يرى خبراء في الاقتصاد، أن أسعار النفط ستواصل التعافي في الفترة المقبلة بالنظر للعديد من العوامل، ومنها ما يتعلق بالتغيرات الجيوسياسية ، وكذا احترام التخفيضات في الإنتاج المقررة من قبل «أوبك+» وأيضا بداية السيطرة على جائحة كورونا ، مع الفتح الجزئي للأنشطة على مستوى العالم ، وبداية التلقيح ضد كورونا في العديد من الدول ، ويتوقع خبراء، أن الأسعار من الممكن أن تتجاوز سقف 70 دولارا للبرميل، وقد تصل إلى 80 دولارا و أوضحوا أن السعر العادل يجب أن يتجاوز مستوى 60 دولارا للبرميل. وتوقع الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمان عية في تصريح للنصر، أمس، استمرار ارتفاع أسعار النفط، لتصل إلى مستوى 70 دولارا للبرميل او تتجاوز هذا السقف خلال السداسي الأول من هذه السنة ، مضيفا في السياق ذاته، أن هناك مؤشرات كثيرة تؤكد أننا في اتجاه تصاعدي وبالتالي فإن هذا الاتجاه قد يدفع الأسعار أن تتجاوز حدود 70 دولارا للبرميل. ويرى الخبير الاقتصادي، أن هذا الارتفاع في الأسعار، ليس مبني على واقعية اقتصادية، وإنما على تغيرات جيوسياسية وبالتالي فإن هذه التغيرات -كما أضاف-، قد ترفع سعر النفط إلى مستويات كبيرة جدا وقد يصل إلى 80 دولارا للبرميل أو أكثر، مرجعا هذا الارتفاع إلى عدة أسباب، ومنها الانتخابات الأمريكية، كون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي تتدخل مباشرة في تسعير البترول بالرغم أنها تدعي عدم ذلك وقال أنه لما جاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن لديه رؤية أخرى، لأن الرئيس السابق دونالد ترامب كان يعمل على تخفيض السعر لكي تكون المنتجات الطاقوية منخفضة السعر، فيما تزيد أرباح رجال الأعمال، مضيفا أن الرئيس جو بايدن يعطي الفرصة لكي ترتفع أسعار النفط اليوم لتعويض خسائر الشركات البترولية الأمريكية ضف إلى ذلك فإن السعودية ترغب في تعويض الخسائر وبالتالي فهي تخفض الكمية لترفع الأسعار وقال الدكتور عبد الرحمان عية، أن الأسعار من الممكن أن ترتفع في ظل تقاطع أمريكي سعودي ولتعويض الخسائر ومن جهة أخرى أشار إلى الدور الروسي أيضا، موضحا أن روسيا تراقب حاليا معدل الأسعار، وهي ترغب في انتعاش الأسعار أكبر ، لكنه ليس من صالحها أن تتجاوز الأسعار سقف 80 دولارا للبرميل، لأنها تحقق مكاسب للشركات البترولية الامريكية والتي تبدأ في استخراج الغاز الصخري. من جهة أخرى، و بخصوص المكاسب التي يمكن تحقيقها في ظل تعافي أسعار النفط، أكد الخبير الاقتصادي، أن استمرار سعر النفط في معدل 70 دولارا للبرميل كما هو متوقع، فإن ذلك سيسمح بتحقيق مكاسب في حدود 10 مليار دولار، كون أننا خسرنا خلال العام الماضي، حوالي 10 مليارات دولار بسبب التراجع الكبير في الأسعار، لكن بشرط أن تحافظ الجزائر على الكمية التي تبيعها فيما يخص البترول والغاز، كما أبرز أهمية الاستثمار في هذا القطاع وأيضا التسريع في القوانين التطبيقية . من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمد حميدوش أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى تعافي أسعار النفط يتمثل في احترام حصص التخفيضات المقررة في الإنتاج التي اتخذتها «أوبك+» ، ومن جهة أخرى أشار إلى سبب آخر وهو قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن المتعلق بإلغاء ترخيص إنجاز أنبوب النفط الذي يربط بين أمريكا وكندا. وأضاف الدكتور محمد حميدوش، في تصريح للنصر، أمس، أن منظمة «أوبك» ترغب في أن تتجاوز أسعار النفط معدل 60 دولارا للبرميل، ويرى أن السعر العادل يجب أن يتجاوز 60 دولارا للبرميل في ظل احترام الحصص المتفق عليها، مضيفا أن السعر العادل يختلف من دولة إلى دولة أخرى، وبالنسبة للجزائر يبلغ 72 دولارا للبرميل، حسبه. كما اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد طرطار، أن أول سبب أدى لتحسن الأسعار هو بداية السيطرة على وباء كورونا، حيث أن هناك فتح جزئي للأنشطة على مستوى العالم وهناك اطمئنان نفسي بعد اكتشافات اللقاحات وبداية أخذ اللقاحات في معظم أصقاع العالم، وأيضا اتفاق «أوبك +» المتعلق بضبط الإنتاج وتقليصه، والإبقاء على سقف إنتاج متفق عليه هو الذي أدى إلى تحسن مستوى الأسعار، في ظل تزايد الاستهلاك في فصل الشتاء. وتوقع الخبير الاقتصادي، ارتفاع الأسعار إلى حدود 65 دولارا للبرميل مع نهاية شهر مارس المقبل، في انتظار اعتماد خطة قصيرة المدى من قبل «أوبك +» للأشهر القادمة.