انطلاق مشروع تزويد سهل الجنوب الكبير بمياه الشرب من سد بوحمدان بدأت الشركات المتخصصة في بناء محطة مياه عملاقة بسد بوحمدان غرب قالمة ضمن مرحلة أولى من مشروع كبير لتزويد مدن و قرى سهل الجنوب بمياه الشرب و القضاء على أزمة عطش استوطنت المنطقة سنوات طويلة. و حسب المشرفين على المشروع الكبير، فإن قدرة المحطة تقدر بنحو 500 لتر من المياه المعالجة في الثانية الواحدة ،سيتم ضخ كمية منها إلى مدن وادي الزناتي ،برج صباط عين رقادة و غيرها من المدن و القرى الأخرى الواقعة ضمن حوض سكاني كبير يعاني نقصا في مياه الشرب ،حيث لم يعد نظام عين آركو القديم قادرا على تزويد السكان بمياه الشرب. و حسب التقديرات الأولية فإن المحطة الجديدة قادرة على تزويد أكثر من 280 ألف نسمة بمياه الشرب على مدار الساعة. و يتوقع إدماج مدينة قالمة و بلديات أخرى مجاورة ضمن شبكة الإمداد الجديدة التي يتوقع انطلاق الأشغال بها قريبا و خاصة على المحور الرابط بين وادي الزناتي و سد حمام دباغ عبر مرتفعات السطحة و عين خروبة ،حيث ينتظر المهندسين مهمات صعبة و معقدة بالنظر إلى التضاريس الوعرة و الارتفاع الحاد بين موقع محطة الضخ و أعلى نقطة على مرتفعات السطحة المطلة على سهل الجنوب. و ذكر بأن تكلفة المحطة تفوق 150 مليار سنتيم تم رصدها من طرف وزارة الموارد المائية في إطار المخطط الوطني لدعم النمو الاقتصادي 2005/ 2009 و هذا بناء على دراسات تقنية معمقة شملت عدة مناطق تعاني نقصا في مياه الشرب بولاية قالمة بينها مدن و قرى سهل الجنوب الكبير الممتد من برج صباط شمالا إلى تاملوكة جنوبا و من عين رقادة غربا إلى رأس العقبة و عين مخلوف شرقا بكثافة سكانية تفوق ال 100 ألف نسمة. و يتوقع المهندسون تحقيق نتائج مشجعة عند انتهاء المشروع و ذالك برفع معدل الضخ اليومي إلى مساكن المواطنين إلى سقف 20 ساعة في اليوم و قد يصل الحجم الساعي إلى 24 ساعة على 24 ساعة بمدينة قالمة التي تتزود حاليا من المحطة القديمة بسد بوحمدان و التي تقدر طاقتها ب500 لتر في الثانية الواحدة ،غير أن هذا الحجم المعتبر لم يحقق معدل ضخ متواصل مما دفع بالمشرفين على المشروع الجديد إلى بناء نظام ربط متكامل بين المحطتين القديمة و الجديدة لزيادة معدل الضخ و القضاء النهائي على أزمة العطش بولاية قالمة التي تنتظر بناء سد جديد على مجرى وادي الشارف بطاقة تخزين تقدر ب 50 مليون متر مكعب من المياه. و ستكون مهمة السد الجديد تزويد الحقول الزراعية بمياه السقي و تخفيف الضغط على سد بوحمدان الذي ستخصص قدرته المائية لتزويد السكان بمياه الشرب ضمن إستراتيجية بعيدة المدى.