لم يكن أداء المنتخب الوطني أمام نظيره من بوركينافاسو في مستوى التطلعات، خاصة خلال الشوط الثاني، الذي تراجع فيه أداء أشبال بلماضي، ما مكن المنافس من تعديل النتيجة، في سيناريو تكرر مرات خلال الفترة الماضية، ولو أن الخضر بقوا محافظين على سلسلة اللاهزيمة الممتدة منذ 3 سنوات. وبالرغم من التغييرات التي قام بها الناخب الوطني جمال بلماضي، عند العودة من غرف تغيير ملابس ملعب مراكش، بإقحام بن رحمة وبلقبلة وبونجاح على أمل منح دفعة للخط الأمامي، لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، والمنتخب الوطني كان خارج الإطار، ولم يخلق فرصا كثيرة، عكس المنافس الذي كاد أن يضاعف المكسب، في آخر أنفاس المباراة. وأظهرت مباراة بوركينافاسو، حاجة المنتخب الوطني الماسة إلى لاعبي رواق بنفس مواصفات عطال وبن سبعيني، بدليل أن الهدف الوحيد لمنتخب «الخيول»، جاء بعد خطأ في إبعاد الكرة من زفان، قبل أن يستغل مهاجم منتخب بوركينافاسو طابسويا، غياب المراقبة في المحور لمخادعة الحارس وهاب رايس مبولحي، حيث لم يقم بلقبلة بدوره كما ينبغي، عندما ترك لاعب ستاندار دو لياج دون رقابة، إلى جانب سوء التغطية من طرف بلعمري، وهو ما كلف المنتخب الوطني هدفا ساذجا، دون أن ننسى عدم مقدرة البديل خاسف على تقديم نفس أداء زميله بن سبعيني، الذي اضطر بلماضي، لاستبداله خوفا من تفاقم إصابته وكذا تلقيه الإنذار الثاني. وفي السياق ذاته، فإن بلماضي دون أدنى شك دوّن هذه النقاط السلبية، وسيعمل رفقة أعضاء طاقمه على البحث عن الحلول اللازمة، كما أنه يتمنى تعافي عطال من الإصابة تحسبا لموعدي أكتوبر، خاصة وأن مكانته لا نقاش فيها، وإلى غاية الآن لم يجد مدرب الخضر البديل المناسب، وبدرجة أقل على مستوى الجهة اليسرى، التي تعرف تواجد عدة أسماء بارزة، يمكن الاستنجاد بها في صورة أيت نوري، الذي ينشط حاليا مع فريق ولفرهامبتون، إضافة إلى محمد فارس، المنضم حديثا إلى فريق جنوة. من جهة أخرى، أثبت يوسف بلايلي بأنه علامة مسجلة في المنتخب الوطني، وعنصر فعال لا يمكن التخلي عليه، بفضل المستوى الكبير الذي يقدمه منذ إشراف جمال بلماضي على العارضة الفنية، حيث كان أمس، وراء لقطة الهدف الأول الذي سجله سفيان فغولي، بعد تمريرة سحرية من وسط الميدان لزميله سليماني، نجح بها في كسر مصيدة التسلل التي طبقها دفاع منتخب بوركينافاسو، والحال كذلك بالنسبة لزروقي الذي يواصل كسب النقاط، على عكس زميله بن ناصر، البعيد عن مستواه المعهود، ما يؤكد تأثره بابتعاده عن نسق المباريات والاكتفاء مع بداية الموسم بالظهور مع ميلان كبديل فقط في مناسبتين، حيث سيكون بن ناصر مطالبا بفرض نفسه في تشكيلة بيولي، حتى يكون في المستوى المطلوب في المباريات القادمة من تصفيات المونديال، سيما وأنه ينشط في منصب حساس، وتواجده في أفضل أحواله يساعد كثيرا الخضر على الوصول إلى الهدف المنشود، مثلما حدث في كأس أمم إفريقيا في مصر، بدليل اختياره أفضل لاعب في الكان.