المطربة السعودية وعد تحمل الأرض الطيبة و عبدو درياسة يردد أغاني والده رغم أن الجمهور لم يحضر بنفس أعداد السهرتين السابقتين ، غير أن الليلة التاسعة كانت طربية و ممتعة ،ميزتها إطلالة الفنانة السعودية وعد التي حظيت باستقبال رائع من طرف الساهرين الذين أبوا إلا أن يحيوا أول مطربة سعودية تحضر لكويكول بتصفيقات حارة ، ردت عليها بباقة غنائية رائعة لقيت تجاوبا كبيرا داخل المسرح ، خاصة وأنها ليست وجها غريبا عنهم وقد سبق وأن تعرفوا عليها من خلال العديد من الفضائيات العربية كفنانة ومذيعة أيضا. و هي الأجواء العامة للسهرة التي ساعدت الفنانة السعودية على التألق أكثر، خاصة وقد جاءت فقرتها الغنائية محملة بالتراث السعودي الذي اختارت منه و بذكاء كبير كل ما هو طربي و أصيل و معبر، سواء من حيث الموسيقى أو الكلمات. كما تألقت الفرقة المرافقة لها هي الأخرى بما قدمته من معزوفات جماعية و وصلات موسيقية من التراث السعودي الذي يعتمد أكثر على البندير و الطبل ، الذي ألهب السهرة وحول المكان إلى فرجة حقيقية ، صنعتها لوحات رقص الجمهور على جنبات الساحة التي تجاوبت في أكثر من مقطع مع الفنانة وعد التي تمكنت من الوصول إلى قلوب الساهرين وكانت خير سفيرة للأغنية السعودية العصرية التي تم تحديث جملها الموسيقية بما تم إضافته من آلات عصرية أعطت و أضافت الكثير لهذا اللون الخليجي . و بين قطعة أو أغنية و أخرى تستغل الفنانة الفرصة للتعبير عن سعادتها الكبيرة بهذه المشاركة التي اعتبرتها خاصة جدا بكل مقاييس التميز. و هي نفس الأجواء التي صنعها النجم الثاني في السهرة عبدو درياسة الذي اختار "ارتداء برنوس والده "وهو يحيي جمهوره بباقة من أشهر أغاني والده ، الفنان الكبير رابح درياسة الذي لا يمكن تجاوزه في مشهد الأغنية الجزائرية . و بأناقته المعروفة وقف المطرب عبدو درياسة شامخا شموخ الأغاني التي حضرها للسهرة ، و التي لم تكن سوى الريبارتوار القديم لوالده . قد تجاوب جمهور كويكول الذي يبدو انه لم ينس الأب ، فغنى الجميع مع عبدو درياسة / يا تفاحة / التي أعادها أكثر من مرة أمام إلحاح الساهرين ، فكان يطلب من الفرقة التوقف عن العزف و يترك الحاضرين يغنون و يشاركون في صناعة الفرحة والفرجة ما قبل الأخيرة. و رغم أن السهرة لم تنطلق في موعدها و امتدت إلى الساعة الأولى و أكثر من فجر اليوم الموالي ، غير أن الجميع استمتع بالوصلات الغنائية التي أداها عبدو درياسة و الذي اختار أن تكون خاتمتها مسك بتقديم أغنية عاطفية ، أداها بإحساس مرهف ، جعل أجواء السهرة تأخذ نصيبها من الهدوء للتمتع بصوت عبدو الشجي الذي يعد من بين أفضل الأصوات الجزائرية للجيل الحالي .و قد ساهم جمهور كويكول على أكثر من مستوى في إنجاح السهرة بتذوقه لطبقين مختلفين في الشكل و المضمون . و على أنغام رابح درياسة خرج عبدو درياسة الذي تسلم هو الآخر درع المهرجان الذي يمنحه والي الولاية للفنانين المشاركين و التي كانت الفرصة له لشكر سكان جميلة على الحب الذي يحملونه لوالده و له.