يشرع الرئيس التونسي منصف المرزوقي اليوم الأربعاء في جولة مغاربية مطولة، يُنتظر أن تدوم ستة أيام يبدأها بالمغرب ويختمها بالجزائر، بعد أن يزور موريتانيا، وهي الجولة الأولى التي يقوم بها المرزوقي منذ توليه الحكم منتصف ديسمبر الماضي، ويُنتظر أن تكون زيارة المرزوقي للجزائر فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن المرزوقي سيبدأ زيارته من المغرب التي سيحل بها لمدة ثلاثة أيام يزور فيها قبر والده الذي توفي في المنفى بهذا البلد، كما سيتم استقبال المرزوقي من طرف الملك المغربي محمد السادس، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وبعد المغرب، سيحل المرزوقي بموريتانيا قبل أن يزور الجزائر، حيث سيلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حسبما أكده مصدر من الرئاسة التونسية، وسيناقش الرئيس التونسي مع رؤساء البلدان الثلاثة عدة ملفات على غرار بعث اتحاد المغرب العربي وتنظيم اجتماع بين دول المنطقة حسبما أفاد به الناطق باسم الرئاسة عدنان منصر الذي قال إن "المرزوقي سيبحث خلال الجولة إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي الذي يضم تونسوالجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا، إضافة إلى التعاون الاقتصادي والمسائل الأمنية". ولفت منصور إلى أن هذا الموضوع أثير مع الوزير الأول الجزائري احمد أويحيى على هامش مشاركة المرزوقي في قمة الاتحاد الإفريقي في نهاية جانفي الماضي في اديس أبابا. وكان المرزوقي قد طالب بعودة المغرب إلى المنظمة الإفريقية التي قاطعتها منذ 1984 بسبب انضمام الصحراء الغربية إلى الاتحاد الإفريقي. وفي سياق ذي صلة، قال الرئيس التونسي أن "زيارة الأخوة والعمل"٬ التي يشرع فيها اليوم للمغرب تكتسي "أهمية قصوى٬ سواء على المستوى الشخصي أو من الناحية السياسية"٬ مشيرا إلى أن محادثاته مع الملك محمد السادس ستتناول على الخصوص الوسائل الكفيلة بتفعيل المشروع المغاربي وتطوير علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين المغرب وتونس. وأضاف الرئيس المرزوقي، في حديث لوكالة المغرب العربي الانباء، المغربية، بقصر قرطاج بالعاصمة التونسية٬ "إن المغرب يعتبر بالنسبة لي بلدي الثاني، حيث تربطني به علاقة حميمية .. فهو البلد الذي عشت ودرست فيه لسنوات٬ وحصلت فيه على شهادة الباكلوريا.. كما أن والدي عاش وعمل في المغرب 33 سنة ودفن فيه، ونصف عائلتي مغربية٬ أي أن ثلاثة من اخواني من والدي هم مغاربة٬ بعيشون في المغرب٬ وبالتالي فهذه الزيارة هي زيارة حميمية جدا" . وعلى المستوى السياسي، قال الرئيس التونسي٬ إن الزيارة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لتونس "لأننا نعمل لكي تكون هذه هي سنة إعادة اللحمة بين تونس وبين أشقائنا في الجزائر والمغرب وليبيا ومويتانيا٬ من أجل إعادة إحياء هذا الحلم الجبار المتمثل في الاتحاد المغاربي،الذي توقف منذ سنوات"٬ مضيفا أنه بعد أن ساعد الربيع العربي على إعطاء "نفس جديد من الحياة لهذا المشروع،نحن نأمل أن تكون فعلا هذه السنة،سنة الاتحاد المغاربي". وعلى صعيد العلاقات الثنائية، قال الرئيس المنصف المرزوقي إن زيارته للمغرب ومحادثاته مع جلالة الملك ومع كبار المسؤولين المغاربية ستشكل مناسبة سانحة لبحث الوسائل الكفيلة بتطوير وتعميق التعاون بين البلدين و"إيجاد الحلول لبعض المشاكل العالقة، خاصة ما يتعلق بتفعيل العديد من الاتفاقيات التي لم يقع تنفيذها في العهد السابق". وأشار المرزوقيإلى أن المحادثات المغربية التونسية ستتناول أيضا وضعية ومشاكل أفراد الجاليتين المغربية بتونس والتونسية بالمغرب والعمل على "تسهيل حياة المغاربة المقيمين في تونس والتونسيين المقيمين في المغرب "٬ مذكرا بأنه، قبل بدء هذه الزيارة٬ "أعطى كل التعليمات من أجل تسوية وضعية أكبر عدد ممكن من الاخوة المغاربة في تونس" . وأعرب الرئيس التونسي عن أمله في أن يتحقق، في اطار إحياء الاتحاد المغربي " لكل المواطنين المغاربيين ما أسميه بالحريات الخمس، أي حرية التنقل وحرية الاستقرار وحرية العمل وحرية الاستثمار والتملك وحرية المشاركة في الانتخابات البلدبة٬ حيث يوجدون"٬ مؤكد أن تونس قررت أن تذهب في هذا الاتجاه في أسرع وقت ممكن، ومعبرا عن أمله في أن يكون ذلك في إطار "قرار جماعي".