قادة المغرب العربي وافقوا على عقد قمة في تونس أكد الرئيس التونسي السيد محمد منصف المرزوقي أمس أن جميع قادة المغرب العربي وافقوا على عقد قمة في تونس في أقرب الآجال، و جدد الرئيس التونسي دعوته إلى وضع قضية الصحراء الغربية جانبا رغم اعترافه بأنها "قضية مأساوية". المرزوقي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية بجنان الميثاق في اليوم الأول من زيارته للجزائر قال أنه لمس لدى الرئيس بوتفليقة والملك المغربي رغبة في تطبيع العلاقات، مشيرا أن بناء المغرب العربي متوقف على ما أسماه "مصالحة تامة" بين الجزائر والمغرب قال أن الوقت ملائم لتحقيقها، وو صف الرئيس التونسي العلاقات مع الجزائر بالممتازة لكنه دعا إلى تفعيل بعض الاتفاقيات والتوصل على اتفاقيات جديدة ورافع من أجل اندماج يقوم على حرية التنقل وحرية الغقامة والعمل والانتخاب. وقبل ذلك كان المرزوقي أكد أن زيارته للجزائر تكتسي أهمية قصوى لاسيما فيما يتعلق بتفعيل الإتحاد المغاربي وتعزيز العلاقة بين شعوبه. وأوضح الرئيس التونسي في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي أجراها مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن هذه الزيارة تكتسي بالنسبة إليه "أهمية قصوى"، مشيرا إلى أن الزيارات السابقة له للجزائر "كانت إما زيارات بروتوكولية أو مجاملة أو مصلحة"، معربا عن تأثره بوجوده في "بلد الثورة" الذي كما قال " كنا نتغنى بنشيده الرسمي أكثر مما نتغنى بنشيدنا الوطني". و إضافة إلى "البعد العاطفي الكبير" الذي تكتسيه هذه الزيارة، أكد السيد المرزوقي أن زيارته تكتسي أيضا بعدا سياسيا سيما فيما يخص تفعيل الاتحاد المغاربي، معربا عن سعادته كون الرئيس بوتفليقة - يضيف الرئيس التونسي - طمأنه بتمسكه بهذا المشروع . وأشار الرئيس المرزوقي أيضا إلى أن العلاقات مع الجزائر التي وصفها "بالشقيقة الكبرى" ستزداد متانة بفضل هذه الزيارة التي من شانها أن تعزز العلاقات بين الشعوب المغاربية. و كان الرئيس بوتفليقة قد تحادث أمس بمقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة مع نظيره التونسي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين. و تناولت المحادثات مختلف الجوانب ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بشقيها السياسي و الاقتصادي، و السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين البلدين لاسيما في مجالات الطاقة، الصناعة، التجارة، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.و تطرق الرئيسان أيضا إلى القضايا الراهنة التي تهم البلدين على المستويين الإقليمي و الدولي، و تم التركيز بشكل خاص على وضعية الإتحاد المغاربي و سبل تفعيله. وتوسعت المحادثات بعد ذلك إلى أعضاء وفدي البلدين . يذكر أن رئيس الجمهورية أقام بقصر الشعب بالعاصمة مأدبة غذاء على شرف الرئيس التونسي،و التي حضرها كبار المسؤولين في الدولة و أعضاء الحكومة إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.و كان السيد المرزوقي الذي يقوم بهذه الزيارة بدعوة من رئيس الجمهورية مرفوقا بوفد وزاري هام، قد ترحم بمقام الشهيد بالعاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية. للإشارة، شهدت المبادلات التجارية بين البلدين حركية كبيرة لا سيما مع دخول الاتفاق التجاري التفاضلي الذي تم توقيعه بمناسبة انعقاد الدورة 17 للجنة المشتركة العليا سنة 2008 حيز التنفيذ حيث بلغ حجم الصادرات الجزائرية نحو تونس 530 مليون دولار عام 2011 بينما وصلت الواردات الجزائرية من هذا البلد 428 مليون دولار. وفي قطاع الطاقة ، تغطي الجزائر احتياجات تونس من المواد الطاقوية بنسبة 100 بالمائة، في الوقت الذي ينتظر أن يغطي خط الربط الكهربائي ذو الضغط العالي انطلاقا من الحجار (عنابة) احتياجات تونس من هذه الطاقة الحيوية. كما توجد أيضا مشاريع شراكة بين البلدين حيث تتواجد 37 شركة جزائرية في تونس تنشط في مجالات النقل و الصناعة و الأشغال العمومية و الهياكل القاعدية والمواد الصيدلانية. وبالمقابل تحوز تونس على 47 مشروعا بالجزائر سواء في إطار الشراكة أو الاستثمارات غير المباشرة. وفي قطاع التعليم العالي يقوم البلدان كل عام بتبادل يشمل 30 منحة لطلبة التدرج وما بعد التدرج بهدف تعزيز التعاون بين الجامعات الجزائريةوالتونسية.