أفاد أخصائيون بأنه من بين الإجراءات الوقائية الفعالة للحد من انتشار فيروس جدري القردة على نطاق واسع بين الأفراد، إخضاع المصابين لحجر صحي لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، مع اعتماد اللقاح المضاد للفيروس الذي يضمن حماية تفوق نسبة 80 بالمائة من المرض. كشف البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث بأن الحجر الصحي لمدة ثلاثة أسابيع لمن تظهر عليهم علامات الإصابة بفيروس جدري القردة، من الإجراءات الوقائية الضرورية وذات الطابع الاستعجالي والواجب تطبيقها بصفة فورية على الشخص المصاب، بهدف محاصرة الفيروس الذي ينتقل عبر السعال واللعاب. وأكد المتدخل "للنصر" بأن أغلب الإصابات بفيروس جدري القردة تكون خفيفة ولا تتسبب في أعراض خطيرة، كما أنها لا تؤثر على الجهاز المناعي للشخص، غير أن الوقاية من الفيروس تتطلب احترام التدابير الاحترازية، من بينها وضع الكمامة بالأماكن المغلقة لاسيما من قبل الفئات الهشة. وأضاف من جهته الدكتور فتحي بن أشنهو مختص في الصحة العمومية في اتصال معه، بأن جدري القردة هو نسخة متحورة عن الفيروس الأصلي، وأن رزنامة التطعيمات التي كانت معتمدة في السابق من قبل قطاع الصحة، كانت تتضمن اللقاح المضاد للجدري، قبل أن يختفي المرض تماما، ويتم وقف اللقاح الذي يوفر حماية بنسبة تفوق 80 بالمائة من الفيروس. وأوضح المتدخل بأن النظام الصحي الوقائي الذي تعتمده الجزائر يحمي من انتشار الأوبئة والأمراض التي تهدد الصحة العامة، قائلا إن العالم مقبل على موجات متعاقبة للفيروسات، كانت بدايتها بفيروس كورونا، مما أضحى يتطلب إعادة تفعيل آليات الوقاية، عبر تكثيف عمليات التوعية والتحسيس، وتنظيم حملات للتلقيح. وتعد موجة كوفيد 19 التي تجاوزتها الجزائر بنجاح، بمثابة تجربة فعالة حول كيفية التعامل مع الموجات الوبائية التي قد يتم تسجيلها مستقبلا بحسب الدكتور بن أشنهو، الذي دعا قطاع الصحة للتأهب تحسبا لمواجهة وضعيات وبائية جديدة محتملة، على غرار العدوى بفيروس جدري القردة الذي بدأ بحالة واحدة، قبل أن ينتشر في عدة بلدان ويطال عدة أشخاص. ونبه المتدخل إلى أن فيروس الجدري ينتقل أيضا من الأبقار والماشية إلى الإنسان، لذلك تظل الوقاية الحل الأمثل لحماية الصحة العامة، دون أن يعني ذلك الخوض في خطاب التخويف أو التشكيك في نجاعة اللقاحات المعتمدة، أو إتاحة المجال أمام رواج معلومات مغلوطة وغير صحيحة عبر شبكات التواصل ووسائل الإعلام، قد تؤدي إلى التهويل والتخويف. واقترح المتحدث إطلاق حملة وطنية للتوعية ضد انتشار فيروس جدري القردة، قصد محاصرته قبل أن ينتشر بين الأفراد، مذكرا بالظروف التي انتشر فيها فيروس كورونا، فقد بدأ بإصابة واحدة فقط بالصين، ليشمل بعدها جل دول العالم ويصيب ملايين الأشخاص. ولا يوجد بروتوكول علاجي محدد خاص بفيروس جدري القردة، ما عدى مسكنات الحمى، لذلك ينصح الأخصائيون باحترام التدابير الوقائية، وبعدم الاحتكاك بالمصابين، كما يؤكدون على نجاعة ارتداء القناع الواقي بالفضاءات المغلقة، وعدم استعمال أغراض الشخص المريض. وتساهم حركة التنقلات بين مختلف البلدان، بعد أن تم فتح الحدود بينها إثر تجاوز أزمة كوفيد 19 ، في نقل العدوى بالفيروسات وفق ما أكده الدكتور بن أشنهو، الذي أكد بأن التهديدات الصحية التي تواجه العالم، أصبحت تفرض اعتماد نظام وقائي دائم ومستمر للوقاية من الأوبئة والفيروسات. لطيفة بلحاج