من المنتظر أن ينتهج الناخب الوطني جمال بلماضي، أسلوبا تكتيكيا جديدا، مقارنة بلقاء الذهاب الذي لعبه بفكر مغاير عما عودنا عليه منذ إشرافه على العارضة الفنية عام 2018، حيث تشير كل المعطيات أن مدرب الخضر سيعود بنسبة كبيرة جدا إلى فلسفته السابقة من خلال الاعتماد على خطة 4 /3/3، خاصة وأن نتيجة الذهاب غير مطمئنة، رغم الأسبقية الكبيرة التي منحتها لرفاق محرز. بلماضي الذي كانت خياراته التكتيكية صائبة بملعب جابوما، خاصة وأنها كبحت جماح الأسود، لن يخوض مباراة تشاكر بنفس الأسلوب، كونه يود التحكم بمجريات اللعب، وحرمان المنافس من الكرة، ما سيقلل من خطورته أمام المرمى، ولن يكون بمقدور الناخب الوطني الوصول إلى مبتغاه دون إعادة النظر في الرسم التكتيكي، حيث سيكتفي بلاعبين في محور الدفاع، على أن يضيف لاعبا إلى وسط الميدان الذي سيكون مشكلا من مسترجع ولاعبين في المساعدة والتنشيط، مع التأكيد على الأدوار الدفاعية للثنائي رياض محرز ويوسف بلايلي. وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن بلماضي، قد اتفق مع عناصره خلال تربص مالابو على اللعب بخطتين مغايرتين، الأولى حذرة، وترتكز على تحصين الخطوط الخلفية، مع مباغتة المنافس من أول فرصة، وهو ما حصل في لقاء أمس الأول، على أن تخوض التشكيلة الوطنية موقعة الإياب بفكر هجومي، مع عدم تناسي الأدوار الدفاعية، وهذا من خلال الاعتماد على خمسة لاعبين في وسط الميدان، لاعب في الاسترجاع، يحظى بمساعدة اثنين آخرين متقدمين، بينما يكون محرز وبلايلي بنفس الأدوار، التي أظهراها في نهائيات كان مصر 2019. ولن تكون مأمورية الناخب الوطني في لقاء الإياب سهلة، رغم التقدم في النتيجة في لقاء دوالا، كونه سيحاول إيجاد بديل لرامي بن سبعيني كمدافع أيسر، وقد يلجأ إلى خيار توبة، كونه أفضل من الناحية الدفاعية من زميله لعوافي، كما أنه يتفوق عليه من حيث الانسجام مع بقية الزملاء، مقارنة بلاعب النجم الساحلي، الذي يخوض تربصه الأول مع المنتخب الوطني، على أن يتم سحب بدران بنسبة كبيرة جدا من قلب الدفاع، خاصة مع العودة القوية لبلعمري الذي كان موفقا في الحد من خطورة نجم بايرن ميونيخ الألماني تشوبو موتينغ، على أن يكون الوسط مشكلا من قديورة وبن ناصر وفغولي، ولو أن الدخول الموفق لبن دبكة قد يدفع الناخب الوطني للتعويل عليه، سيما وأنه كان المرشح الأبرز للعب لقاء الذهاب، قبل أن يستقر بلماضي على خيار زروقي الذي مر جانبا وقدم لقاء متوسطا. هذا، وقد يحتفظ مدرب الخضر بلاعب النجم الساحلي حسين بن عيادة بنسبة كبيرة كأساسي، بالموازاة مع المردود الرائع الذي قدمه في لقاء جابوما، حيث نجح في فرض رقابة لصيقة على الخطير إيكامبي، كما أنه لعب ببرودة أعصاب كبيرة، جعلت الجماهير الجزائرية تمنحه امتياز التفوق على يوسف عطال. وسيحافظ بلماضي على ثلاثي الخط الأمامي بلايلي ومحرز وسليماني، ويراهن على نجم السيتي، الذي كان غائبا في جابوما، بسبب الخطة الدفاعية، وسيكون محرز مطالبا بصنع الفارق، خاصة مع جودة أرضية تشاكر، في الوقت الذي تأمل الجماهير الجزائرية أن يواصل سليماني هوايته المفضلة، وهو الذي يتطلع لضرب عدة عصافير بحجر واحد، بداية بقيادة الخضر لإنجاز جديد بعد ذلك الذي حققه في مونديال البرازيل، كونه كان صاحب هدف التأهل للدور الثاني، كما يطمح للابتعاد في صدارة هدافي الخضر، دون نسيان تكسير رقم الأسطورة ديديي دروغبا، كأفضل هداف في تصفيات المونديال الخاصة بالمنطقة الإفريقية.