استدعى أول أمس، رئيس دائرة العلمة، كل من المسؤول الأول عن النادي الهاوي سمير رقاب ورئيس مجلس الإدارة صالح كراوشي، بهدف وضع حد لحالة الانسداد الإداري الحاصل منذ الأسابيع الماضية، والاتفاق في نفس الوقت حول الطريقة المناسبة، لتسديد حقوق الانخراط في الموسم الرياضي الجديد. وتم الاتفاق «رسميا» على تكفل كراوشي بضبط ملف الانخراط، على أن يتم إيداعه غدا الأحد، من قبله شخصيا في رابطة الهواة، ويتولى رئيس النادي الهاوي سمير رقاب، تسديد الحقوق بقيمة 220 مليون سنتيم. وتأتي هذه المستجدات بعد استفادة خزينة النادي الهاوي، من مبلغ 1.5 مليار سنتيم، خصصتها مديرية الشباب والرياضة، في انتظار الاستفادة من قيمة ثانية قدرها 2.5 مليار سنتيم، مخصصة من قبل المجلس الشعبي البلدي. وحسب ما قاله رقاب أمام رئيس دائرة العلمة، فإنه سيقتطع جزءا من الإعانة الأولى لتسوية حقوق الانخراط، في حين القيمة المتبقية سيتم استغلالها في تسوية الديون العالقة، اتجاه بعض المتعاملين الاقتصاديين. واتفق كل من رقاب وكراوشي أمام المسؤول الأول عن الدائرة، على العمل سويا في بطولة الموسم الرياضي الجديد، من خلال الشروع في ضبط التشكيلة بداية من هذا الأسبوع، قبل تحديد الموعد النهائي لانطلاق التدريبات. وعلمت النصر من مصادر موثوقة، أن الاجتماع بين الأطراف المتصارعة في مكتب رئيس الدائرة، شهد ملاسنات كلامية حادة، كادت أن تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي، بين رئيس مجلس إدارة الشركة التجارية صالح كراوشي والكاتب العام للنادي الهاوي مانع بيقع، بعد اتهام الأخير لمسؤول الشركة ب"الكذب"، بخصوص الأرقام المالية الحقيقية التي يدين بها أعضاء مجلس الإدارة، قبل أن يتدخل رئيس الدائرة، ويدعوهما إلى الالتزام بالهدوء في سبيل إيجاد صيغة للتفاهم. مكتب رقاب يتصدّع أعلن عدد من أعضاء المكتب المسير للنادي الهاوي، انسحابهم ورفضهم لكل الخطوات الأخيرة للرئيس رقاب، حيث أكد المناجير العام «وليد وادة» وأمين المال «منير قارص» في تصريح للنصر، أنهما سيتركان مهمتهما في تسيير النادي، بسبب القرارات الانفرادية المتخذة من قبل رقاب. وقال وادة إنه لا يستطيع مواصلة العمل في مثل هذه الظروف، وبالتالي فإن الحل الأمثل بالنسبة له هو الاستقالة من منصبه، حتى لا يتم تحميله أي مسؤولية في المستقبل من قبل الأنصار. وبدوره، فقد أوضح قارص أن وضعية النادي تستدعي من السلطات المحلية اتخاذ قرارات جريئة، تتمثل في إقناع المسؤولين الحاليين بالاستقالة والاعتماد على «وجوه جديدة»، تتولى تسيير النادي بداية من الموسم الجديد، في سبيل استعادة الثقة مع الآلاف من الأنصار، مضيفا أنه يتوقع إعلان بقية أعضاء مكتب النادي الهاوي، استقالتهم أيضا من مناصبهم في غضون هذه الساعات، بسبب رفضهم الوضعية التي وصل إليها النادي في الأشهر الماضية. ويبقى الأنصار يترقبون ما سيحدث في الساعات المقبلة، لأنهم يعلمون جيدا أن الوضع جد معقد، خاصة في ظل التجارب السابقة الفاشلة لجلسات الصلح بين إدارة الهاوي والشركة التجارية، وهم يطالبون باتخاذ السلطات المحلية لقرارات جريئة للخروج من الأزمة الحاصلة، لاسيما وأن جميع فرق أندية القسم الثاني، قد شرعت رسميا في تحضيرات الموسم الجديد، في حين أن «البابية» لا تزال تبحث الآن عن رئيس يقودها في البطولة المقبلة.