عاشت العديد من بلديات ولاية المسيلة، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء الماضيين، على وقع اضطرابات جوية إثر تساقط كميات كبيرة من الأمطار الرعدية المصحوبة برياح قوية، تسببت في حالة من الاستنفار القصوى من قبل فرق الإنقاذ التي تدخلت منذ الساعات الأولى في عملية بحث واسعة على 3 أشخاص يحتمل أن يكونوا مفقودين، بعد أن جرفتهم السيول بوادي ميطر في بوسعادة، بينما تمكنت فرق الحماية المدنية من إنقاذ 8 أشخاص على مستوى مناطق مختلفة من الولاية. و حسب ما استفيد من مصالح الحماية المدنية لولاية المسيلة، فإن عملية بحث واسعة شرع فيها بوادي ميطر، بتسخير فرق التدخل و الوسائل البشرية و المادية و بالاستنجاد بفرق السينوتقني و الغطاسين الذين باشروا مهامهم، صبيحة أمس، بمشاركة العديد من المواطنين، بحثا عن مفقودين محتملين و ذلك بعد استخراج المركبة التي كانوا على متنها و جرفتها السيول على طول وادي ميطر. و قد سجل، أمس، وقوف سلطات ولاية المسيلة على جهود الإنقاذ التي جرت بمشاركة العشرات من الشباب و المواطنين، الذين قاموا بعمليات تمشيط واسعة على طول وادي ميطر ببوسعادة. و استنادا لذات المصدر، فإن فرق الإنقاذ للحماية المدنية تدخلت بالعديد من بلديات الولاية التي تأثرت جراء غزارة الأمطار التي تهاطلت على عدد من مناطق المسيلة على غرار عاصمة الولاية و بوسعادة و المعاريف و خطوطي سد الجير و أولاد منصور و أولاد ماضي و أولاد دراج تمكنت من إنقاذ 8 أشخاص و إجلاء 3 عائلات ببلدية خطوطي سد الجير، بعدما حاصرتهم مياه الأمطار داخل منازلهم، حيث شهدت البلدية تساقط أمطار رعدية مصحوبة برياح قوية خلفت حالة من الرعب وسط المواطنين، خصوصا بعدما غمرت مياه الأمطار 15 منزلا في منطقة الخروبة، عقب ارتفاع منسوب مياه وادي القرصة و كذا سقوط جدران 3 منازل، إلى جانب معاينة 7 سكنات أخرى إثر تسرب مياه الأمطار. و ببلدية سيدي عامر، فقد تم إنقاذ شخصين حاصرتهما مياه وادي سيدي عامر و إخراج سيارتين و بعين الملح، تم إنقاذ 3 أشخاص كانوا محاصرين في وادي المنطقة و ببلدية بن سرور، أنقذ أعوان الحماية المدنية شخصين كانا داخل سيارة حاصرتها مياه وادي لعرايس، مع إخراج المركبة العالقة، في حين تدخلت ذات المصالح على مستوى عدد من أحياء عاصمة الولاية من أجل امتصاص المياه. كميات الأمطار المتساقطة على طرقات المسيلة، تسببت في غلق عدة طرق وطنية و ولائية، حيث فادت قيادة مجموعة الدرك الوطني، بأن ارتفاع منسوب المياه أدى إلى غلق الطريق الوطني رقم 45 على مستوى قرية بانيو في بلدية المعاريف، بعدما سجل ارتفاع منسوب مياه وادي بوسعادة، بالإضافة إلى غلق الطريق الولائي رقم 6 الرابط بين بلدية خطوطي سد الجير وبن زوه على مستوى قرية الخراربة تحديدا و كذا الطريق الولائي 9 الرابط بين بلديتي الخبانة و المعاريف بمنطقة أولاد عبان و الطريق الولائي رقم 25 ببني يلمان و البويرة و هذا على مستوى وادي الشرشارة، نفس الأمر بالطريق الوطني 40 و الولائيين 60 و 40، أين ظلت حركة السير مضطربة و حذرة. التقلبات الجوية أدت إلى حدوث انقطاعات في التيار الكهربائي ببلديات المسيلة و الخبانة و المطارفة و أولاد ماضي و حمام الضلعة و امسيف، حيث تدخلت فرق امتياز للكهرباء والغاز لإعادة التيار الكهربائي الذي شهد طيلة ليلة الثلاثاء انقطاعات تسببت في حالة استياء كبيرة وسط المواطنين المتضررين. من جهتها مصالح الجزائرية للمياه و في بيان لها، أوضحت بأن تذبذب تموين أحياء عاصمة الولاية و خاصة الجهة الشمالية للمدينة، راجع لانقطاع التيار الكهربائي الذي كان سببا في احتراق المضخة العملاقة لمياه الشرب ببئر لقمان في بلدية أولاد منصور. تجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية ببعض بلديات الولاية، شرعت في عمليات تدخل واسعة عبر شوارع و أحياء المدن الكبرى، قصد إزالة مخلفات الفيضانات التي تبدو فيما كشفت عنه العديد من المصادر المحلية أنها كبيرة.