أبرز المشاركون في أشغال المنتدى الوطني الأول حول "دور مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في تفعيل الشراكة المجتمعية من أجل نشر الوعي الأمني لمجابهة التحديات الإقليمية"، أهمية انخراط المجتمع المدني في نشر الوعي الجماعي لتقوية الجبهة الداخلية. وأكد متدخلون من بين جامعيين وباحثين ومسؤولي جمعيات ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في التوصيات التي توجت أشغال هذا اللقاء الذي كان بجامعة طاهري محمد ببشار، أكدوا على "ضرورة انخراط المجتمع المدني في نشر الوعي الجماعي، عبر تنظيم حملات تحسيسية حول أهمية تقوية الجبهة الداخلية لمجابهة التحديات المختلفة التي تواجهها البلاد". وتناول المشاركون في المنتدى الذي نظمته أكاديمية الشباب الجزائري في النقاش الذي أعقب التدخلات، الأوضاع الخطيرة التي تشهدها حدود البلاد، والناجمة عن الأزمة الليبية، وعدم استقرار الوضع بشمال مالي؛ "ما جعل الحدود الجزائرية تمر بأوضاع مقلقة جدا، تتطلب يقظة كبيرة، لا سيما من قبل الجيش الوطني الشعبي ومختلف مصالح الأمن، لضمان الأمن للبلاد، وحماية الوحدة الترابية". ودعت توصيات اللقاء المجتمع المدني إلى إعداد مخطط يقظة مجتمعية، قادر على حماية المجتمع من شتى أشكال اختراقات الأعداء، يمكن من خلاله مواجهة التحديات الأمنية. وفي حين أبرز المشاركون مدى الجهود الدؤوبة التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني للمحافظة على الأمن واستقرار البلاد، دعوا المجتمع المدني إلى أن يكون واعيا بأهمية دوره في نشر الوعي المجتمعي أمام التحديات المختلفة التي تهدد الجبهة الداخلية، عبر نشر التضليل والأخبار الكاذبة والاختراقات المشبوهة عبر الفضاءات الافتراضية؛ مما يمس بأمن واستقرار المجتمع، مقترحين في سياق متصل، فتح ورشات عمل بين الأطراف المعنية والمجتمع المدني، لإعداد مشروع وطني، يتكفل فعليا بانشغالات الشباب واندماج المرأة في شتى مجالات الحياة، بالإضافة إلى بعث أدوات اقتصادية، قادرة على الاستجابة لانشغالات الشباب في مجال الاندماج الاقتصادي. وشملت التوصيات، أيضا، الدعوة إلى الإسراع في مراجعة القانون العضوي المتعلق بالجمعيات، لتكييفه مع التعديل الدستوري بمشاركة المجتمع المدني، وإعداد آليات جديدة لدعم مشاريع المجتمع المدني في إطار الديمقراطية التشاركية، ووضع منظومة للوقاية المجتمعية، مع تنفيذ شراكة بين المجتمع المدني ومؤسسات الدولة. وشكّل استحداث شبكات نقاشات ولقاءات بين المجتمع المدني والمعاهد ومراكز البحث الجامعية وقطاع الاتصال وفتح فضاءات إعلامية للمجتمع المدني لمناقشة قضايا الساعة والوطنية لتمكين الحركة الجمعوية من الانخراط كليا في الحركة الوطنية، أهم النقاط المقترحة من قبل المشاركين في هذا اللقاء، الذي أعطيت إشارة افتتاحه من قبل مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالحركة الجمعوية والجالية الوطنية بالخارج، نزيه برمضان. كما دعا الحاضرون في هذا المنتدى الوطني الذي تميزت أشغاله بتنظيم عدة ورشات تفكير ونقاش نشطها جامعيون ومختصون في القضايا الأمنية وفي المجتمع المدني وحقوق الإنسان وفي السياسات والعلوم الإنسانية والاقتصادية أيضا، إلى مواصلة الجهود لتكوين الصحفيين، وإعداد ميثاق الشرف الإعلامي الوطني الخاص بنشر الوعي المجتمعي. وأجمع المحاضرون الذين شاركوا في هذا المنتدى، على أن الجزائر تجابه تحديات جهوية ومحاولات المساس بالدولة الوطنية؛ من خلال الأزمات الحاصلة بحدودها، لا سيما في ليبيا وشمال مالي، "وهي تراهن على المجتمع المدني، للمساهمة في نشر الوعي الجماعي لحماية المجتمع؛ من خلال تعزيز دور النخب ووسائل الإعلام بما يسمح بتقوية الجبهة الداخلية''.