يوشك مشروع القناة العملاقة التي ستنقل مياه الشرب من سد بوحمدان إلى مدن و قرى سهل الجنوب بقالمة على الانتهاء، بعد أن حقق تقدما تجاوز 95 بالمائة، متحديا صعوبات ميدانية كبيرة أوقفت شركات الإنجاز عدة مرات، و خاصة بالشطر الخاص بمد قناة لجر المياه بقطر 500 ملم، من السد الكبير إلى مرتفعات كاف نسور، على طول يقارب 11 كيلومترا و علو يتجاوز 760 مترا. و كان من المقرر انتهاء الأشغال في ديسمبر 2017 لكن العوائق الميدانية حالت دون ذلك، حيث اضطرت الشركات العاملة بالمشروع إلى طلب التوقف التقني عدة مرات، و أصبحت عرضة للإعذارات القانونية، قبل أن تتجاوز مراحل الإنجاز الصعبة و تقترب من نهاية ثاني أطول قناة عملاقة لجر مياه الشرب بولاية قالمة، بعد قناة سد بوحمدان - قالمة الممتدة على طول يقارب 20 كيلومترا. و يتكون المشروع الضخم من قناة جر قطرها 500 مليمتر، و 4 خزانات بقدرة 7 آلاف متر مكعب، و 3 محطات ضخ تعتمد على كهرباء الشبكة المحلية، و مولدات الطوارئ التي تتولى مهمة الضخ باتجاه خزان كاف نسور عندما ينقطع كهرباء الشبكة العمومية. و بانتهاء المشروع في غضون الأشهر القليلة القادمة، ستصل مياه الشرب من محطة المعالجة بسد بوحمدان، إلى نحو 60 ألف نسمة ببلديات وادي الزناتي، عين رقادة، برج صباط و بوحمدان. و يعد خزان كاف نسور الواقع على ارتفاع يتجاوز الألف متر عن سطح البحر منشأة التخزين و التوزيع الرئيسية، حيث يستقبل المياه عبر سلسلة الضخ، ثم يوزعها عن طريق الجاذبية الأرضية إلى السكان المستهدفين، الذين عانوا طويلا من أزمة عطش مزمنة، و خاصة ببلديتي برج صباط و عين رقادة. و عندما تكتمل قناة سهل الجنوب سيرتفع الطلب على مياه سد بوحمدان، انطلاقا من محطتين عملاقتين للمعالجة، قدرة الواحدة 500 لتر في الثانية، و هي كمية ضخمة تتطلب احتياطيا مائيا هائلا بالسد الكبير، الذي يواجه أزمات جفاف مستمرة بسبب نقص الأمطار بحوض المصب المتربع على مساحة تقارب الألف كيلومتر مربع. و ليست مياه الشرب وحدها المستنزِفة لاحتياطي السد الذي تبلغ طاقته نحو 185 مليون متر مكعب من المياه، فهناك محيطات زراعية مسقية تستهلك أكثر من 30 مليون متر مكعب في كل موسم سقي. و كانت وزارة الموارد المائية قد قررت بناء سد داعم على مجرى وادي الشارف غربي قالمة، قبل أن تتراجع لأسباب تقنية، و وعدت ببناء نظام لتحويل مياه الشارف إلى سد بوحمدان، لكن المشروع لم ينطلق لحد الآن، رغم المطالب المحلية المتواصلة في ظل التغيرات المناخية التي أثرت كثيرا على احتياطي المنشأة في السنوات الأخيرة. و إذا لم يتعاف أكبر سد بقالمة هذا الشتاء، فإنه سيكون معرضا للجفاف إذا تواصل حجم الاستهلاك المرتفع لتلبية حاجيات السكان و الحقول الزراعية العطشى.