نجح صاحب مستثمرة فلاحية من بلدية بني بشير بولاية سكيكدة، في إنتاج فاكهة التنين بالشراكة مع شركة صينية، في أول تجربة على مستوى الوطن، ما فتح آفاقا لتوسيع زراعة هذه الفاكهة غالية الثمن و الشروع في تصديرها قريبا إلى تونس و تسويقها في العاصمة و جلب أصناف أخرى جديدة من الخضر و الفواكه من الصين و زرعها في المستثمرة، ما من شأنه المساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد، في إطار تنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات. النصر زارت المستثمرة المتواجدة قرب بلدية بني بشير، أين استقبلنا صاحبها صالح لعبيدي و تحدث إلينا حول هذه التجربة التي قال بأنها الأولى على المستوى الوطني و تجسدت قبل ثلاث سنوات بالشراكة مع صينيين، قدموا إلى سكيكدة من خلال شركة كانت تبحث عن فلاح لتجسيد المشروع، فعرضت عليه الفكرة و تم بعد ذلك القيام بالإجراءات القانونية و الإدارية مع مديرية المصالح الفلاحية وغرفة الفلاحة بتنفيذ المشروع على أرض الواقع، حيث تمت زراعة الشتلات داخل بيت بلاستيكي واحد، بعد أن تم جلبها من الصين و قد كللت بالنجاح و أعطت نتائج باهرة في عامها الأول و في السنة الثانية لما تمت ملاحظة كون التجربة نجحت و أعطت نتائج مرضية و كذا تأقلم الشتلات جيدا مع الأرضية و المناخ، شجعنا ذلك على حد قول المتحدث و دفعنا إلى الاتصال بمديرية المصالح الفلاحية لتقديم يد المساعدة لتوسيع التجربة على كامل مساحة مزرعة تتربع على 2.5 هكتار، بمجمل 35 بيتا بلاستيكيا . و أضاف المتحدث، بأن الأصل في فكرة هذا المشروع، هو أن الصينيين و أثناء تواجدهم في الجزائر، لاحظوا خلال تجولهم في الأسواق توفر حوالي 30 صنفا فقط من الفواكه و هذا ما دفعهم لتنفيذ فكرة المشروع و تجسيده على أرض الواقع، مضيفا بأن هذه المساحة قليلة جدا مقارنة بما يطمحون إليه، حيث، يسعى، مثلما قال، لتعميم زراعة هذه الفاكهة على مستوى إقليم الولاية و كامل ولايات القطر الوطني، بهدف التخفيض من سعرها في السوق، حيث يتراوح حاليا ثمن الكلغ الواحد في العاصمة ب2500 دج، لكن بتوسيع زراعتها، يسعى المستثمر لتخفيضه إلى حدود 500 دج، ليكون في متناول فئة واسعة من المجتمع. و ذكر المتحدث، أن هذا النوع من الفاكهة يعطي الثمار في ظرف ستة أشهر فقط من زراعتها و كل ما مرت عليها السنوات، تزداد مردوديتها أكثر، فمثلا في السنة الثانية من زراعتها، كان المرود قليلا، بينما في السنة الثالثة ارتفع ليبلغ 1500 كلغ في البيت البلاستيكي الواحد، كما أن شجرة هذه الفاكهة تعيش لمدة 20 سنة و لا يمكن تغييرها طيلة هذه المدة. و تحتاج شجرة الفاكهة لأرض مخصبة بالأسمدة و المواد العضوية و يتم الاعتماد في سقيها على أنظمة التقطير، مضيفا بأن هناك محادثات مع الجانب الصيني، لإدخال أصناف أخرى من الخضر و الفواكه و ننتظر فقط تحسن الوضعية الصحية و فتح الأجواء للطيران و إذا ما نجحت العملية، سيتم توسيعها إلى أصناف كثيرة و متعددة و لعل ما شجع الصينيين على توسيع المشروع هو نجاعته من الناحية الاقتصادية، حيث من المنتظر أن يدر أموالا بالعملة الصعبة و هنا تطرق للجانب المتعلق بالتسويق، حيث وصلتهم طلبات من تجار من العاصمة لشراء المنتوج ، كما وصلتهم اتصالات من متعاملين اقتصاديين من تونس، حيث أبدوا استعدادهم لشراء كامل المنتوج الموسم الحالي و ضمن هذا السياق، أضاف المتحدث، بأن الآفاق المسطرة هو توسيع زراعة هذه الفاكهة عبر الوطن، خاصة و أن العمال الحاليين، تلقوا تكوينا مؤهلا، وأصبحوا قادرين على نقل خبراتهم إلى ولايات أخرى من الوطن، بهدف التخفيض من سعر هذه الفاكهة التي تعد أغلى فاكهة في العالم و يبلغ ثمن الكلغ الواحد مثلا في العاصمة، 2500 دج و سنعمل على تخفيضه مستقبلا، ليصل إلى 500 دج، مناشدا في هذا الإطار الدولة لتقديم يد المساعدة و منح أراض لتوسيع زراعة هذه الشعبة من الفاكهة، واعدا بزراعتها في أسرع وقت. من جانب آخر، تحدث مدير المستثمرة عن الفوائد الكبيرة لهذه الفاكهة، فهي مفيدة، حسبه، لعدة أمراض و منها السكري، الضغط الدموي، القلب، أمراض الجلد، تساقط الشعر و هذا وفق نتائج الأبحاث في أمريكا و أوروبا و هنا تكمن أهمية هذه الفاكهة.من جهتها مصالح مديرية الفلاحة، ثمنت هذه التجربة و وعدت بتقديم كل الدعم لهذه الشراكة التي من شأنها أن تساهم في التنمية الفلاحية و الاقتصادية للبلاد.