باشرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات رسميا حملة التلقيح بالجرعة الثالثة ضد فيروس كورونا، للوقاية من الموجة الرابعة، ومن الإصابة المزدوجة بفيروسي كوفيد 19 والزكام الموسمي، لضمان موسم شتاء آمن، وتفادي الدخول في أزمة صحية جديدة جراء استمرار العزوف عن التلقيح. تلقى أمس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، إلى جانب إطارات بالوزارة الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، في خطوة اعتبرت من قبل الأخصائيين إيذانا بالانطلاق الرسمي للعملية التي تستهدف الفئات التي تلقت الجرعة الثانية قبل ستة أشهر، لتعزيز المناعة الجماعية التي يمنحها اللقاح، والوقاية من الموجة الرابعة التي بدأت في الانتشار بعديد الدول بوتيرة أصبحت تبعث على القلق. واستغل الوزير المناسبة ليجدد الدعوة بضرورة التلقيح ضد الفيروس، باعتباره الوسيلة الأنجع للوقاية من العدوى بكوفيد 19، والطريقة المثلى للتغلب على الجائحة، مذكرا بوفرة اللقاح، إذ تقدر الكميات المستقدمة لحد الآن ب 13 مليون جرعة. وتعد الجرعة الثالثة وفق الأخصائيين عاملا محفزا لتقوية مناعة الجسم، وخطوة ضرورية بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية قبل 6 أشهر، وفق تأكيد المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش، موضحا «للنصر» بأن تلقي جرعة ثالثة يساعد على مواجهة المضاعفات الخطيرة التي قد تسببها الموجة الرابعة، وكذا الإصابة المزدوجة بكورونا والزكام الموسمي، لا سيما بالنسبة للفئات الهشة. ويضيف المصدر بأن إقرار جرعة ثالثة، على غرار ما اتجهت إليه عديد البلدان، سيجنبنا العودة إلى الغلق الجزئي أو الكلي، الذي فرض على السلطات وقف عديد الأنشطة الاقتصادية التي تقتات منها فئات واسعة من المجتمع، للحد من مستوى انتشار الجائحة، وضمان الصحة العامة، وتخفيف الضغط على المؤسسات الصحية. وتوصف الجرعة الثالثة بالجرعة المعززة للمناعة، لكونها تضمن حماية إضافية للفئات الملقحة، لمواجهة موجات جديدة محتملة، ولتجنب الوقوع في أزمة صحية أخرى، على غرار تلك التي سببتها الموجة الثالثة، وما شهدته من أزمة أوكسجين وارتفاع في عدد الحالات الاستشفائية، وضغط على الأطقم الطبية وشبه الطبية. ووصف من جهته، المختص في علم الفيروسات محمد ملهاق الجرعة الثالثة بالجرعة المعززة لجهاز المناعة، وهي عبارة عن تذكير لتحفيز الجسم على إفراز مضادات الأجسام، وتعتبر جد فعالة بالنسبة للفئات الهشة، لا سيما وأن مدة فاعلية الجرعة الثانية محدودة من حيث الزمن، ولا تتعدى الستة أشهر، لتبدأ المناعة في التناقص تدريجيا لتبلغ مستويات دنيا، ليصبح الجسم غير مقاوم للفيروس. وحذر المتدخل من مغبة التراخي وعدم الإقبال على التلقيح، في ظل استمرار انتشار المتحور دالتا، قائلا إن الفترة الحالية التي تتميز باستقرار الوضعية الصحية تعد جد مناسبة لتلقي الجرعتين الأولى والثانية، بالنسبة للفئات التي ما تزال تتردد في الالتحاق بالحملة، قبل انتشار العدوى بالفيروس. وتبلغ الكميات المخزنة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا 13 مليون جرعة، وفق ما كشف عنه وزير الصحة والسكان، يضاف إليها الكميات التي شرع في إنتاجها محليا، مما يؤكد على تحقيق الوفرة وفق المتحدث، يبقى فقط أن يتحلى المواطنون بدرجة من الوعي، وأن يقبلوا على الوحدات الصحية المختصة، وعدم انتظار تدهور الوضع الصحي لإجراء اللقاح. كما حث الباحث في علم الفيروسات على تلقي اللقاح المضاد للزكام الموسمي إلى جانب اللقاح المضاد لكوفيد 19، لتعزيز المناعة، بشرط ان يفصل بينهما مدة لا ينبغي أن تقل عن 15 يوما.