يتنافس نجوم الطبخ في خطف الأضواء خلال الشهر الفضيل، و هم يتفننون في تقديم وصفات لأطباق و مقبلات و حلويات عصرية، و نصائح و تدابير لإنجاحها و ذلك عبر حصص الطبخ أو الفيديوهات التي ينشرونها عبر قنواتهم في يوتيوب، و حرصوا هذا الموسم على اعتماد نمط إخراجي حديث و جذاب يعتمد على ديكور الطاولة و الأطباق التي تزينها، لاستمالة شريحة أوسع من الجمهور، و بالأخص النساء اللائي يركزن اهتمامهن في رمضان على المائدة، و يستعن بالمنشطين و المؤثرين للتجديد في أطباقهن و استلهام أفكار لديكور التقديم و الاستفادة من نصائح و توجيهات تتعلق بالمطبخ، ما ساهم في رفع عدد متابعي قنوات الطبخ، و بلغت قناة أم وليد مثلا، 8 ملايين متابع، و بلغت بذلك سقف النجومية، متفوقة على مشاهير الغناء و التمثيل. أسماء بوقرن إخراج بتقنيات عالية ساهم نجوم الطبخ في تغيير العادات الرمضانية، فأصبحت ربات البيوت تركزن بشكل كبير على مائدة الإفطار، و تسعى جاهدات لتقديمها في أجمل صورة، من خلال التجديد في الأطباق، و الحرص على إعداد وصفات عصرية وسط ديكور جديد، و هو ما وروج له مختصون في عالم الطبخ من خلال الوسائط التكنولوجية و القنوات المتخصصة التي سوقت لنمط استهلاكي حديث، يختلف عما كان سائدا، كما تمكنوا من مواكبة التطورات على المستوى العالمي، من خلال استلهام أفكار و كذا وصفات عربية و أجنبية، و تكييفها مع عاداتنا الغذائية، و تقديمها في أواني عصرية و بقطع تقديم متنوعة. و جدد مشاهير عالم الطبخ منهجية تقديم الفيديوهات و نمط إخراجها، من خلال الاعتماد على تقنيات عالية في التصوير و الإخراج، لتقديم فيديوهات عالية الجودة لجذب المشاهدين، كما كثفوا نشاطهم بنشر فيديوهات يومية، بمعدل فيديو لكل وجبة إفطار، يبدأ بتقديم صورة عامة لطاولة الإفطار لليوم الأول من الصيام مع إبراز كل طبق على حدة، و هي صورة ساهمت بشكل كبير في شد الانتباه، حيث بمجرد أن تلج موقع اليوتيوب و تدون كلمة طبخ في خانة البحث تتيح لك كما هائلا من الفيديوهات التي تشترك في واجهتها في نقطة واحدة. فيديوهات الوصفات تحتل التوندوس و يبين عدد متابعات قنوات الطبخ و كذا نسب مشاهدة الفيديوهات، تحول مختصو الطبخ، و حتى هواة إلى نجوم، خاصة الذين يحظون بشهرة كبيرة مثل أم وليد و هشام للطبخ و مطبخ الأميرة و أم ملاك تقوى، و كذا أم لجين و أم أسيل و غيرها من القنوات التي استطاعت أن تستقطب عددا هائلا من المشاهدين. تمكنت الشيف أم وليد أن تحقق من مطبخها ما لم يتمكن نجوم الفن من بلوغه، حيث استقطبت أكثر من 8 ملايين متابع، لتعتلي سلم النجومية في عالم الطبخ الجزائري، و تتداول فيديوهاتها على مواقع التواصل، و ذلك يرجع لاستهدافها مختلف طبقات المجتمع، من خلال الابتعاد عن الوصفات المكلفة و الصعبة التي يتطلب تحضيرها وقتا طويلا. كما تعد المختصة في فن الطبخ أم أسيل من مشاهير عالم الطبخ الجزائري على يوتيوب، حيث تحصي قناتها أكثر من مليوني و 200 ألف متابع، و تحقق فيديوهاتها 3 ملايين مشاهدة. و يعتبر الشيف هشام من الشباب الذين استطاعوا أن ينالوا الشهرة في نفس المجال، إذ تضم قناته» هشام للطبخ» على يوتيوب أكثر من مليوني متابع، و يشتهر هو أيضا بتقديم وصفات سهلة و ناجحة بمكونات بسيطة، حيث