يقع مستهلكون أيام عيد الأضحى في فخ عادات غذائية خاطئة، حيث يستهلكون لحوم الأضحية، و يعتمدونها في كل الوجبات، إلى غاية نفادها، و هو ما حذرت من خطورته مختصة التغذية سعاد بوالشعير، مؤكدة بأن اللحوم الحمراء و الشحوم غير مضرة بالصحة، لكن طريقة استهلاكها الخاطئة، تؤدي إلى مشاكل صحية، لهذا تنصح، بإرفاقها بالخضار و الفواكه التي تزيد من قيمتها الغذائية، بدل المشروبات الغازية التي تفقدها فوائدها، و قدمت جملة من النصائح المتعلقة بالطريقة الأنسب لطهيها و حفظها. أسماء بوقرن قالت الدكتورة سعاد بوالشعير في حديثها للنصر، بأن هناك عادات استهلاكية خاطئة مرتبطة بتناول اللحوم في عيد الأضحى، من بينها اعتمادها كأساس لكل الوجبات و طهي كميات كبيرة منه، و استهلاكه بين الوجبات، و إرفاق الوجبات بالمشروبات الغازية و غيرها، محذرة من تأثيرها الخطير على صحة الإنسان. و شددت المتحدثة على استهلاك كمية قليلة، بمعدل مرة إلى مرتين في اليوم على أقصى تقدير، و الاكتفاء بالنسبة التي يحتاجها الجسم من البروتين الحيواني، و التي تختلف باختلاف وزن الإنسان، يستهلك ما نسبته 0.8 غرام ، مقابل كل كيلوغرام من وزنه في اليوم، بالنسبة للإنسان العادي، و بإمكانه تناول الكمية التي يحتاجها الجسم في وجبة الغذاء أو الفطور، أو تقسيمها بين وجبتين متباعدتين، لتفادي الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي، لأن عملية هضم هذه المادة تستغرق وقتا طويلا يقدر بحوالي 6 ساعات و تتطلب أنزيمات خاصة. و أردفت الأخصائية بأنه يستحسن استهلاكها خلال وجبتي الغذاء أو الفطور، لأن بذل جهد، سواء عضلي أو فكري، يساعد في عملية الهضم، غير أن استهلاكها ليلا ، يؤدي إلى مشاكل في القلب، خاصة عند تناولها مع العجائن التي هي عبارة عن نشويات، في المقابل يكون الجسم في حالة راحة، ما يؤثر على عملية الهضم، و يتسبب في مشاكل في القلب و صعوبة في النوم. و تنصح المتحدثة بعدم تركيز الوجبة على لحم الأضحية فقط، التي تؤدي إلى زيادة حموضة الدم عند الإفراط في استهلاكه، و تحث على إرفاقه بأغذية غنية بالمواد القلوية التي نجدها قي الخضار ، و خاصة الفواكه الموسمية الغنية جدا بالماء و الفيتامينات و الألياف، التي تنصح بتناولها قبل الوجبة على الأقل بربع ساعة، لتحفيز الإنزيمات الهاضمة و كذا للوقاية من زيادة حموضة الدم، فيما تنصح بتناول الخضار مع اللحوم لضمان توازن و تعادل في حموضة الدم، و الألياف التي تبطئ امتصاص الشحوم الموجودة في اللحوم، و هي طريقة غذائية صحية مفيدة جدا، خاصة للمصابين بأمراض مزمنة. طهي الخضر مع اللّحم يُذيب الشحوم أما بالنسبة لأضرار شحوم الأضحية، قالت الأخصائية أنها ليست مضرة بصحة الإنسان، كما يشاع، بل هي مفيدة و تساعد في بناء الخلايا، فالجدار الخلوي غني بالشحوم، مشيرة إلى أن الشحوم الطبيعية ذات المصدر الحيواني، دواء إذا كان مصدر غذاء الحيوان طبيعي بنسبة مئة بالمئة، و خالي من الهرمونات التي يعتمدها مربون في تسمين المواشي، فتبطل فائدة الشحوم، و بالتالي من الضروري استهلاكها بشكل عقلاني و بكميات قليلة. أما بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة، تنصحهم المتحدثة بتجنب قلي اللحوم، وأكلها مشوية على الجمر، و إرفاقها بطبق "الحميص" المتكون من فلفل حار و طماطم مقطعة و زيت زيتون، كما تنصحهم باستهلاك اللحم المطهو في المرق مع الخضار و التوابل و زيت الزيتون، لأنه يساعد على إذابة الشحوم في المرق، فكلما تمت إضافة مواد طبيعية، كلما زادت القيمة الغذائية و الصحية للطبق، أما قلي اللحوم، فهو مضر، و يتسبب في زيادة السعرات الحرارية. المشروبات الغازية تقضي على الفوائد الغذائية و نوهت المختصة بأضرار تناول المشروبات الغازية مع اللحوم، قائلة بأنها تتسبب في زيادة حموضة الدم و سوء الهضم و تبطل فوائد مكونات اللحم، خاصة بالنسبة للعناصر النادرة ،كالحديد، و تنصح باستبدالها بالفواكه الموسمية، و العصائر الطبيعية المحضرة في المنزل، كشرب كأس الماء به قطرات من الليمون بعد الوجبة، و شرب بعد ساعتين منقوع أعشاب، كمنقوع النعناع أو منقوع الإكليل أو الشاي، لأنه يساعد في عملية الهضم. بخصوص طريقة حفظ اللحوم، تنصح بوضع كمية من اللحوم الموجهة للتخزين لمدة طويلة في المجمد، بطريقة تسمح بمرور البرودة لكل القطع، فيما توضع اللحم الموجه للاستهلاك اليومي في أكياس في الثلاجة، مع تفادي فتح الثلاجة بشكل متكرر .