افتككنا جائزة بريطانية عن ابتكار تحويل البلاستيك إلى مواد طاقوية تمكن مؤخرا، المخبر المتعدد التخصصات «فاب لاب» التابع لجامعة باتنة 02 الشهيد مصطفى بن بولعيد، من افتكاك الجائزة الأولى لمسابقة تنظمها سفارة المملكة البريطانية بالجزائر حول الابتكارات، ونال المخبر حسب مسيرته الدكتورة كالينكا كاشا، الجائزة الأولى في مجال الطاقات والبيئة، عن مبتكر لتحويل مادة البلاستيك المسترجعة إلى مادة طاقوية لتشغيل الاليات، وأوضحت الباحثة في الميكرو إلكترونيك في هذا الحوار مع النصر، بأن المخبر يشجع الطاقات الشبانية على الإبداع وتفجير الطاقات، وعلى تطوير مبتكراتهم ومن ثم كيفية ولوج السوق وبحث سبل فتح مؤسسات ناشئة (ستارتاب). حاورها: ياسين عبوبو بداية هلا عرفتنا بمخبر فاب لاب الذي تشرفين على تسييره؟ «فاب لاب» هو اختصار لكلمتي فابريكايش لابوراتري بالإنجليزية، أو مخبر التصنيع، وهو مخبر تم إنشاؤه وافتتاحه سنة 2019 بكلية التكنولوجيا بمركز عبروق مدني بجامعة باتنة 02 الشهيد مصطفى بن بولعيد، وهو مخبر متعدد التخصصات بحيث يشرف عليه أساتذة من تخصصات عدة، وأنشئ بهدف استقبال وامتصاص الطاقات الشبانية المبدعة التي تحمل أفكار من أجل تطويرها وتجسيدها ميدانيا، وأشير إلى أن المخبر مفتوح لحاملي الأفكار سواء كانوا طلبة جامعيين لايزالون يزاولون دراستهم أو المتخرجين، وفكرة «فاب لاب» في حقيقة الأمر ليست بالجديدة، فهي نموذج معتمد في عدة دول كانت قد أطلقته الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 2001 وترتكز على تبادل وتحيين المعارف ومناقشتها لحاملي الأفكار وأصحاب المبتكرات. نشجع المؤسسات الناشئة انطلاقا من جمع المعارف قبل التمويل هل وجد «فاب لاب « إقبالا من أجل بلورة أفكار وابتكارات؟ المخبر كما سبق وأن أشرت افتتح سنة 2019، وأشكر إدارة جامعة باتنة 02 وعلى رأسها المدير باختيار موقع مركز عبروق مدني بوسط مدينة باتنة، بتخصيص أجنحة وورشات للمخبر مما يتيح ويسهل الوصول إليه، والمخبر تم افتتاحه بفضل أساتذة من مختلف التخصصات وكذا الطلبة، حيث كان فريق علمي من الطلبة بكلية التكنولوجيا من قام بتهيئة المخبر استعدادا للعمل، لهذا وعلى الرغم من مضي ثلاث سنوات على افتتاح المخبر، إلا أنه استطاع أن يساهم في ترجمة ابتكارات وصنع نماذج صناعية في تخصصات عدة، على غرار الفلاحة والبيئة والطاقة وخاصة الطاقات المتجددة. كيف يستقطب المخبر حاملي الأفكار وما أبرز الابتكارات التي احتضنها؟ «فاب لاب» مخبر متعدد التخصصات ومنطلقه تشجيع الإبداع والابتكار، والهدف من ذلك صناعة النماذج المبتكرة ذات المنفعة العامة في المجتمع الموجهة للصناعة على أوسع نطاق لأنه من غير المعقول تشجيع ابتكار دون جدوى اقتصادية، لهذا فالمخبر يستقطب حاملي الأفكار ويتم عرض تلك الأفكار في مرحلة أولى على النقاش الواسع بين صاحب الفكرة والأساتذة والفرق العلمية بالمخبر لتوسيع دائرة تبادل المعارف، وهو ما سمح باستقبال حاملي أفكار متعددة تمخض عنها إنجاز نماذج