أكد، وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أول أمس من عين مليلة بأم البواقي، أن العمل المشترك مع الطرف الفرنسي حول ملفات الذاكرة متواصل عبر اللجان المنصبة بهذا الخصوص، للتباحث حول جميع الجوانب، مشيرا بأنه لا تنازل في هذا المجال، فيما أوضح أن اللجنة المنصبة بين وزارته و وزارة الثقافة والفنون أنهت عملها ورفعت التحفظات حول فيلم الشهيد العربي بن مهيدي، مشيرا إلى أن قطاعه لا يتسامح مع أيّ عمل سينمائي يمس بالشخصيات التاريخية ورموز الثورة معتبرا ذلك خطا أحمرَ. وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، وخلال إشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى 65 لاستشهاد البطل الرمز العربي بن مهيدي بمدينة عين مليلة، أوضح بأن نوعية العلاقات مع الإدارة الفرنسية حول ملفات الذاكرة تتجه في مسارها السليم، وهو المسار الذي يجب أن تكون عليه العلاقات، من خلال دراسة الملفات المطروحة في إطارها، و «هذا الإطار يتمثل في اللجان المشتركة، التي تعكف اليوم على دراسة ملفات الذاكرة، والكثير من الأشياء تم تحقيقها، على غرار القرار التاريخي لرئيس الجمهورية المتمثل في استرجاع جماجم الشهداء، وهذا مكسب مهم ورائع، ولا تزال بعض العمليات متواصلة و منها مسألة الأرشيف الوطني، وكلها عناصر ستتم دراستها باستيفاء كل شروطها». وأضاف الوزير أن الجزائريين «لن يتنازلوا عن ذاكرتهم ويستحيل ذلك، وهذا هو المنطلق والمبدأ، في أي كلام أو حوار متعلق بالذاكرة الوطنية، وعمل اللجان في هذا المجال يسير بشكل طبيعي، ومن المنتظر أن تعقد في قادم الأيام جلسات على مستوى اللجان المنصبة في هذا المجال سواء بوزارة الخارجية أو بوزارة المجاهدين، وستُستوفى الدراسة في كل المجالات، وتشمل جميع عناصر الذاكرة الوطنية على غرار الأرشيف وجماجم الشهداء وملف المنفيين والتفجيرات النووية وهي جميعا محاور الدراسة في برنامج عمل اللجان». وبخصوص المراحل التي بلغها فيلم الشهيد العربي بن مهيدي، أوضح الوزير أنه وعند الحديث عن أبطال المقاومة الشعبية ورموز الحركة الوطنية وقادة الثورة التحريرية بما فيهم الشهيد العربي بن مهيدي، «لابد من الحديث بمسؤولية، و عند تدارس هذه الشخصيات من خلال إحياء ذكراها، وجب الإلمام بهذه الشخصيات، التي يصعب الإلمام بها في فيلم أو عمل سينمائي أو وثائقي» . وعرّج الوزير في حديثه عن المراحل التي بلغها فيلم الشهيد العربي بن مهيدي، مبينا بأن اللجنة المنصبة من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ووزارة الثقافة والفنون، أنهت دراستها لكل التحفظات التي كانت مطروحة حول هذا الفيلم. وأكد العيد ربيقة، بأنه لن يكون هناك تسامح فيما يخص المساس بشخصية العربي بن مهيدي، لأن «الأمر يتعلق بمسؤولية تاريخية، تهدف للحفاظ على الصورة النمطية التي نقلها الجزائريون حول هذه الشخصية»، مشيرا بأنه وجب أن تبقى شخصيات رموز الثورة في المستوى الذي بلغته و «لن يتسامح قطاع المجاهدين مع هذه المسألة». وأضاف المتحدث بأن اللجنة المكلفة برفع التحفظات، أنهت عملها في انتظار ضبط العمل النهائي، وهو الذي تقدمه الشركة التنفيذية المكلفة بإنجاز الفيلم، وأشار الوزير بأنه يتمنى أن يقدم الفيلم للعرض هذه السنة، التي تتزامن وإحياء الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، و «هي فضاء رائع لعرض الفيلم الذي طال انتظاره»، مضيفا بأن هناك الكثير من الأعمال السمعية البصرية المسطرة في هذا البرنامج. وعن تحويل منزل عائلة الشهيد العربي بن مهيدي بدوار لكواهي بعين مليلة إلى متحف، أوضح الوزير بأن قطاعه يتبنى سياسة واستراتيجية وطنية تتعلق بموضوع تحويل سكنات رموز الثورة لمتاحف مفتوحة أمام الجمهور، موضحا بأنها سياسة نابعة من برنامج عمل الحكومة، ويتضمن البرنامج تحديد مسارات تاريخية سياحية لكل المعالم التاريخية الهامة في الجزائر. وأشار الوزير أن من بين هذه المعالم المعلم التاريخي الذي نشأ وترعرع فيه الشهيد العربي بن مهيدي، وعملية تحديد المسارات مستمرة، والهدف الأسمى منها هو التعريف بالشخصية الثورية وإبراز القيم والفضائل التي تميزها.