أكد، أمس، عيسى بلهادي رئيس حزب جبهة الحكم الراشد، على دخول غمار الانتخابات التشريعية بقوة، والمراهنة على تجسيد برنامج الحزب قصد التمكين الحقيقي للحكم الراشد، الذي جاء بعد الحراك، بداية بإفشال مخطط العهدة الخامسة، وصولا إلى تحقيق القطيعة مع من كانوا يديرون الحكم حسب ما أضاف بالوكالة، فيما دعا المواطنين بسطيف، إلى استغلال الاستحقاقات المقبلة لاختيار أفضل الممثلين في قبة البرلمان، وذلك على أمل تحقيق التغيير المنشود. وأشار، عيسى بلهادي في لقائه بمناضلي حزبه على مستوى مقر المندوبية الولائية للحملة الانتخابية، وخلال العمل الجواري بمدينة برج بوعريريج، إلى أن "الكل كان على علم بأن المجالس المنتخبة محليا و وطنيا، كانت تفتقد للشرعية الشعبية و منقوصة" لأنها كما أضاف" كانت نتاج هندسة انتخابية استحكمت في نتائجها القوى غير الدستورية"، لا سيما ما تعلق بالفترة التي حددها في حديثه، بفترة غياب الرئيس السابق أين كانت "تدار السلطة بالوكالة"، مضيفا أن هذه حقيقة معروفة و قد تم تجاوزها بفضل الحراك الوطني، "الذي حقق الكثير من المكتسبات التي من أهمها تقويم المسار الانتخابي"، ما يتطلب كما قال التعاون لإنجاح التشريعيات المقبلة، واتباع المسار الانتخابي، لتحقيق مزيد من المكاسب والاصلاحات بطريقة سلمية وهادئة، كونها أفضل من المقاطعة وبقاء المواطنين مكتوفي الأيدي دون تقديم مبادرات للخروج من الأزمة والتأسيس لمجالس منتخبة بإرادة الشعب. وأضاف رئيس حزب جبهة الحكم الراشد، أن الواجب الوطني يستدعي في الوقت الحالي من كل مواطن التوجه لانتخاب ممثليه، للدفاع عن مطالبه و تحقيق التوافق الوطني، والعمل على إيجاد مخارج وحلول دستورية برؤى سياسية، لضمان الحد الأدنى من الاستقرار و السلم و الأمن في الدولة الجزائرية، والحفاظ على رسالة المجاهدين وأمانة الشهداء، مشيرا أن كل هذا لن يتأتى إلا باتباع الطرق الهادئة والتغيير الديمقراطي عن طريق صندوق الاقتراع، و حسن الاختيار، لإتمام مسار الإصلاح الذي كان من أهم محطاته حسب ما أكد عليه في خطابه، إلغاء مخطط العهدة الخامسة و الحيلولة "دون توريث الحكم "ومحاكمة المفسدين من ذوي النفوذ و المناصب السياسية و رجال المال الذين يقبع الكثير منهم في السجون، مضيفا أن مسار التغيير مازال طويلا وشاقا و صعبا، ويحتاج إلى خطاب سياسي توافقي جامع، بعيدا عن خطاب الفتنة و أبواقها، للحفاظ على وحدة الأمة، وهي مسؤولية الجميع و يسعى الحزب إلى صونها وتحقيقها، مضيفا أن تحقيقها لن يكون إلا بمزيد من التضحيات و التضحية تتطلب كما أكد عليه بعض التنازلات لمصلحة الجزائر، واتباع مسار اصلاحات بناء على حوار ونقاش جاد، يبتعد عن ثقافة التخوين والتجريم و وضع الكل في قفص الاتهام. كما دعا إلى الحفاظ على وحدة الأمة في دينها و لغتها وعلمها و رمزيتها ووحدتها كدولة مؤسسات وليست انتخابات من أجل المناصب، أو الظهور و البروز الإعلامي و تسويق الأحلام، بل لتحقيق مشروع الحزب، تحت شعار نعم للتغيير و التجديد لبناء جزائر حرة وسيدة، وحراك انتخابي ينسجم ومواقف الحزب المعبر عنها منذ الوهلة الأولى مع انطلاق الحراك الشعبي، كما دعا إلى الالتزام مع الشعب والدولة على مرافقة وإنجاح مسار الانتقال الديمقراطي بالجزائر، الذي تخللته بعض المحطات المهمة في حياة المواطن والوطن، مرورا بالانتخابات الرئاسية والتزام رئيس الجمهورية بتطبيق مشروعه، بداية بإصلاح دستوري واصلاح قانوني ثم حل المجلس الشعبي الوطني، استجابة لتطلعات الارادة الشعبية وطموحات النخبة السياسية الرافضة للبرلمان الذي كان فاقدا كما قال في جزء كبير منه للشرعية الشعبية، خاصة و أنه كان كما أضاف نتاجا لمصادرة الإرادة الشعبية و التزوير. و نظم، رئيس حزب جبهة الحكم الراشد، مساء أمس، عملا جواريا بوسط مدينة سطيف، وسط حضور مرشحي قائمة الحزب، حيث تحدث مع بعض المواطنين بساحة عين الفوارة، ودعاهم إلى أهمية استغلال الاستحقاقات المقبلة لاختيار أفضل الممثلين عن عاصمة الهضاب العليا في قبة البرلمان، وذلك على أمل تحقيق التغيير المنشود في المرحلة المقبلة المهمة من تاريخ البلاد. المحطة الثانية من البرنامج كانت بالذهاب نحو ساحة عين الدروج ثم ساحة مسجد العتيق، واستغل بلهادي عيسى الفرصة من أجل التقرب والحديث مع مجموعة من الشبان، ومطالبتهم بالمشاركة بقوة في التشريعيات المقبلة، خاصة وأن الوقت قد حان، حسبه، من أجل تسلم فئة الشباب مهمة تسيير شؤون البلاد في المرحلة القادمة، مضيفا أن حزبه أعطى الفرصة كاملة للكثير من الطاقات الشابة في مختلف المجالات للترشح في قوائمه بعدد من ولايات الوطن. وأكد بلهادي في تدخلاته مع المواطنين أن قيادة حزب جبهة الحكم الراشد أعطت المكاتب الولائية حرية اختيار المترشحين، دون أي تدخل منها لا من قريب ولا من بعيد، بهدف إضفاء الشفافية في اختيار أفضل الأسماء لدخول معترك التشريعيات المقبلة، على أمل حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد، والتي تجعل من الحزب مستقبلا من أهم التشكيلات السياسية في البلاد، على حد تأكيده.