منها، مجففات ومسخنات تشتغل بالطاقة الشمية، وابتكار أنظمة تشغيل ذكية تعتمد التكنولوجيا الحديثة، أذكر على سبيل المثال حوض مائي لتربية الأسماك واستغلال تلك المياه في الري الفلاحي بواسطة نظام تحكم ذكي يشتغل عن بعد، وابتكار ذراع ربوتيك في المجال الطبي، بالإضافة لابتكارات أخرى يقدر عددها بحوالي 20 ابتكارا، وقد تمكن مخبرنا من افتكاك الجائزة الأولى لمسابقة أطلقتها السفارة البريطانية بالجزائر شاركت فيها عدة جامعات وعديد المخابر. نقترح تمكيننا من تجهيزات المتقنات غير المستغلة لتطوير مبتكرات هلا حدثتنا عن الابتكار الذي نال الجائزة البريطانية التي نهنئكم عليها؟ شكرا لك على التهنئة، وأظن أن الإنجاز يستحق التشجيع بالنظر إلى الفترة القصيرة التي لم تمض على افتتاح المخبر ليتمكن من إبراز عديد الطاقات الشبانية ومبتكراتهم ونيل جائزة ذات قيمة من بين عديد المشاريع التي ترشحت للمسابقة، والجائزة بقدر ماهي تشريفية هي أيضا تحفيزية، حيث افتكها المخبر عن مشروع مبتكر عبر موقع «برينكو» البريطاني بالشراكة مع محضنة بشار الذي يختار أحسن ابتكار في كل تخصص. وكان المشروع، الذي شارك به مخبر «فاب لاب» لجامعة باتنة 02 يتمثل في تحويل مادة البلاستيك المسترجعة إلى طاقة للتشغيل الحركي، بحيث أن واحد كيلوغرام من مادة البلاستيك المسترجع تحول إلى مواد طاقوية منها 70 بالمائة عبارة عن مازوت، و20 بالمائة مادة بنزين، و15 بالمائة غاز، و05 بالمائة كربون، وهي الطاقة التي استغلت في تشغيل فرن تحويل مادة البلاستيك، وسيحظى المشروع بتمويل ومرافقة لتطوير النموذج خلال أربعة أشهر. بما أن المخبر يشجع الابتكارات، هل تدعمون إنشاء المؤسسات الناشئة (ستارتاب)؟ أكيد وهذا هو هدفنا بما أن المخبر هدفه تشجيع الطاقات على الإبداع وصناعة نماذج صناعية ذات الفائدة، وأشير بأن المخبر يشجع ويرافق بعد النقاش حول الفكرة التي يحملها صاحبها الابتكارات وليس بمعنى الاختراع، باعتبار أن الاختراع شيء جديد لكن الابتكار هو تطوير فكرة أو منتج ومثال ذلك المضادات الحيوية التي في المجال الطبي، التي تبقى محل تطوير وابتكار عكس مثلا البنسيلين الذي هو اختراع، و بالعودة إلى المؤسسة الناشئة فهي بحاجة إلى معارف وهو ما نعمل عليه من خلال طرح وتبادل الأفكار. فالمخبر لن يكلف مالا لكنه يوجه نحو إنشاء «ستارتاب» لحاملي الأفكار، وبعد مرحلة جمع المعارف نذهب إلى مرحلة تحديد قاعدة البيانات من خلال جمع الإحصائيات لمعرفة مدى الجدوى الاقتصادية للمشروع، قبل المرور إلى مرحلة صناعة النموذج الذي يهدف إليه صاحبه وكما سبق وأن أشرت لك فقد تمكن شبان من تجسيد عدة مبتكرات منها أنظمة أتوماتيكية للتحكم عن بعد واستغلال الطاقة الشمسية في تشغيل نماذج صناعية، واستغلال البلاستيك المسترجع في مجال البيئة لتحويله إلى طاقة. ساهمنا في ترجمة ابتكارات وصنع نماذج صناعية كيف يمكن دعم المشاريع المبتكرة وتسهيل تسويقها حتى لا تبقى حبيسة المخبر؟ «فاب لاب» بإمكانه مساعدة حاملي الأفكار على ترجمة نماذج مشاريعهم على الواقع، انطلاقا من مبدأ أن المؤسسة الناشئة ستارتاب تعني الحاجة إلى معارف قبل الأموال أي صفر دينار في البداية، وبعد أن نصل إلى مرحلة تصنيع النموذج بعد جمع المعارف بمعنى أن دور المخبر هو تقني بحت، يأتي دور تبني المشروع وتسويقه، وهنا قام المخبر مؤخرا بتوقيع اتفاقية مع فدرالية المقاولين الشباب التي بموجبها يتم مساعدة أصحاب الابتكارات على ولوج السوق، من خلال إنشاء مؤسسات أو البحث وإيجاد رجال المال والأعمال لتبني ودعم تلك الابتكارات. مشروع تحويل البلاستيك سيحظى بتمويل ومرافقة لتطوير النموذج ما الفائدة المرجوة من الاتفاقية المبرمة بين المخبر وفدرالية المقاولين الشباب؟ للاتفاقية عدة مزايا ففضلا عن البحث وإيجاد رجال المال والأعمال لتبني ابتكارات المخبر، فهي توفر على الفدرالية مرافقة حاملي الأفكار وتوجيههم، وأعطيك نموذجا اخر عن شاب يرغب في إنجاز حظيرة مركبات بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، فنموذج الحظيرة يوجد في عدة بلدان لكن تحقيقه يتطلب دراسة وتبادل معارف من جميع المختصين، وهو ما نعمل عليه لبلورة المشروع، إذن فالمخبر دوره تقني في حين دور الفدرالية الذي يأتي بعد الموافقة على المشروع المبتكر، هو المساعدة على إنشاء المؤسسات وتسويق المبتكرات، حيث أن الفدرالية باشرت مساعدة شبان منها تذليل العقبات الإدارية لإنشاء المؤسسات، وكذا توفير الإحصائيات لمعرفة مدى نجاعة المنتج في السوق. فكرة هذا النموذج من المخبر انطلقت من أمريكا ومكنت الاتفاقية في البداية من مساعدة ستة شبان من أصحاب المبتكرات في مجال الالكترونيك، تم تبني مشاريعهم من طرف أحد المهتمين قصد إنشاء مؤسسات مصغرة، ومن بين المبتكرات أجهزة قياس تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي عن بعد لقياس محتوى خزانات مواد طاقوية. ما هي العراقيل التي سجلها المخبر وما هي احتياجاتكم لدعم حاملي الأفكار و المؤسسات الناشئة؟ في الحقيقة المخبر لايزال في بداية نشاطه، وقد قطع خطوات مهمة بجلب واستقطاب الطلبة وخريجي الجامعات حاملي الأفكار ولعل افتكاك جائزة السفارة البريطانية لدليل ومؤشر على أهمية ما يقوم به المخبر من تبني ودعم للابتكار، كما أن المخبر يعمل على توجيه أصحاب الابتكارات خاصة بعد توقيع اتفاقية مع المكتب الولائي بباتنة لفدرالية المقاولين الشباب على السوق وتحفيزهم على إنشاء مؤسسات. وبالنسبة للمطالب أو الاحتياجات التي سجلناها، هو نقص التجهيزات والوسائل حيث يبقى تطوير ومرافقة النماذج الصناعية في كثير من الأحيان يتطلب التنقل إلى ولايات أخرى تحتوي على حاضنات للمشاريع، وفي هذا الإطار نقترح على السلطات العمومية التي نسعى من خلال مجهوداتنا على مساعدتها في امتصاص البطالة وتوفير مناصب العمل لخريجي الجامعات، بتمكيننا من تجهيزات المتقنات سابقا التي هي تابعة لقطاع التربية وظلت غير مستغلة في ورشات مغلقة، حيث أن تمكيننا من تلك التجهيزات سيساعد في تطبيق تطوير المبتكرات الصناعية.