في "سيناريو" قاتل الخضر يفشلون في التأهل إلى مونديال قطر فشل سهرة أمس المنتخب الجزائري في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى النسخة 22 من نهائيات كأس العالم، وذلك بعد انهزامه أمام نظيره الكاميروني في إياب الدور الفاصل من التصفيات، في مقابلة سارت على وقع "سيناريو" قاتل، لأن وقتها الرسمي انتهى لصالح الكاميرونيين، لكن الثواني الأخيرة كانت "دراماتيكية"، على اعتبار أن توبة سجل هدفا فجر فرحة الجزائريين، لكن الموازين انقلبت، والفرحة تحولت إلى "كابوس" في آخر ثانية، بهدف إيكامبي، الذي قطع طريق "الخضر" إلى مونديال قطر، وحرمهم من المشاركة الخامسة في العرس العالمي، كما أن هذه "النكسة" كبدت النخبة الوطنية أول هزيمة في ملعب تشاكر بالبليدة بعد 14 سنة، وبعد 45 مباراة دون انهزام. المقابلة، وعلى عكس موقعة الذهاب، كانت مفتوحة منذ الوهلة الأولى، وذلك بتوجه العناصر الوطنية مباشرة صوب الهجوم، سعيا للنيل مبكرا من مرمى الحارس الكاميروني أونانا، وقد كان سليماني قريبا من الوصول إلى المبتغى عند الدقيقة الثانية، بعدما تلقى تمريرة من بلايلي، إلا أنه لم يحسن مراقبة الكرة. دخول "الخضر" مباشرة في صلب الموضوع بنزعة هجومية قابلة منتخب الكاميرون بطريقة دفاعية، ووضع محرز وبلايلي تحت الرقابة اللصيقة، مع الاعتماد على المرتدات الهجومية السريعة، بالمراهنة على الثنائي تشوبو موتينغ وإيكامبي، الأمر الذي أجبر رباعي الدفاع الجزائري على توخي الحيطة والحذر، ولو أن عطال وبن عيادة كان لهما نشاط على الرواقين بالمساهمة في التنشيط الهجومي من حين لآخر. تحكم النخبة الوطنية في منطقة وسط الميدان كان بحاجة إلى هدف سبق، لتخليص محرز ورفاقه من الضغط النفسي الرهيب، لأن المنتخب الكاميروني كسب مع مرور الدقائق المزيد من الثقة في النفس والامكانيات، وقد كانت له أولى المحاولات الهجومية بعد 21 دقيقة، والتي كانت من ركنية على الجهة اليمنى، أساء الحارس مبولحي على إثرها تقدير مسار الكرة، ففلتت من بين يديه، بعد احتكاك مع زميله ماندي، لتعود الكرة إلى المهاجم الكاميروني تشوبو موتينغ، فأسكن الكرة في عمق الشباك، وهو الهدف الذي كان مباغتا، وعكس مجريات اللعب، وقد احتجت العناصر الوطنية على شرعيته، بداعي تعرض ماندي لدفع من اللاعب الكاميروني طاوامبا، مما تسبب في إفقاد الحارس مبولحي توازنه، لكن الحكم الغامبي باكاري غاساما أصر على احتساب الهدف، دون الاحتكام إلى غرفة "الفار" للتأكد من القرار المتخذ. هذا الهدف غيّر كلية من "فيزيونومية" اللعب، لأن العناصر الوطنية حاولت الرد بسرعة، وقد كانت الفرصة مواتية عند الدقيقة 28، لما استغل سليماني سوء مراقبة المدافع الكاميروني كاستيليتو للكرة، ليقدم تمريرة على طبق إلى زميله بلايلي، الذي كان متحررا من المراقبة على مستوى القائم الثاني، إلا أنه فشل في تعديل النتيجة بطريقة غريبة، لأن تسديدته جانبت القائم الأيمن للمرمى، رغم تواجده وحيدا أمام المرمى. الثلث الأخير من الشوط الأول شهد احتجاجات كثيرة للعناصر الوطنية على الحكم باكاري غاساما، خاصة بعد مطالبة بلايلي بضربة جزاء في مناسبتين، كانت إحداها شرعية، في الدقيقة 38، لما تعرض لعرقلة من المدافع كولينز داخل منطقة العمليات، لكن الحكم الغامبي أمر بمواصلة اللعب دون استشارة الطاقم المتواجد في قاعة "الفيديو"، والأمر ذاته تكرر بعد اصطدام الكرة بيد المدافع الكاميروني أويونغو، إثر رأسية سليماني، غير أن غاساما تمسك بقراره، بعيدا عن موقف طاقم "الفار". المرحلة الثانية كانت عبارة عن صراع تكتيكي بين المدربين بلماضي وسونغ، وذلك بالسعي للتحكم في منطقة وسط الميدان، لأن المنتخب الكاميروني لم يتراجع إلى الدفاع، وحاول فرض ضغط بجدار متقدم على العناصر الوطنية، لتكون الفرصة التي صنعها محرز بعمل فردي في الدقيقة 55 بمثابة أول انذار جدي