وجد الكثير من الجزائريين و خاصة النساء في مواقع التواصل الاجتماعي، فضاء للاحتفاء بقرب شهر رمضان، و تعويض أجوائه التي غابت عن الشوارع و الأسواق بسبب الحجر الصحي فرغم أن البعض كسروا إجراءات الوقاية و غادروا منازلهم لاقتناء مستلزمات الشهر إلا أن هناك من فضلوا استحضار نفحاته من خلال تبادل الصور و الأفكار و تداول الأدعية و وصفات الطبخ و جداول مواقيت الصلاة، حتى أن هناك مجموعات فيسبوكية استحدثت خصيصا لأجل المناسبة، فيما يبقى الخوف من التعامل مع الأزواج الصائمين المحجورين في المنازل هاجس الكثير من النساء. سيدات يركبن موجة التسويق الإلكتروني ومع بداية العد التنازلي لحلول شهر الصيام، توجه العديد من أصحاب فضاءات التسوق و محلات بيع الأواني لعرض خدمة التوصيل، حيث فتحوا صفحات خاصة على فيسبوك و أنستغرام لعرض منتجاتهم مع ذكر الأسعار، و اقتراح خدمة التوصيل إلى المنازل مقابل تكلفة تتراوح بين 200 دج إلى 800 دج وذلك بحسب الأحياء و الولايات. و الملاحظ أن هذه الطريقة في التسويق تلقى ترحيبا من قبل نسبة معتبرة من النساء، خصوصا في ما يتعلق بشراء أواني المطبخ و غيرها من مستلزمات تدمن الجزائريات على اقتنائها طيلة شهر رمضان، وهو ما دفع بتجار إلى بعث نشاطهم هذا الأسبوع عبر الفضاء الافتراضي على غرار محلات مشهورة بالمدينة الجديدة، علي منجلي و وسط مدينة قسنطينة. ويبدو أن هذا النشاط، لا يستهوي أصحاب المحلات فحسب، بل العديد من النساء اللواتي اغتنمن فرصة غلق الأسواق و ضعف الحركية للاستفادة ماديا و تجديد مطابخهن، حيث تعرض الكثيرات منذ أيام، أطقم من الأواني القديمة للبيع مقابل أسعار رمزية، في محاولة منهن لركوب موجة التجارة الإلكترونية. قنوات الطبخ على يوتيوب الرابح الأكبر فئة أخرى استفادت بشكل كبير من الظروف الحالية التي تتزامن مع قرب حلول شهر الصيام، و يتعلق الأمر بأصحاب قنوات الطبخ على يوتيوب، و الذين زاد عدد متابعيهم بشكل كبير، حيث تكاد قناة « أم وليد الشهيرة» تبلغ عتبة 7ملايين مشترك، أما قناة « الشيف هشام» فتحصي 4 ملايين مشترك، و يعادل حجم متابعة قناتي « أم أسيل و أم لجين» 2 مليون مشترك. و تعرف هذه القنوات تفاعلا كبيرا منذ بداية الحجر المنزلي و قد زادت نسب متابعتها مع اقتراب شهر رمضان، إذ تحقق فيديوهات الوصفات التي يقترحها هؤلاء الطباخون نسب مشاهدة عالية تتخطى عتبة مليون و نصف في كل مرة، و الواضح أنها تحولت في الفترة الأخيرة إلى بديل لمحلات الحلويات الرمضانية الشهيرة التي لن تفتح أبوابها مع بداية الصيام، بسبب إجراءات الوقاية، حيث يركز أصحابها منذ أيام على كشف أسرار تحضير الزلابية بمختلف أنواعها ، بالإضافة إلى اقتراح وصفات ناجحة لإعداد قلب اللوز أو الهريسة، بدليل أن فيديو الشيف هشام، الخاص بطريقة تحضير قلب اللوز في الخلاط الكهربائي حقق وحده أزيد من مليوني مشاهدة في ظرف أسبوع، كما تم تداوله بشكل كبير في عديد الصفحات التي تعنى بالطبخ، و التي تضاعف عددها كذلك وأصبحت أكثر نشاطا هذه الأيام بعدما استعادت التفاعل مع اقتراب رمضان. الملاحظ كذلك، أن فكرة اقتراح وصفات اقتصادية و بسيطة تتماشى مقاديرها مع محدودية ميزانية الأسر ، تلقى رواجا كبيرا خصوصا في ظل الضائقة المالية التي يعيشها الكثيرون جراء غلق المحلات و توقف الأنشطة التجارية، فالكثير من السيدات أخذن على عاتقهن مهمة اقتراح وصفات تخلو من اللحوم بمختلف أنواعها، فيما تقدم أخريات حيلا و تدابير للحفاظ على لذة بعض الأطباق دون الحاجة إلى الدسم، وذلك من خلال الاستعانة بالتوابل و تغيير طريقة تحضير بعض الوصفات و إضافة بعض المكونات و ما إلى ذلك من الأفكار. كما عادت أطباق وصفات تقليدية قديمة للظهور مجددا، خصوصا تلك الأكلات التي تعزز المناعة و تحقق الشبع، و احتفت العائلات القسنطينية من جهتها بحلول الشهر الفضيل و دخول فصل الربيع بتقطير الورد و الزهر تيمنا بموسم عامر. تدابير وحيل لتمضية ساعات الصيام خلال الحجر صفحات أخرى ذات محتوى مختلف، ظهرت كذلك تزامنا مع المناسبة و قد كيف مسيروها محتواها مع ظروف الحجر الصحي خصوصا بعدما أبدت سيدات مخاوفهن من احتمال ما قد يواجهنه خلال أيام رمضان بسبب عصبية الأزواج المحجورين، حيث يتعلق الأمر بمجموعات لتبادل الأفكار و تعلم مهارات جديدة يمكن الاستفادة منها لتمضية الوقت في شيء مفيد و استخدامها عمليا خلال سهرات الطويلة في المنزل، على غرار طرق صنع الشموع في المنزل، و طي المناديل و ترتيب الصحون و الملاعق و الشوك، و غيرها من التدابير المفيدة. من جهتها، كثفت جمعيات خيرية شبانية نشاطها في الآونة الأخيرة لمساعدة الأسر المحتاجة استعداد لاستقبال شهر الصيام، حيث أطلقت حملات و نشرت إعلانات لجمع التبرعات و إحصاء عناوين و أرقام هواتف المعوزين، وهو نشاط التحق به أفراد تطوعوا للمساعدة خلال هذه الجائحة. بالمقابل أعد آخرون رزنامات لمواقيت الإمساك و الصيام و أوقات الصلوات، و أنشأ البعض مجموعات لدعوة كل راغب في الانضمام لمبادرة تنظيم صلاة التراويح في المنازل تحسبا لاحتمال تمديد إجراء الحجر و استمرار غلق المساجد، حيث اقترح البعض تحديد أجندة يومية للتلاوة و الذكر لتشجيع الآخرين على العبادة وخلق أجواء تكسر روتين الليالي الرمضانية داخل المنزل. هدى طابي