حقق فيديو نشره في أول أيام رمضان التوندونس على يوتيوب في ظرف وجيز، و حقق مليون مشاهدة بوصفتي الحريرة و البوراك. و تحظى قناة مطبخ الأميرة بأكثر من مليون متابع و تحقق فيديوهاتها بين 6 آلاف و مليون مشاهدة، و يقصدها عموما عشاق الطبخ العصري، و الملاحظ أن صاحبة القناة أضفت لمسات جديدة عليها بمناسبة الشهر الفضيل، بتخصيص فيديو لكل طاولة في رمضان، حيث تقدم كل يوم طاولة مختلفة من حيث طقم الطعام و كذا المأكولات التي تبرزها بشكل جذاب، و تحرص على تقديم أفكار لتزيينها و تنسيقها باعتماد طاقم طعام و كذا صحون و لوحات تقديم تتناسب و الطقم و غلاف الطاولة و مفروشات الصحون، و حتى طريقة طي المناديل و أكسسواراتها و تحديد مكان وضع حامل الملاعق و الشوكات. كما استطاعت قناة أم ملاك تقوى أن تحصد أكثر من مليون مشاهد و تخطت بعض فيديوهاتها 900 ألف مشاهدة، حيث تقدم مختلف أنواع الأطباق و المقبلات بشكل حديث يحرك شهية الصائمين و يدفع كل من يتابع الفيديو إلى تجسيد الوصفات ، كما أن وصفات الحلويات و الكريمات المخصصة للسهرات تلقى مشاركة واسعة في فيسبوك . دعوات لعدم التقليد و تجنب الوقوع في فخ التبذير اعتماد نجوم الطبخ في هذا الموسم على ديكور عصري و تقديم وصفات عديدة في كل يوم من أيام الشهر الفضيل، روج لسلوك استهلاكي خاطئ و هو التبذير و الإضرار بالصحة، حيث يسعى الكثيرون لتقليد ما يقدمه هؤلاء النجوم و ذلك ليس إرضاء لنهمهم فحسب، و إنما للتباهي بصور الأكلات التي تم تحضيرها و أنواعها العديدة على طاولة الإفطار، و هو ما دفع بعض المتخصصين في الطبخ لتدارك ذلك بتقديم توجيهات قبل الشروع في إعداد الوصفات، في مقدمتهم الشيف الأميرة التي تدعو إلى عدم تقليد طاولتها في كل يوم من أيام رمضان و عدم تغيير طاقم الطعام يوميا كما تفعل هي، و العديد من زملائها من صناع المحتوى فنشاطهم مهني لجني المال، كما قالت، مشيرة إلى أن العدد المعتبر من الأكلات المعروضة على الطاولة لمجرد تقديم خيارات عديدة للمشاهد ليس الا، مؤكدة بأنها لا تستهلك و عائلتها كل ما تحضره و إنما تخصص بعض الأطباق للفقراء و المحتاجين، و تنصح متابعيها بعدم تكليف أنفسهم فوق طاقتها و تجنب التبذير. مختصون في التغذية يقدمون وجبات صحية أصبحت قنوات الطبخ المتخصصة تعتمد على يوتيوب في انتقاء الشيفات الذين تلقى فيديوهاتهم تفاعلا ملفتا، حيث تمكن الشيف هشام من الترويج لنشاطه و كسب قاعدة جماهيرية فتحت له باب التوظيف في أشهر قناة جزائرية متخصصة، حيث أطل على متابعيه هذا الموسم عبر هذه القناة و يشارك حصصه عبر قناته على يوتيوب. و لم تكتف القناة بمشاهير الطبخ لرفع معدل مشاهداتها و إنما لجأت أيضا إلى المختصين في التغذية المعروفين كالمختص و المدرب سمير بن عيس ، لتقديم حصة «كوزينة هالثي» ، حيث يقدم أكلات صحية و نصائح للحفاظ على الوزن و عدم التأثر بالعادات الغذائية المناسباتية الخاطئة. كما تتيح القنوات المتخصصة في الطبخ عنصر التفاعل صوتا و صورة مع المتابعين ، و لم تكتف بذلك لكسب شريحة أوسع من المتابعين ، بل أقحمت نجوم الفن و الرياضة في هذا المجال، من خلال استضافتهم في الحصص التي تقدمها، مثل حصة «فود دي زاد» التي استضافت مؤخرا بطلة الجيدو كوثر أوعلال.