماء لامعة، كما أنه كان يلعب الأدوار الأولى، غير أنني تفاجأت عند قدومي بكم المشاكل، وكثرة الاحتجاجات لدى اللاعبين، بسبب عدم نيلهم مستحقاتهم العالقة، وهو ما حال دون نجاحي في تطبيق الأفكار التي جئت لأجلها، رحيلي السريع سببه المسيرون، وعدم وفائهم بالوعود التي كانوا يقطعونها للاعبين، كما أن عقلية الجزائري مغايرة تماما عن البقية، فلا يمكنك توجيهه إذا ما فقد الرغبة والثقة، على العموم، كانت تجربة سيئة، غير أنها علمتني الكثير في مشواري التدريبي. أتساءل عن المعايير المعتمدة من قبل الفاف في اختيار مدربي الفئات السنية ! كيف وجدت مستوى البطولة الجزائرية ؟ أنا متابع للبطولة حتى قبل قدومي للجزائر وعملي هناك، ولكن بعد تجربتي مع الشبيبة وقفت على كثرة المواهب وشدة المنافسة، ولو في ظل قلة الإمكانيات، فالجزائري موهوب بالفطرة، ولو يحظى بتكوين جيد قد يكون له شأن كبير في أوروبا، ويكفي العودة لبعض العناصر التي تلقت تأطيرا جيدا كلاعبي بارادو ممن احترفوا مؤخرا في شاكلة بن سبعيني وعطال وبوداوي للتأكد من حقيقة ما أقول. من ترشح هذا الموسم للعب الأدوار الأولى ؟ أتمنى رؤية الفريق العريق شبيبة القبائل فوق منصة التتويج، غير أن أوضاعه ليست جيدة، بحكم النتائج المسجلة مع بداية الموسم الكروي الجديد، ولئن كنت واثقا من مقدرة شباب بلوزداد على السيطرة على أجواء البطولة، في ظل ما يقدمه هذا الفريق من عروض قوية مؤخرا، غير أنه سيجد منافسة شرسة من فريقي وفاق سطيف ومولودية الجزائر، خاصة في ظل الخبرة التي يمتلكانها. بحكم عملك في النيجر، ما رأيك في هذا المنتخب الذي أوقعته قرعة التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر، بجانب الخضر رفقة كل من بوركينافاسو وجيبوتي ؟ المجموعة الخاصة بالخضر في المتناول، ولئن كان بوركينافاسو منافس خطير، في ظل المجموعة الجيدة التي يمتلكها بقيادة الأخوين تراوري، فضلا عن عدة محترفين ينشطون في أفضل الفرق الأوروبية، على غرار هداف أجاكس الهولندي، وبالتالي المنافسة على تأشيرة اللقاء الفاصل ستكون منحصرة مع الخيول التي ستحاول الثأر من نكسة 2013، وعن النيجر التي سبق أن دربت منتخبها، فلا أعتقد بأنها ستخلق أي مشاكل للخضر، في ظل الفروقات الكبيرة في المستوى، فأشبال بلماضي إن أرادوا التأهل ما عليهم سوى حصد العلامة الكاملة أمام النيجر وجيبوتي في لقاءي الذهاب والإياب مع العودة بالتعادل من وغادوغو، وهناك سيكون رفاق رياض محرز أمام طريق مفتوح للتأهل إلى المحطة النهائية، ومن ثم العبور للمحفل العالمي المرتقب بقطر، والذي لا يجب أن تغيب عنه التشكيلة الوطنية لعديد الأسباب أبرزها أننا أبطال إفريقيا ونمتلك أحد أفضل المنتخبات في العالم في الوقت الحالي في وجود عديد النجوم اللامعة. دربت منتخب النيجر ولا أراه «عقبة» أمام الخضر تبدو معجبا بالمنتخب الوطني تحت قيادة بلماضي ؟ بطبيعة الحال منتخبنا الوطني يتسيّد إفريقيا عن جدارة واستحقاق، ونتائجه مؤخرا تشعرنا بالفخر والاعتزاز، وفي وجود مدرب بمواصفات بلماضي صاحب «الكارزيمة» القوية أنا متفائل بمواصلة الهيمنة لسنتين أو أكثر، خاصة وأن جل العناصر في مقتبل العمر وكلها متعطشة للألقاب، صدقوني ما رأيناه في مصر مذهل، حيث نجح بلماضي في ظرف وجيز في تشكيل توليفة قوية قهرت منتخبات تفوقنا من حيث الخبرة، في شاكلة كوت ديفوار والسنغال ونيجيريا، أتمنى أن تواصل الاتحادية دعمها للناخب الوطني، كونه سيكون قادرا على الوفاء بالوعد الذي قطعه لنا بالوصول إلى الدور ربع النهائي على الأقل بمونديال 2022. لو نطلب رأيك بخصوص أمهر لاعبي المنتخب، ماذا تقول ؟ المنتخب الوطني متميز وكافة العناصر متألقة دون استثناء، ولئن كان دور القائد رياض محرز أكبر، كونه العنصر القادر على صنع الفارق في أي لحظة، ويكفي العودة لما فعله بكل من نيجيريا وكولومبيا والمكسيك وزيمبابوي مؤخرا، دون أن أنسى الجوهرة إسماعيل بن ناصر القلب النابض، وأحد أبرز المفاجآت السارة في الكان الأخيرة، فتواجده في وسط ميدان منح بلماضي الاطمئنان، كونه يشكل ثنائية متميزة مع عدلان قديورة الذي رغم تقدمه في السن، إلا أنه ازداد قوة، وبحكم معرفتي الجيدة بعدلان الذي دربته في فئة الشبان في فرنسا قبل تحوله إلى بلجيكا، فهو لاعب مثابر، وأنا سعيد لما وصل إليه، حيث حقق مشوارا احترافيا رائعا، كما لا أخفي عليكم إعجابي الشديد بلاعب السد القطريبغداد بونجاح، إذ اعتبره من خيرة المهاجمين في القارة السمراء، فلا أحد بإمكانه القيام بتحركاته في منطقة الجزاء، حيث بإمكانه إرهاف مدافعي المنافس سريعا، مما يسمح لزملائه على الأجنحة والقادمين من الخلف بصنع الفارق في أي لحظة من اللقاء. ديلور «وحش» وبونجاح أحب اللاعبين إلى قلبي في المنتخب بحكم متابعتك الجيدة ل «الليغ 1»، ما رأيك فيما يبصم عليه أندي ديلور؟ عملت في فرنسا في نادي أوكسير وبفضل تلك التجربة تم ترشيحي لقيادة منتخب الكونغو، وبالتالي أنا متابع جيدا ل «الليغ 1»، وحريص على ما تقدمه عناصرنا الوطنية هناك، وفي مقدمتها مهاجم مونبوليي أندي ديلور الذي يبصم على موسم استثنائي، حيث يمتلك لحد الآن ثمانية أهداف في الرصيد وستة تمريرات حاسمة، كما أن هدفه الأخير في مرمى الرائد ليل كان عالميا بعد المقصية القوية، أنا معجب به كثيرا ووجوده مع الخضر مفيد للغاية للناخب الوطني، كونه يشكل ثنائية رائعة مع بونجاح، كما أن كيفية قدومه للمنتخب تؤكد عزمه على تقديم الإضافة، فهناك من انتقد قدومه في بادئ الأمر، غير أن ديلور لم يكترث، وظل يعمل في صمت ليرد من أول فرصة أتيحت له، حيث سجل هدفا جميلا في مرمى زيمبابوي في هراري وأنا على يقين بأنه سيكون رقما صعبا في تصفيات المونديال. هناك مهاجم جزائري آخر بصدد البصم على موسم مثالي في الدوري الفرنسي، ويتعلق الأمر بهداف نادي نيس أمين غويري، ما رأيك في هذا اللاعب الذي تشير آخر المستجدات لاقترابه من تمثيل الخضر ؟ أتمنى رؤية أمين غويري بقميص الخضر، كونه سيكون إضافة قوية، وسيجعلنا نطمئن على مستقبل القاطرة الأمامية للمنتخب، خاصة وأنه يبلغ من العمر 20 سنة فقط، هو الآن يلعب لآمال فرنسا، والاتحادية الجزائرية في اتصالات معه، على أمل الظفر بخدماته، أنا واثق من ميوله للجزائر، غير أن التأثيرات الخارجية قد تصنع الفارق، كما حدث مع زميله السابق في نادي ليون حسام عوار. دربت قديورة في الشبان ومنتخبنا محظوظ بنجمين في شاكلة محرز وبن ناصر بماذا تعلق على اختيار حسام عوار وتفضيله اللعب للمنتخب الفرنسي ؟ كنت أفضل أن لا أعلق على خيار حسام عوار، كوني كنت آمل في رؤيته مع الخضر، غير أن الأخير فضل في آخر المطاف اللعب للديكة، وما علينا سوى احترام ذلك، لأنني لا أشكك على الإطلاق في حبه للجزائر، وما يقال بخصوص بعض المغتربين يصعب تجرعه، فلا أحد بإمكانه إنكار دورهم الكبير في المنتخب، عوار سار على خطى بن زيمة وناصري وزيدان من قبل، وكلهم نجوم دفعتهم الرغبة في اللعب في المستوى العالي للمواصلة مع فرنسا، حتى وإن كان قلبهم يخفق أكثر للجزائر، كما لا تنسوا بأن هناك بعض العناصر لم تُوضع في نفس موقف هؤلاء، وبالتالي فالكلام في هذا الموضوع سهل بالنسبة لهم، أنا لا أود أن نتهجم أكثر على عوار فالقدر قد يعيده إلينا من جديد بعد القوانين الجديدة للفيفا، وهو الذي يبدو قد ابتعد عن خيارات ديشان مؤخرا لأسباب غير رياضية. وما يمكنك قوله بخصوص إخفاق المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة ؟ حقيقة ما حدث مع المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة فضيحة مدوية، فلا أحد بإمكانه أن يقبل الخسارة مع المنتخب الليبي، مع احترامنا الشديد للأشقاء، لقد صُدمت بما رأيته خلال تلك الدورة، فالأداء كان كارثيا، ودور المدرب لم يكن موجودا، وهنا أتساءل عن المعايير المعتمدة من قبل الفاف في اختيار مدربي الفئات السنية، فقبل أن يتم اختيار مدرب عليك أن تتعاقد مع مربي، وهو ما وقفت عليه خلال مقابلات المنتخب أمام تونس والمغرب وليبيا، فكثرة الكلام والاحتجاج وحتى ردود الأفعال لم تكن مقبولة وأثرت على المردود، نحن بلد يمتلك المواهب، كما أن إستراتيجية الفاف الجديدة باستهداف مزدوجي الجنسية كفيلة بمد يد العون، وبالتالي لا يحق لنا الغياب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا وعن نفسي كنت جد متأثر، وآمل أن تأخذ الفاف عديد القرارات الحاسمة بخصوص الشبان. وفاق سطيف ومولودية الجزائر أبرز منافسين لبلوزداد بماذا تريد أن تختم الحوار ؟ شكرا للاهتمام بالمدربين الجزائريين الناشطين في مختلف البطولات والقارات، وأتمنى حظا موفقا للمنتخبات الوطنية في مختلف الفئات السنية، وأنا تحت تصرف الفاف في أي لحظة لتوظيف خبرتي لمساعدة الشبان، كما استغل الفرصة للتوجه بالشكر الجزيل لصديقي فارس منصوري القاطن بكندا، وكنت آمل أن نكون سويا بالدوري السعودي، غير أن بعض التفاصيل حالت دون ذلك.