حرمت حالة الجفاف التي يعيشها وادي الشفة، العائلات البليدية من التنزه على ضفافه و الاستمتاع بمياهه العذبة و هوائه النقي المنعش، كما كانت تفعل طيلة السنوات الفارطة، خاصة في فصل الصيف و العطل. يعرف وادي الشفة اليوم، إقبالا محدودا للعائلات منذ حلول موسم الاصطياف، عكس السنوات الماضية، حيث كان ينافس شواطئ البحر، و تختاره العائلات للتنزه على ضفاف مياهه العذبة و التجول بين أحضان طبيعته الخضراء. أكد أحد المواطنين للنصر، بأن حالة الجفاف التي يعيشها الوادي، بسبب نقص تهاطل الأمطار، لم يشهد لها مثيل منذ عقود، حيث جفت أغلب الشلالات بالوادي، التي كانت ترسم لوحة فنية جميلة تستقطب العائلات مع أطفالها للتنزه والسباحة. نظرا للجفاف الذي يضرب البلاد هذا الموسم، و تراجع تهاطل الأمطار خلال فصل الشتاء، لم يبق من الوادي إلا بعض الشلالات الصغيرة، و المجاري المحدودة، وجفت أغلب البرك التي كانت تنتشر في الوادي، من منطقة الحمدانية بالمدية إلى غاية مخرج الشفة بالبليدة، ويقصدها الأطفال مع عائلاتهم للسباحة على مسافة تزيد عن 7 كيلومترات. عند حلول كل صيف كانت العديد من العائلات تختار التوجه نحو الشفة، و مشاهد الإقبال كانت لا تختلف عن تلك التي تميز الشواطئ، خاصة مع فتح الطريق السيار شمال جنوب، في شطره الرابط بين المدية والبليدة، مما خفف حركة الازدحام على الطريق الوطني رقم 1 ، و لم يعد يستعمل هذا الطريق سوى السياح، كما غاب ازدحام السيارات . في حين تقلصت هذا الموسم حركية العائلات بالوادي، و يقتصر الإقبال على بعض العائلات لأخذ قسط من الراحة أو تناول وجبات الغداء ، ثم مغادرة المكان، في ظل شح المياه التي كانت تميز الوادي، وغابت تلك اللوحة الفنية التي ترسمها الشلالات المترامية من أعلى الجبل، و لم يبق منها سوى عدد قليل، كما اختفت تلك الصور الجميلة لتوافد لزوار. و في نفس الوقت جفت أغلب البرك و لم يعد الأطفال يرغبون في مرافقة عائلاتهم لهذا الوادي، في ظل غياب فضاءات للسباحة. وفي السياق ذاته أثر تراجع المياه بوادي الشفة، على نشاط فندق و مطعم عنصر القردة بالشفة، حيث كانت العائلات تختار هذا الفضاء، من أجل التنزه حول المياه العذبة للوادي والشلالات الموجودة بحديقة الحيوانات و النباتات بالفندق. كما أن شح المياه وتراجعها بشكل كبير، أثر سلبا على المناظر الطبيعية الجميلة التي كانت تستهوي العائلات. و الملاحظ أن حال وادي الشفة، لا يختلف كثيرا عن حال باقي المناطق الأخرى المعروفة بالسياحة الجبلية الصيفية، و منها حمام ملوان الذي تراجع منسوب مياهه بشكل كبير، مما أثر على إقبال العائلات، كما جفت بحيرة الضاية بأعالي عين الرمانة، مما أدى إلى نقص السياح، و قد كانت هذه البحيرة، ترسم صورة جميلة، و نادرة ، فهي البحيرة الوحيدة في العالم التي تقع بقمة جبلية. وفي ظل هذه المعطيات الجديدة للأودية والجبال بسبب الجفاف، لم تجد العائلات سوى التوجه نحو الشواطئ للاستجمام و قضاء أوقات ممتعة ، في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، بالرغم من أن الشواطئ لا تعوض الاخضرار والهدوء الذي يميز المناطق الجبلية.