أبرز المشاركون في أشغال المنتدى الوطني الأول حول «دور مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في تفعيل الشراكة المجتمعية من أجل نشر الوعي الأمني لمجابهة التحديات الإقليمية» أهمية انخراط المجتمع المدني في نشر الوعي الجماعي لتقوية الجبهة الداخلية. وأكد متدخلون من جامعيين وباحثين ومسؤولي جمعيات ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في التوصيات التي توجت أشغال هذا اللقاء في وقت متأخر من ليلة السبت «على ضرورة انخراط المجتمع المدني في نشر الوعي الجماعي عبر تنظيم حملات تحسيسية حول أهمية تقوية الجبهة الداخلية لمجابهة التحديات المختلفة التي تواجهها البلاد». وتناول المشاركون في هذا المنتدى الوطني الذي نظمته أكاديمية الشباب الجزائري خلال النقاش الذي أعقب التدخلات مدى الأوضاع الخطيرة التي تشهدها حدود البلاد والناجمة عن الأزمة الليبية وعدم استقرار الوضع بشمال مالي، مما جعل الحدود الجزائرية تمر بأوضاع جد مقلقة التي تتطلب يقظة كبيرة سيما من قبل الجيش الوطني الشعبي ومختلف مصالح الأمن لضمان الأمن للبلاد وحماية الوحدة الترابية. كما دعت التوصيات المجتمع المدني إلى إعداد مخطط يقظة مجتمعية قادرة على حماية المجتمع من شتى أشكال اختراقات الأعداء، حيث يمكن من خلال هذا المخطط مواجهة التحديات الأمنية. وأبرز المشاركون أيضا مدى الجهود الدؤوبة التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني للمحافظة على الأمن واستقرار البلاد، ودعوا في ذات الوقت المجتمع المدني إلى أن يكون واعيا بأهمية دوره في نشر الوعي المجتمعي أمام التحديات المختلفة التي تهدد الجبهة الداخلية من خلال التضليل ونشر أخبار كاذبة والإختراقات المشبوهة عبر الفضاءات الإفتراضية مما يمس بأمن واستقرار المجتمع. واقترح المشاركون في هذا المنتدى الوطني من مختلف جهات الوطن والذي تميزت أشغاله بتنظيم عدة ورشات تفكير ونقاش التي نشطها جامعيون ومختصون في القضايا الأمنية وفي المجتمع المدني وحقوق الإنسان وفي السياسات والعلوم الإنسانية والاقتصادية أيضا فتح ورشات عمل بين الأطراف المعنية والمجتمع المدني لإعداد مشروع وطني الذي يتكفل فعليا بانشغالات الشباب واندماج المرأة في شتى المجالات الحياتية للوطن بالإضافة إلى بعث أدوات اقتصادية قادرة على الإستجابة لإنشغالات الشباب في مجال الإندماج الإقتصادي. وكانت مسألة الإسراع لمراجعة القانون العضوي المتعلق بالجمعيات لتكييفه مع التعديل الأخير للدستور وذلك بمشاركة المجتمع المدني وإعداد آليات جديدة لدعم مشاريع المجتمع المدني في إطار الديمقراطية التشاركية، وكذا وضع منظومة للوقاية المجتمعية مع تنفيذ شراكة بين المجتمع المدني ومؤسسات الدولة من بين التوصيات التي توجت أشغال هذا المنتدى. وشكل أيضا استحداث شبكات نقاشات ولقاءات بين المجتمع المدني والمعاهد ومراكز البحث الجامعية وقطاع الاتصال وفتح فضاءات إعلامية للمجتمع المدني لمناقشة قضايا الساعة والوطنية لتمكين الحركة الجمعوية من الانخراط كليا في الحركية الوطنية، أهم النقاط المقترحة من قبل المشاركين في هذا اللقاء الذي أعطيت إشارة افتتاح أشغاله من قبل مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالحركة الجمعوية والجالية الوطنية بالخارج، نزيه برمضان. كما دعا الحاضرون أيضا إلى مواصلة الجهود لتكوين الصحفيين وإعداد ميثاق الشرف الإعلامي الوطني الخاص بنشر الوعي المجتمعي. وأجمع عديد المحاضرين الذين شاركوا في هذا المنتدى الوطني الذي جرت أشغاله على مدار يوم واحد بجامعة طاهري محمد ببشار «أن الجزائر تجابه تحديات جهوية ومحاولات المساس بالدولة الوطنية من خلال الأزمات الحاصلة بحدودها سيما في ليبيا وشمال مالي، وهي تراهن على المجتمع المدني للمساهمة في نشر الوعي الجماعي لحماية المجتمع من خلال تعزيز دور النخب ووسائل الإعلام بما يسمح بتقوية الجبهة الداخلية''.