توقع الخبير في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش أمس عودة الإقبال على إجراء اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية في غضون الأيام القادمة، بعد استئناف الرحلات الجوية من وإلى خارج البلاد، والسماح بتنظيم العمرة، إلى جانب ما يشهده العالم من ارتفاع مقلق في أعداد الإصابات بفيروس كورونا. سجل المختص في الصحة العمومية امحمد كواش عدة مؤشرات توحي بالعودة المكثفة للتلقيح ضد فيروس كورونا من قبل الفئات التي لم تلتحق بعد بالحملة منذ انطلاقها، موضحا «للنصر» بأن استئناف الرحلات الجوية والبحرية من وإلى الخارج، سيجبر الأشخاص الراغبين في الدخول أو الخروج من أرض الوطن على تلقي الجرعتين، والحصول على شهادة التلقيح التي يتم اشتراطها في المعابر الحدودية. كما سيحفز عودة الوكالات السياحية لتنظيم رحلات العمرة والحج وفق المصدر، على إجراء اللقاح المتوفر بالكميات الكافية، والموزع على الوحدات الصحية القريبة من التجمعات السكانية، إلى جانب الفضاءات التي خصصتها وزارة الصحة لاستقبال المواطنين الراغبين في التلقيح، على غرار المدرسة الوطنية للتكوين شبه الطبي بالعاصمة. ويعتقد المتدخل بأن عودة الانتشار المقلق للمتحور دالتا بعدة بلدان أوروبية وأسيوية سيدفع بالمواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، عبر إجراء اللقاح الذي يعد وسيلة فعالة في حماية صحة الأشخاص وتحقيق المناعة الجماعية، لا سيما وأن المآسي التي سببتها الموجة الثالثة ما تزال راسخة في الأذهان. واقترح المصدر فرض إجراءات وقائية جديدة تفاديا لموجة رابعة محتملة، مؤكدا بأن البلاد حاليا تمر بنفس الاستقرار الوبائي الذي سبق الموجة الثالثة، لا سيما وأن عديد الدول تشهد ارتفاعا في أعداد الإصابة بالفيروس المتحور دالتا +، تمهيدا للدخول في موجة رابعة ستكون امتدادا للموجة الثالثة التي كانت الأخطر منذ بداية الجائحة. وفسر الطبيب المختص عودة الفيروس للانتشار مجددا بالانخفاض في مستوى المناعة المكتسبة من خلال الإصابات أو التلقيح، التي تستمر لمدة ستة أشهر حسب الخبراء، الأمر الذي دفع بكثير من الدول إلى إقرار جرعة ثالثة معززة ومحفزة على مواجهة الشتاء القادم، وما قد يشهده من تفشي للفيروس. وحث الدكتور كواش على أهمية التقيد بالإجراءات الوقائية، من بينها تجنب التجمعات العائلية، والالتزام بوضع الكمامة، مؤكدا بأن استقرار الوضع الصحي ليس مؤشرا على نهاية الوباء، عكس ما تعتقده كثير من الأسر التي عادت إلى تنظيم الأعراس والمناسبات، مبديا خشيته من أن تؤدي هذه الممارسات إلى ارتفاع جديد في الإصابات. وتستعد حاليا عديد الدول، على غرار بريطانيا للجوء إلى تطبيق الخطة «ب»، التي تفرض العمل عن بعد وإجبارية الكمامة، وفرض استمارة التلقيح في الأماكن المغلقة، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة التقيد بالتدابير الوقائية، للحفاظ على استقرار الوضع الصحي. كما نصح المصدر بإجراء اللقاح المضاد للزكام الموسمي لتعزيز المناعة الجماعية، والوقاية من ازدواجية الإصابة بالفيروسين المسببين للأنفلونزا الموسمية وكوفيد 19، لا سيما بالنسبة للفئات الهشة من المرضى المزمنين، قائلا إن الفترة الحالية المتزامنة مع الاستعداد لدخول فصل الشتاء تعد جد حساسة، وتتطلب إجراءات خاصة. وأكد المختص في الصحة العمومية إمكانية الجمع ما بين اللقاحين المضادين لفيروس كورونا والزكام الموسمي، ويكفي أن تفصل بينهما بضع ساعات فقط، دون أن يتعرض الشخص لأي مضاعفات صحية، المهم عدم تسجيل ارتفاع في درجة حرارة الجسم عند تلقي الجرعتين. ويتوقع الأخصائيون أن يكون موسم الشتاء المقبل صعبا جراء الانخفاض المرتقب في درجات الحرارة، وبحسب المتحدث فإن انتشار الفيروس المسبب للأنفلونزا سيعقد الوضع الصحي، خاصة إذا ما اجتمع الفيروسان في جسم المصاب.