للمنافس في هذا الشوط، وذلك بتسديد قوية من على مشارف منطقة العمليات، لكن أونانا وظف كامل خبرته ورشاقته لإنقاذ مرماه من هدف محقق، وهي الفرصة التي أعقبت بمحاولة أخرى، إثر رأسية بدران، التي اعتلت العارضة الأفقية لمرمى المنتخب الكاميروني، لتكون بعدها فرصة ثمينة لسليماني، الذي سدد بقوة، إلا أن أونانا تصدى بصعوبة كبيرة على مرتين. احتكام الحكم غاساما إلى "الفار" كان بعد أزيد من ساعة من زمن اللقاء، وذلك عند رفضه هدفا سجله سليماني، وقد أظهرت الغرفة التقنية بأن هداف "الخضر" كان متقدما على الدفاع الكاميروني عند انطلاق الكرة، لتمر بعدها التشكيلة الجزائرية بفترة فراغ، انخفض فيها المردود الجماعي، مما فسح المجال أمام "الأسود" لإحكام سيطرتها على منطقة وسط الميدان، والتوجه صوب الهجوم، مع نقل الخطر إلى مرمى الحارس مبولحي، الذي كان له تدخل ساخن جدا في الدقيقة 67، لما تصدى لرأسية طاوامبا ببراعة، لتعود الكرة إلى المهاجم الكاميروني هونغلا، إلا أن مبولحي لعب مرة أخرى دور "المنقذ". تراجع آداء "الخضر" دفع بالناخب الوطني بلماضي إلى إقحام بن دبكة بديلا لزروقي، في محاولة لإعادة التوازن لخط الوسط، ولو أن المدرب الكاميروني سونغ قابل هذا التغيير بخيار تكتيكي مماثل، بالمراهنة على مالونغ كورقة إضافية في الاسترجاع الدفاعي، سيما وأن محرز اعتمد على التسديد من بعيد كواحد من الحلول، لكن أونانا تصدى في عدة مناسبات، ليطالب سليماني بضربة جزاء، بعد الدفع الذي تعرض له داخل منطقة العلميات في الدقيقة 85، غير أن غاساما أمر بمواصلة اللعب، ليطلق بعدها ببضعة دقائق صفارة نهاية الوقت الرسمي بتفوق الكاميرون، مما أجبر المنتخبين على الاحتكام إلى شوطين إضافيين وفقا لنظام التصفيات. بداية الحصة الإضافية الأولى كانت بنزعة هجومية كبيرة للنخبة الوطنية، وقد كانت أولى الفرص في الدقيقة 94، بعد فتحة بن عيادة باتجاه سليماني، الذي اعتلت رأسيته العارضة الأفقية بقليل، ليقوم بعدها بلماضي بتغيير تكتيكي، تمثل في إقحام توبة بديلا لعطال، وهو "الكوتشينغ" الذي كلل بهدف صنعه توبة من أول كرة لمسها، حيث قدم تمريرة على طبق إلى سليماني، الذي أسكن الكرة برأسية في عمق شباك أونانا، بنفس "سيناريو" هدف لقاء الذهاب، ليفجر فرحة عارمة في المدرجات، إلا أن العناصر الكاميرونية احتجت، وضغطها دفع بالحكم غاساما إلى التوجه إلى "الفار" ومشاهدة اللقطة في الفيديو، ليقرر إلغاء الهدف، حجته في ذلك أن سليماني لمس الكرة بيده قبل التسجيل. الشوط الإضافي الثاني استهله "الخضر" بضغط هجومي مكثف، وكاد بن ناصر أن يصل إلى المبتغى بصاروخية من مشارف منطقة العمليات، غير أن الحارس أونانا تصدى ببراعة، قبل أن يراهن بلماضي على خدمات غزال لتفعيل خط الهجوم، في ظل انهيار العناصر الكاميرونية من الناحية البدنية، ليكون هذا "الكوتشينغ" ناجحا، حيث أن غزال تولى تنفيذ ركنية، استقبلها توبة برأسية محكمة أسكنها في عمق شباك أونانا، وكان ذلك في الدقيقة 119، لتنفجر مدرجات تشاكر، ومعها كل الجزائر، لكن هذه الفرحة لم تكتمل، لأن الوقت بدل الضائع شهد "سيناريو" دراماتيكي، بعد نجاح منتخب الكاميرون في تعديل النتيجة عن طريق إيكامبي، بعدما استغل سوء تموقع محور الدفاع ليسكن الكرة في شباك مبولحي، ليسرق فرحة الجزائريين. صالح فرطاس بلماضي ولاعبوه بالدموع خلف الإقصاء المرير الذي تكبده المنتخب الوطني أمام نظيره الكاميروني، في الوقت بدل الضائع حالة حزن شديد لدى أعضاء الطاقم الفني واللاعبين، إلى درجة أن الناخب الوطني جمال بلماضي لم يتوقف عن ذرف الدموع، في ظل تأثره الكبير بهذه الانتكاسة، خاصة وأنه كان يمني النفس في قيادة هذا الجيل الذهبي للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، التي لطالما حلم بالتواجد بها كمدرب، بعد أن فشل في تحقيق ذلك كلاعب. وخيمت حالة من