استقبل الوزير الأول، وزير المالية، السيد أيمن بن عبد الرحمان، أول أمس الخميس بقصر الحكومة، وزير الطاقة لجمهورية تنزانيا الاتحادية، السيد جانواري يوسف ماكامبا، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر، حاملا رسالة إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من نظيرته التنزانية، السيدة سامية حسن صولحو، حسب ما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول. وقد سمحت المحادثات --يضيف ذات المصدر-- باستعراض «واقع وآفاق العلاقات بين البلدين الشقيقين، لاسيما في مجال الطاقة»، حيث أكد الطرفان «استعدادهما لتنشيط آليات التعاون الثنائي وتبادل الزيارات رفيعة المستوى في إطار تنفيذ خارطة الطريق الثنائية لتعزيز المبادلات الاقتصادية والاستثمارية في هذا المجال الحيوي». من جهة أخرى، استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، وزير الطاقة التنزاني، حسبما أفاد به بيان للوزارة. وأشاد الطرفان خلال هذا اللقاء بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين وبتطابق مواقفهما المبدئية حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين على الإرادة التي تحذو قيادتي البلدين في تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، خاصة في المجال الطاقوي، بما يحقق الاستغلال الأمثل للإمكانيات الهائلة التي يزخر بها البلدان، حسب ذات البيان. وفي تصريح له عقب لقائه مع رئيس الدبلوماسية الجزائرية، قال السيد جانيوري يوسف مكامبا «لقد قدمت إلى الجزائر حاملا رسالة أخوة لرئيسة تنزانيا، سامية صولحو حسن، و كذا رسالة من الشعب و الحكومة التنزانية للشعب الجزائر الشقيق». واعتبر الوزير التنزاني أن «الجزائر تعتبر بلدا صديقا لتنزانيا منذ استقلالنا كما كانت من بين أول الدول التي فتحت سفارتها بدار السلام». وأضاف المسؤول التنزاني بالقول :«نحن نتقاسم نفس الإيديولوجية و نفس وجهات النظر بخصوص الكثير من المسائل الدولية المتعلقة بكرامة الإفريقيين. لقد ساندتنا الجزائر في العديد من الأوقات الصعبة عبر تاريخنا». «نحن على ثقة بأن العلاقات السياسية و الدبلوماسية (بين البلدين) يمكن تدعيمها و تطويرها بشكل أكبر»، يضيف المتحدث. كما أكد الوزير التنزاني أن بلده «يعول كثيرا على الاستفادة من خبرة الجزائر التي نجحت كثيرا في مجال الطاقة». وأضاف السيد مكامبا بالقول «لقد كانت لدينا لقاءات مع مسؤولين من سوناطراك و سونلغاز ووضعنا خارطة طريق تخص التعاون في مجال الطاقة»، مشيرا إلى أن «البلدين قاما بتوسيع إطار العمل في هذا المجال من خلال اللجنة الدائمة المختلطة التي استحدثت سنة 1981 و أن الطرفين يعملان على تعزيزها». «نحن سعداء لقدومنا إلى الجزائر كما أننا على ثقة بأن زيارتنا ستكون مثمرة. سنحتفظ بذكريات جميلة لهذه الزيارة»، يضيف الوزير التنزاني. وختم السيد مكامبا بالقول مخاطبا الوزير لعمامرة :«أود أن أؤكد لكم أننا سعداء جدا بهذه المحادثات النيرة التي أبديتم خلالها بصيرة مذهلة بخصوص رغبتكم في العمل أكثر معنا و رفع مستوى علاقاتنا بشكل أكبر». و في سياق متصل، أعلن وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أول أمس الخميس بالعاصمة، عن التوقيع قريبا على مذكرة تفاهم بين الجزائر و تنزانيا في مجال إنتاج و نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية. وتم الإعلان عن هذا التوقيع المترقب خلال جلسة جمعت السيد عرقاب ونظيره التنزاني، جانيوري يوسف مكامبا، بمقر وزارته. وعقب هذا اللقاء صرح السيد عرقاب أن هذه المذكرة ستخص «تعاونا في مجال إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في تنزانيا». وحسب قوله، يتعلق الأمر ب «اللبنة الأولى لتعاون تقني في هذا المجال من خلال تكوين إطارات تنزانية حتى يتمكنون من التحكم في قطاع الطاقات وقطاع المحروقات». وأوضح السيد عرقاب أن هذا اللقاء سمح بمناقشة تعزيز سبل التعاون المباشرة بين البلدين سيما في قطاع المحروقات. من جهته، أعرب وزير الطاقة التنزاني عن «ارتياحه» للتوقيع المتفق عليه على مذكرة التفاهم بين البلدين و التي ستمثل «إطارا للعمل والتعاون في قطاع الطاقة». كما أكد السيد مكامبا أنه تنقل إلى الجزائر بهدف « بحث، بمعية الحكومة الجزائرية ووزير الطاقة والمناجم ومجمعي سوناطراك وسونلغاز، المبادلات والمعرفة والخبرات في هذه المجالات الهامة». وأردف قائلا « تعتبر الجزائر فاعلا كبيرا في القطاع الشامل للطاقة وفي جميع الفروع سيما البحث والتنقيب فيما تعتبر تانزانيا بلدا منتجا للطاقة يرغب في الاستفادة من الخبرة الجزائرية». من جهة أخرى، صرح السيد مكامبا أنه كلف بمهمة «جد خاصة» تكمن في «ترجمة هذه العلاقة السياسية طويلة الأمد في أعمال ملموسة» تخدم شعبي البلدين.