كشفت مديرة الموارد المائية لولاية عنابة السيدة بريكي جميلة، عن استفادة القطاع من غلاف مالي قدره 1000 مليار سنتيم، لتهيئة وخرسنة وديان مدينة عنابة، وكذا دائرتي البوني والحجار، للقضاء على النقاط السوداء التي تشهد فيضانات بالمناطق المنخفضة. كما يسمح هذا المشروع الضخم حسب تصريح بريكي لوسائل الإعلام نهاية الأسبوع، بتسهيل تدفق مياه الأمطار نحو مصبات البحر و المجرى الكبير لواد سيبوس، وتفادي رجوع الأمواج نحو المجاري الرئيسية كما وقع في فيضانات 2019، وستمس أشغال الخرسانة المسلحة وديان الصفصاف ومصب حي الريم، واد سيبوس ومبعوجة القريب من مركب سيدار الحجار للحديد والصلب، الذي تسبب عدة مرات في فيضانات وحدات المركب وأدى لتوقفها وتعطيل سلسلة الإنتاج. واستنادا لبريكي فإنه يجري استكمال جميع المشاريع المبرمجة ضمن حماية عنابة من الفيضانات تجسيدا للمخطط الاستعجالي الذي استفادت منه عقب الطوفان الذي ضربها في جانفي 2019 على غرار الانطلاق في أشغال السد الواقي ببوحديد والمرتقب تسليمه في منتصف 2023. وأضافت بريكي بأن قطاع المواد المائية، استفاد أيضا من برنامج هام لتحسين التزويد بالمياه الصالحة للشرب، عن طريق إعادة تجديد 190 كلم من شبكة التوزيع على مستوى 10 بلديات ما يسمح لشركة الجزائرية للمياه توزيع المياه بأريحة دون انقطاع أو تذبذب، بالإضافة إلى مشروع تجديد أنبوب جر المياه إلى محطة المعالجة بالشعيبة على مسافة 8.5 كلم. وأكدت مديرة الموارد المائية، بأن تحسين خدمة التزود بالمياه الشروب، مرتبط بتجديد خط نقل المياه من الطارف إلى عنابة، وكذا القضاء على التسربات على مستوى الشبكات، حيث تشير التقديرات إلى ضياع نحو 40 بالمائة من المياه التي تنطلق من السدود باتجاه الخزانات على مستوى مختلف بلديات الولاية، ما يطرح إشكالا كبيرا في نظام توزيع المياه، حيث تحصي مؤسسة الجزائرية المياه، تزود 65 بالمائة من السكن يوميا، أما البقية فيتراوح نظام التوزيع بين يوم و 3 أيام. وأوضحت مديرة الموارد المائية بأن أسبابا أخرى تؤدي إلى تذبذب بالتوزيع بالمياه، منها انقطاع التيار الكهربائي على مستوى محطات الضخ والمعالجة، ما يعطل برنامج التوزيع بيومين، إلى جانب تخريب الشبكات من قبل مؤسسات إنجاز الأشغال العمومية والطرق، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على المياه بالأقطاب العمرانية الجديدة. و في مجال التطهير أشارت ذات المصدر، إلى إطلاق مشاريع بعدة بلديات في إطار محاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه، أغلب المشاريع ببلديتي عنابة والبوني بغلاف مالي يقدر ب 300 مليار سنتيم، خصص جزء معتبر من المبلغ لإعادة الاعتبار والتجديد لمحطات التطهير، بعضها لم تستفد من عمليات الصيانة منذ 1983. وذكرت بريكي بأن التساقط المعتبر للأمطار في الأسابيع الأخيرة، سمح بتحقيق نسبة تخزين مريحة على مستوى السدود التي تمون ولاية عنابة بالمياه، خاصة في فصل الصيف، حيث وصلت نسبة امتلاء سد مكاسة قرابة 100 بالمائة، والشافية تجاوز 60 بالمائة وهما مصدر تموين الولاية بالمياه انطلاقا من ولاية الطارف. وضمن المشاريع الإستراتيجية التي يرتقب انجازها بعنابة، شرعت السلطات المحلية في اختيار الأرضيات التي تنجز عليها الخزانات التي تستقبل إنتاج محطة تحلية مياه البحر التي ستنجز بمنطقة الدراوش وتضمن تزويد 4 ولايات بالمياه الشروب.