الحزن الشديد بملعب الشهيد مصطفى تشاكر، بعد الهدف القاتل للاعب طوكو إيكامبي، حيث ذرف الجميع الدموع دون استثناء، فيما ظل البعض الآخر مستلقيا فوق أرضية الملعب دون حراك لهول الصدمة، التي أضاعت على المنتخب الوطني فرصة التواجد في أول مونديال عربي. ورغم محاولات بعض المسؤولين في الاتحاد الجزائري لكرة القدم، التقليل من وطأ الصدمة، إلا أنه لا أحد كان قادرا على استيعاب ما حدث أمام الأسود غير المروضة، كونها قد حرمت محرز ورفاقه من فرصة التألق بالأراضي القطرية. سمير – ك 30 ثانية تجهض حلم شعب وجيل حطمت سهرة أمس، صافرة الحكم الغامبي بكاري غاساما التي أعلنت نهاية مواجهة المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني بتفوق منتخب «الأسود الجموحة» بهدفين مقابل هدف وحيد، حلم 45 مليون جزائري في بلوغ المونديال، وحولت فرحة منتخب ومن خلفه شعب كامل، وقف إلى جانب منتخبه طيلة السنوات الماضية، على أمل التواجد في قطر شهر نوفمبر المقبل، إلى حزن وأسى على عدم النجاح في تسيير مدة زمنية قدرها 30 ثانية فقط، كانت كافية لنسج سيناريو هيتشكوكي، غيّر بوصلة التأشيرة، وطار بها من ملعب البليدة ومعه ساحات مختلف مدن الجزائر، التي كانت تستعد لبدء الاحتفالات، إلى العاصمة ياوندي وبقية المدن الكاميرونية. غياب الجزائر عن ثاني مونديال على التوالي، كان بطريقة جد دراماتيكية، وترسم في دقائق الوقت البديل من مباراة إياب الدور التصفوي الأخير، حيث وبعدما كانت التأشيرة تسير إلى الحسم بركلات الترجيح، باحتساب النتيجة الفنية للقاء الذهاب ومعها النتيجة التي كانت مسجلة عند الدقيقة 117، من الوقت الإضافي، ظهر المدافع أحمد توبة في ثاني مشاركة مع الخضر ومنح الجزائر هدفا عادل النتيجة الوقتية في ملعب تشاكر ورجح كفة أشبال بلماضي، غير أن آخر 4 دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع كانت كافية لتجهض الحلم في لحظة فقدت فيها عناصرنا الوطنية التركيز، مانحة فرصة من ذهب لإيكامبي أحسن استغلالها موقعا هدفا ثانيا غيّر هوية منتخب البلد الخامس الذي سيمثل القارة السمراء في المونديال العربي». خيبة عدم بلوغ المونديال، كانت كبيرة قياسا بسيناريو «الضياع»، وأكثر إيلاما لهذا الجيل، الذي كان يتطلع لختام مشواره الذهبي بتمثيل الجزائر في أكبر محفل عالمي للكرة المستديرة، غير أن «القدر» ومعه بعض التوابل، منها الفنية التي يسأل عنها الناخب الوطني وأخرى إدارية تتحملها الفاف، التي لم تستطع حماية الخضر من خبث ومكر الغامبي غاساما ومعه المتحكمين في دواليب الكاف ولجنة التحكيم على مستوى الهيئة القارية. كريم - ك الحكم غاساما حرمنا من المونديال نجح حكم مباراة المنتخب الوطني والمنتخب الكاميروني الغامبي باكاري غاساما في تنفيذ مخططه بإحكام، عندما حرم الخضر من التواجد في مونديال قطر، بفعل قراراته المثيرة للجدل، أين ألغى هدف المهاجم إسلام سليماني في الشوط الإضافي الأول، بعد العودة لتقنية «الفار»، رغم أن لاعبي المنافس لم يقوموا بأي ردة فعل، بل على العكس تماما، حارس الأسود غير المروضة، عاتب رفاقه على سوء مراقبة هداف المنتخب الوطني. وأثار أداء الحكم غاساما سخط الأنصار ورفقاء القائد رياض محرز، بدليل أنهم احتجوا على قرارات الحكم الغامبي، في أكثر من مناسبة، خاصة في الشوط الأول، عندما طالب أشبال بلماضي بضربتي جزاء على إثر سقوط المهاجم يوسف بلايلي، لكن غاساما لم يكلف نفسه عناء التوجه إلى شاشة «الفار» من أجل التأكد من صحتهما من عدمه، على عكس ما قام به في هدف سليماني الملغى. وفي السياق ذاته، كانت مخاوف أنصار المنتخب الوطني من حكم لقاء الذهاب جوشوا بوندو، الذي يمتلك سوابق مع رفقاء محرز، لكن الحكم البوتسواني أدار لقاء الذهاب باقتدار على عكس الحكم غاساما الذي «ذبح» الخضر وحرمهم من المشاركة في المونديال لخامس مرة في التاريخ.