أعطى، أمس، والي عنابة جمال الدين بريمي، إشارة دخول الغاز الطبيعي حيز الخدمة، بتجمعات سكنية نائية تابعة لبلديتي الشرفة و العلمة، على غرار مشتتي كرماديو و سيدي حامد، ما سمح لسكان هذه المناطق بالتخلص من الاعتماد على غاز البوتان و ندرته و ارتفاع سعره في فصل الشتاء، معتبرين استفادتهم من الغاز الطبيعي بالحلم الذي تحقق بفضل جهود الدولة في إطار التكفل بمناطق الظل. و حسب السلطات المحلية، فقد تم استكمال مشروع تزويد عدة مناطق بغاز المدينة، بعد رفع العراقيل التي كانت موجودة و التي حالت دون استكمال الأشغال، منها تجميد الاعتمادات المالية في السنتين الماضيتين بالنسبة لبلديتي الشرفة و العلمة و مع رفع التجميد، استكملت المشاريع و تم ربط سكان المواطنين بشبكة الغاز الطبيعي، باستغلال مرور الشبكة على المشاتي و القرى، بحيث يستفيدون من استغلال هذه المادة الحيوية في التدفئة شتاء، ضمن الجهود التي تبذلها الدولة للتكفل بمناطق الظل. كما استفادت بلدية شطايبي و التجمعات الريفية التابعة لها من غاز المدينة، بعد إعادة بعث المشروع و حل المشاكل التي كانت مطروحة، منها تخلي شركة الإنجاز عن الورشة و اعتراض سكان المنطقة و المواطنين على مرور الأنابيب بأراضيهم الخاصة، حيث بقي المشروع يراوح مكانه منذ 2015 و توقفت وتيرة الإنجاز في حدود 13 بالمائة، كما واجه المشرفون على المشروع صعوبة في التضاريس و بعد منطقة شطايبي على الشبكة الرئيسية التي تزود ولاية عنابة بالغاز الطبيعي، لتتدخل شركة سونلغاز بتوصيات من السلطات المركزية، لبعث المشروع من جديد و استكماله في ظرف قياسي، حيث استفادت مئات العائلات من الغاز الطبيعي بعد سنوات من الانتظار . و استنادا لمصادرنا، فقد عرفت مشاريع ربط البلديات النائية بشبكة الغاز عبر إقليم الولاية، تقدما ملحوظا في إطار البرنامج الخماسي، حيث يجري استكمال تنفيذه من أجل الرفع من نسبة الربط على مستوى الولاية و التي بلغت نسبة التغطية بها 82 بالمائة و في إطار نفس البرنامج التنموي، يجري إتمام أشغال ربط بلديات التريعات، العلمة، الشرفة و برحال بالشبكة و سترتفع نسبة الربط الحالية مع انتهاء المشاريع الجاري إنجازها إلى حوالي 93 بالمائة، فيما رفعت الوحدة الجهوية لتعبئة قارورات غاز البوتان ببلدية برحال في عنابة، وتيرة الإنتاج تحسبا لارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية، مع الانخفاض الكبير في درجة الحرارة الناجمة عن التقلبات الجوية و سقوط الثلوج على المرتفعات.و حسب مسؤولي الوحدة الجهوية لتعبئة قارورات غاز البوتان التابعة لمؤسسة نفطال، فقد سجلت مصالحهم ارتفاعا ملحوظا للطلب في الفترة الأخيرة، حيث كثفت وتيرة العمل بالعودة إلى نظام المناوبة، لتحقيق مخزون يغطي احتياجات المناطق النائية و الجبلية بالولايات الشرقية المجاورة التي لم تصلها شبكة غاز المدينة. و وضعت الوحدة برنامجا مكثفا لتفادي وقوع أي ندرة في حال تواصل الاضطراب الجوي المصحوب بموجة البرد و تساقط الثلوج على المرتفعات و ذلك استجابة لطلبات الموزعين الخواص و أصحاب محطات البنزين التي توجد بها نقاط بيع غاز البوتان، بسبب الاستهلاك المتزايد لهذه المادة الحيوية، التي تستخدم في التدفئة و الطهي بالمناطق النائية و الأحياء التي لم يتم ربطها بغاز المدينة. و حسب مصدرنا، فإن الوحدة ستعمل على الرفع من حجم الإنتاج إلى حد أقصى في الأيام المقبلة، بحيث تصل إلى تعبئة نحو 1600 قارورة يوميا. كما أوردت ذات المصادر، بأن التغطية المرتفعة في الولايات الكبرى بغاز المدينة، على غرار عنابة الذي تقارب نسبتها 82 بالمائة، لا يعكس في الواقع حجم الطلب الذي يكون من المفترض منخفضا، بالمقارنة مع النسبة المذكورة، بسبب العدد الكبير للبيوت الفوضوية و القصديرية و كذا الحصص السكنية التي وزعت مؤخرا و لا تتوفر على غاز المدينة. و تعمل شركة سونلغاز على مد شبكات الطاقة من كهرباء و غاز، على مستوى الأقطاب العمرانية الجديدة، منها مدينة ذراع الريش التي استفادت من مشروع إنجاز أربعة محولات كهربائية ذات الضغط المرتفع و مركز لتوزيع الغاز الطبيعي و قد شارفت أشغال توصيلات الكهرباء و الغاز على الانتهاء، بهدف توفير الطاقة بشكل كامل لنحو 300 ألف ساكن بالمدينة خلال السنوات القادمة.