حقق عشية أمس، المنتخب الوطني فوزا عريضا على حساب نظيره الغاني بثلاثية نظيفة، في المقابلة الودية التي جمعت المنتخبين بملعب المدينة التعليمية بالعاصمة القطرية الدوحة، في آخر اختبار لكتيبة بلماضي، قبل التنقل إلى الكاميرون، للشروع في رحلة الدفاع عن لقبها القاري، ولو أن هذه "البروفة" أبانت عن جاهزية "الخضر" في دخول "كان 2022" في ثوب المرشح الأكبر لاعتلاء منصة التتويج، لأن العناصر الوطنية حافظت على نفس "الديناميكية"، وذلك بالتعامل الجيد مع مختلف الوضعيات التي تمر بها، مهما كانت قوة المنافس، فكان منتخب غانا "المونديالي" الضحية الجديدة لسلسلة النتائج الإيجابية للنخبة الجزائرية، في انتظار ساعة الحقيقة بعد أقل من أسبوع. المقابلة سارت منذ انطلاقتها على وقع صراع تكتيكي بين المدربين بلماضي ونظيره الصربي رايفاتس، لأن مدرب المنتخب الغاني راهن على طريقة (5 / 3 / 2)، بينما فضل الناخب الوطني الاعتماد على رباعي في وسط الميدان، مع تثبيت رباعي الدفاع في مناصبه، دون المشاركة كثيرا في العمل الهجومي، مقابل ترك الثنائي وناس وبونجاح لتفعيل القاطرة الأمامية، وهي الخيارات التي مكنت "الخضر" من إحكام سيطرتهم على منطقة الوسط، والاتخاذ منها كمصدر للخطورة في الهجوم. ولعل ما ساعد النخبة الجزائرية على كسب الرهان في معركة وسط الميدان التنسيق الكبير الذي ظهر بين زرقان وزروقي في الاسترجاع، الأمر الذي أعطى التشكيلة الكثير من التوازن، لأن ذلك أتاح الفرصة لبراهيمي وبلايلي من أجل التنويع في صنع اللعب، فكانت أولى الفرص مع حلول الدقيقة السابعة، بتمريرة بلايلي صوب بونجاح، والتي أعقبت بركنية تمكن على إثرها وناس من هز شباك الحارس الغاني نورديين، بعد عمل فردي ممتاز، تلاعب من خلاله وناس بالمدافع مانصاح على الجهة اليسرى، قبل أن يسدد في زاوية ميتة، لكن الكرة استقرت في الركن السفلي الأيسر للمرمى، رغم أن الحارس نورديين كان يتواجد في نفس الزاوية، إلا أنه فشل في التصدي للكرة. هذا الهدف المبكر زاد من حدة الصراع التكتيكي بين بلماضي ورايفاتس، غير أن استحواذ "الخضر" على منطقة وسط الميدان، حرم العناصر الغانية من إظهار مؤهلاتها الفنية الفردية، لأن الرقابة اللصيقة على المنافس كانت الخيار الذي راهن عليه بلماضي، مع التنويع في البناء الهجومي، على الرواقين، وقد كان بونجاح قريبا من مضاعفة النتيجة في مناسبتين لولا نقص التركيز. إلى ذلك فإن منتخب غانا لم يتمكن من مسايرة الإيقاع التكتيكي الذي فرضه المنتخب الوطني، خاصة في وسط الميدان، وكذا الحيطة الكبيرة في الدفاع، بدليل أن التدخل الجدي الأول للحارس مبولحي في هذا اللقاء كان بعد 40 دقيقة، بتصديه لكرة بارتاي. "فيزيونومية" اللعب تغيرت مع بداية الشوط الثاني، لأن منتخب غانا توجه صوب الهجوم، وهدد مرمى مبولحي في الدقيقة 48، بعمل فردي من إيسحاقو، الذي سدد من خارج منطقة العمليات، إلا أن مبولحي تألق في إبعاد الكرة إلى الركنية، ليتكرر نفس المشهد في الدقيقة 61، لما تخلص إيسحاقو من الرقابة على مستوى الجهة اليسرى، غير أن تسديدته القوية وجدت الحارس مبولحي، الذي قطع طريقها إلى الشباك. خيارات بلماضي تنوعت في التغييرات التي قام بها، بعدما أقحم كلا من سليماني، بن رحمة، بولاية وبن ناصر، لأن ذلك حرر عطال، وجعله ينتقل إلى دوره المعتاد، بالمساهمة الكبيرة في صنع الهجمات، وهو الأمر الذي مكن "الخضر" من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 74، بعد عمل جماعي في الرواق الأيمن، أنهاه عطال بفتحة عرضية، أخطأ المدافع الغاني جونثان مانصاح في التعامل معها، فأسكن الكرة من خلالها بالخطأ في مرمى زميله أتيزيغي. النزعة الهجومية للعناصر الوطنية تواصلت، وكان الرواق الأيمن مصدر الخطر، في وجود بولاية، بن رحمة وعطال، لينجح سليماني في إثقال فاتورة المنتخب الغاني بهدف ثالث في الدقيقة 78، بعد استغلاله سوء تعامل الحارس أتيزيغي مع كرة بن رحمة، ليودع الكرة بكل سهولة في عمق الشباك، بينما لم تشهد باقي الدقائق الشيء الكثير، قبل أن يطلق الحكم سعود العنبة صافرة النهاية بفوز منطقي وعريض لبطل القارة، قبل أيام قليلة من انطلاقه في رحلة الدفاع عن تاجه الإفريقي.