أثبتت مولودية باتنة بما لا يدع مجالا للشك، عجزها عن الانتفاضة والتخلص من متاعبها، حيث رهنت وبنسبة كبيرة حظوظها في البقاء، بعد انهيارها على أرضها أمام هلال شلغوم العيد، وتجرعها مرارة سادس خسارة تواليا جسدت معاناة الفريق، وأعطت الانطباع بتواجد «الكحلة والبيضاء» في غيبوبة عميقة، وهو ما جعل الأنصار يفقدون الأمل في الإفلات من شبح السقوط، بعد أن ظلوا يعزفون سمفونية التفاؤل، رغم إدراكهم بأن ذلك لم يكن في الواقع، سوى ضربة سيف في الماء. وحسب الاعتقاد السائد، فإن بلوغ البوبية لهذا الوضع الكارثي، الذي لم تعهده منذ عشرية من الزمن، يعد نتيجة حتمية لمسار مخيب ومعه سياسة الإدارة التي أكدت فشلها، فضلا عن نوعية التعداد ومشاكل داخلية، منها الأزمة المالية الخانقة وحجز الرصيد وغياب مدرب رئيسي، منذ رحيل غيموز وبعده بلعريبي. ورغم حالة الاحتقان التي باتت تميز يوميات الفريق، والطلاق غير المعلن بينه وبين محيطه العام، إلا أن بعض الأطراف ترفض الاستسلام وتؤكد على ضرورة مواصلة الدفاع على حظوظ المولودية، في ظل بقاء 24 نقطة في المزاد، وهو حال الرئيس السابق عز الدين زعطوط، الذي قرر كخطوة أولى رفع الحجز على الرصيد، رغم أنه يدين بمبلغ 7 ملايير، والوقوف إلى جانب الفريق في محنته، حيث عمد إلى تخصيص منحة معتبرة للاعبين للفوز في لقاء أول أمس أمام أبناء الشاطو، مع إبداء استعداده لتقديم مزيدا من التحفيزات. وفي الوقت الذي تم فيه إلغاء الجمعية العامة الاستثنائية، التي كانت مقررة زوال الأربعاء الماضي، اختفى الرئيس زيداني عن الأنظار، إلى درجة أن الفريق واجه الهلال في غياب كلي للمسيرين، الأمر الذي أثر على نفسية اللاعبين.