تقام زوال اليوم، 4 مباريات من بطولة الرابطة المحترفة، تندرج في إطار تسوية رزنامة جولة الافتتاح، والتي كانت قد أجلت بسبب انشغال أربعة أندية بالمنافسة القارية، ولو أن اللافت للانتباه أن الرباعي الحامل لراية تمثيل الكرة الجزائرية على الصعيد الإفريقي، لن يكون بمقدوره اعتلاء صدارة الترتيب بعد لقاءات اليوم مهما كانت النتائج، لأن الأندية المعنية لم تنجح في إحراز الفوز في الجولة الثانية، إذ اكتفت ثلاثة منها بالتعادل، بينما تجرعت شبيبة الساورة مرارة الهزيمة، الأمر الذي يضع هذه الفرق في رحلة البحث عن أول انتصار، والقمة ستكون في "ديربي" عاصمي واعد، بينما ستكون الإثارة بسطيف، في مواجهة محلية بذكريات الماضي، في حين يبقى القاسم المشترك في مواعيد الأمسية، الحضور القوي للمدربين التونسيين، بتواجد 4 تقنيين وهم الكوكي، بن يحيى، اليعقوبي والسليمي. أنظار المتتبعين ستكون مشدودة صوب ملعب 5 جويلية الأولمبي، الذي سيحتضن قمة عاصمية خالصة، ينزل من خلالها حامل اللقب شباب بلوزداد في ضيافة مولودية الجزائر، في "ديربي" يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات، ويبقى القاسم المشترك فيه حيازة كل طرف على نقطة يتيمة، مما يجعل السعي لتذوق نشوة الانتصار أكبر حافز، في صراع سيكون ساخنا بين اللاعبين على أرضية الميدان، في وجود حركية في سوق الانتقالات بين الفريقين، بينما ستشتد المعركة التكتيكية بين مدربين أجنبيين، يكتشفان أجواء "الديربيات" في البطولة الجزائرية لأول مرة، ويتعلق الأمر بالبرازيلي باكيتا والتونسي خالد بن يحيى. من جهة أخرى، يسعى وفاق سطيف وصيف آخر موسمين، لإحراز أول انتصار له هذا الموسم، وبالمرة التأكيد على أحقيته في النقطة التي انتزعها بتيزي وزو في الجولة الماضي، وذلك باستغلال فرصة اللعب في عقر الديار، عند استضافة الصاعد الجديد هلال شلغوم العيد، في مقابلة تكتسي طابع "الديربي"، وتسمح للفريقين باستعادة ذكريات الماضي، على اعتبار أن آخر مواجهة رسمية بين الفريقين (في منافسة البطولة) تعود إلى سنة 1997، والمعطيات الأولية تجعل هذا اللقاء غير متكافئ على الورق، وكل حساباته تصب في رصيد "النسر الأسود" للظفر بالنقاط الثلاث، خاصة وأن الهلال سجل انطلاقة متعثرة، بانهزامه داخل القواعد. بالموازاة مع ذلك، وإذا كانت قمتا ملعبي سطيف و5 جويلية، لن تسمح لأي طرف باعتلاء الصدارة، فإن اللقاءين المتبقيين قد يعبدان الطريق أمام أحد النوادي لإبرام عقد شراكة في الصدارة، رغم أن حظوظ سريع غيليزان في اللحاق في الريادة شبه منعدمة، لأن "الرابيد" الذي استهل موسمه بفوز على وداد تلمسان، يتخبط في دوامة من المشاكل، بسبب عدم استخراج إجازات المستقدمين الجدد، وبالتالي فإن اللعب بالرديف يبقى الخيار الحتمي أمام المدرب بوغرارة، وهي وضعية تحصر المسعى من السفرية إلى بشار في الخروج بأخف الأضرار، وتفادي "سيناريو" الموسم الفارط، لما تلقى هزيمة ثقيلة، بخماسية، لأن شبيبة الساورة مطالبة بتدارك انطلاقتها المتعثرة، خاصة بعد هزيمة بسكرة، وكذا المردود غير المقنع في المغامرة القارية، لأن ذلك يضع المدرب التونسي قيس اليعقوبي على كرسي قاذف. على النقيض من ذلك، فإن أولمبي المدية يتواجد في رواق جيد لاعتلاء كرسي الريادة، وإبرام عقد شراكة ثلاثي، وذلك باستغلال عامل الأرض من أجل تأكيد الانتصار المحقق بالشلف، وبالتالي الدخول مباشرة في صلب الموضوع، ومحاولة "استنساخ" مشوار "ذهاب" الموسم الفارط، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة لتشكيلة التونسي السليمي، كون الضيف شبيبة القبائل يجيد التفاوض خارج الديار، و"سيناريو" مغامرته الإفريقية، يبقى بمثابة "إنذار" مسبق لأبناء "التيطري".