اكتشف جمهور جميلة، في سهرة المهرجان ما قبل الأخيرة، الأغنية السعودية التي مثلتها النجمة وعد، والتي كانت بالفعل في الموعد، وقدمت أغانيها المعروفة لجمهورها الذي تجاوب معها وتمتع بنغمة خليجية منوعة لمدة فاقت الساعة. * اقترحت المطربة وعد على جمهور جميلة أغانيها ذات الألحان والإيقاعات البسيطة، وبلغ ذوبانها في ذات الجمهور أوجه عندما قررت كسر كل الحواجز والتمرد على البروتوكول، فاختارت النزول من الركح والتوجه إليه للاقتراب منه أكثر وتحسيسه بأنها فنانة تحترم كثيرا جمهورها الجزائري الذي تزوره لثاني مرة بعد الزيارة الأولى التي كانت في العام الماضي بمناسبة مهرجان تيمڤاد الدولي. * وقدمت النجمة وعد في وصلتها مزيجا من الأغاني التي مزجت بين الطربي الهادئ وبين الإيقاعي الراقص، فغنت "بدري إنت وإنت بعيد عني" و"ليلة ليلة" وغيرها من الأغاني التي نالت إعجاب الجمهور القادم بأعداد مقبولة، مقارنة بالسهرات السابقة التي كان فيها حضور الجمهور قياسيا. * وتجاوب الجمهور، الذي تشكل في معظمه من الشباب التواق إلى الأغنية الجميلة، شأنها شأن المطرب عبدو درياسة، الذي بدا عليه التخوف من جمهوره، خاصة وأنها المرة الأولى التي يقابل فيها عشاق كويكول ومهرجان جميلة، لكنه سرعان ما تخلص من هذا الخوف ومتع الحضور بأجمل أغاني والده على غرار "يالعوامة" و"ياحمام ياطاير" مبرمجا في فترات فاصلة أغاني راقصة يهواها جمهور المدينة الأثرية، وهو ما انطبق على أغنية "يا لصالح"، التي رقص على إيقاعها الصغار والكبار في لوحة فنية شابهت كثيرا تلك التي كانت في السهرات الساخنة السابقة على ركح كويكول. * جميليات * سارت الفنانة السعودية وعد على نهج فرقة علي الديك والشاب نجيم عندما ارتأت هي الأخرى الاقتراب من جمهورها بالنزول من ركح كويكول والغناء وسط الحضور دون حاجز أو بروتوكول. * لم ينزعج الحضور من التأخر في انطلاق الحفل الذي بدأ في حدود الساعة الحادية عشرة مساء، وبقي صابرا بعدما اقتنع منذ السهرات الأولى بأن بداية كل سهرة تكون في الغالب بعد العاشرة والنصف على أقصى تقدير. * قالت المكلفة بالإعلام على مستوى ديوان الثقافة والإعلام بأن المطرب عبدو درياسة نفى تماما ما نقل عنه من أن الديوان همشه ولم يوجه له الدعوة للمشاركة في مهرجانات الجزائر، وهي التصريحات التي نقلت عنه من طرف صحيفتين. * عبدو درياسة من جميلة: * "المصريون مسوا كرامتنا ولن أسجل أي أغنية باستديوهات القاهرة" * قال المطرب عبدو درياسة في ندوته الصحفية على هامش مشاركته في تنشيط السهرة ما قبل الأخيرة، بأن "الجزائر تفتقد فعلا لصناع الفن والطرب، وهي لا تملك المنتجين الذين بإمكانهم القفز بالأغنية الجزائرية إلى أعلى مستوياتها العربية والعالمية". * وأضاف عبدو درياسة بأن "ما فعلته الأغنية الرايوية بمنتجين أجانب، الذين سمحوا لهذه النغمة الجزائرية بتصدر الفن العربي بكلمات جزائرية، يثبت بأن الاستثمار في اللون والفنان الجزائريين بإمكانه أن يضيف الكثير لهؤلاء المستثمرين الذين إن وجدوا فإنهم سيرفعون بدون شك من قيمة الفن الجزائري الثري بالكلمات والألحان، لكن الفنان عندنا، ومع الأسف الشديد، مازال ينتظر هؤلاء المستثمرين وتحرك الممولين المتعودين على ضخ الدماء في جسد كرة القدم الجزائرية، عكس ما هو موجود في لبنان وجمهورية مصر التي أتحفظ عن ذكر اسمها بعد الذي تعرضنا له من سب لرموزنا وشهدائنا وحرق لعلمنا عوض حرق العلم الإسرائيلي"، قبل أن يضيف "الذي فعله المصريون جرح يبقى نازفا، وسوف لن ينساه الجزائريون مهما طال الزمن لأننا نرى فيه مساسا بكرامتنا وشرفنا، وهؤلاء الشهداء هم من منحونا هذا النعيم الذي نعيش فيه". * وأشار عبدو درياسة إلى أن "الأمور تغيرت بعد تلك المباراة الفاصلة خاصة في الجانب الفني حيث أصبح كل من نريد التسجيل معه يرغمنا على فعل ذلك في مصر، وهو أمر لن يكون في الظرف الحالي". * وكشف المتحدث عن مشاريع مشتركة تجمعه بمنتج خليجي سيطلق بفضلها ألبوما جديدا وسيتم تسجيله خارج مصر مثلما هو الشأن مع الفنانة السورية أصالة التي قال بأنه يعتبرها أختا له لمعزة الجزائريين لها وسينجز معها ثنائيا قد يسجل في تركيا، حسب الاتفاق الذي يكون قد وقع بينهما. * وعاد عبدو درياسة ليِؤكد بأن "الفنانين الجزائريين مازالوا مبعثرين وليس لهم هيئة تجمعهم وتدافع عن حقوقهم التي تهضم هنا وهناك بالرغم من أن رئيس الجمهورية أعاد لهم الاعتبار، من خلال إشراكهم في إحياء العديد من المناسبات الوطنية المهمة وفي حضور شخصيات خارجية ثقيلة، وطلب منا أن نقدم ملفا لدراسته على مستوى الغرفتين حتى نتحصل على اعتماد تلك الهيئة التي تجمع الفنانين وتجعلهم اتحادا واحدا مثل بقية الاتحادات الأخرى التي تملك كامل الحقوق وعليها واجبات تقوم بها". * وعن ما قالته الفنانة المغربية الكبيرة لطيفة رأفت من أن نجاح فناني المغرب العربي يكون بلهجاتهم المحلية رد درياسة بالتأكيد على أن "ذلك حقيقة بدليل رغبة حسين الجسمي وعدد من فناني المشرق تقديم أغاني رايوية وهو ما يدل على أن الكرة اليوم في مرمى أبناء المغرب العربي والكرة في مرمانا ويجب استغلالها بشكل جيد لتعود الفائدة على شعوب المنطقة".