قال رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أول أمس، إن الجزائر حاليا تمضي في الطريق الصحيح، مشيرا إلى أن التطورات الحاصلة والتي ستقع مستقبلا في العالم تستدعي أن تكون الجزائر «جاهزة للحفاظ على استقلالها». داعيا لتجند الجميع والحفاظ على الوحدة الوطنية من أجل تفعيل الاستقلال السياسي وتدعيمه بالاستقلال الاقتصادي. أشاد، صالح قوجيل في كلمته خلال جلسة اختتام الدورة البرلمانية العادية، بجهود رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قائلا إن الفضل يعود له في عديد المنجزات، آخرها نجاح الألعاب المتوسطية، رغم أن الكثير من الأطراف كانوا ينتظرون ألا تنظم في الجزائر. ويرى قوجيل أن خارطة الطريق المسطرة من طرف رئيس الجمهورية من خلال الدستور الجديد تعطي المفهوم الحقيقي لممارسة الديمقراطية في الجزائر، "لأن لكل بلد خياراته بحسب خصوصياته"، مؤكدا بالقول: "نحن في الطريق الصحيح". وأكد رئيس مجلس الأمة أن رئيس الجمهورية راهن على مد يده للجميع، واعتمد ذلك منذ جلسة تنصيبه، معتبرا أن ترشحه للرئاسيات كمترشح حر يعطيه الأفضلية في التحاور مع جميع الأحزاب والأطراف. وحدد رئيس مجلس الأمة دور المرحلة الحالية في الحفاظ على الاستقلال وتدعيم الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي، "وهو ما سيسعى قانون الاستثمار الجديد لتجسيده لتحقيق اقتصاد مستقل يبعدنا عن أي ضغوطات في هذا المجال، خاصة مع النقطة الإيجابية الحالية المتمثلة في عدم تسجيل مديونية على عاتق الدولة الجزائرية". وقال رئيس مجلس الأمة، إن هذه المرحلة تتطلب التجند. داعيا الجميع إلى التجند للحفاظ على الجزائر واقفة حاضرا و مستقبلا، وذلك بالرجوع إلى التاريخ كمرجعية تنير لنا الطريق، مبرزا ضرورة تجند الجميع للحفاظ على مكاسب الجزائر التي حققتها بفضل استرجاعها لسيادتها الوطنية وكذا لإعلاء كلمتها في المحافل الدولية. و أضاف «كافحنا في نوفمبر من أجل استرجاع السيادة الوطنية ونكافح اليوم لنحافظ عليها من خلال إعلاء كلمة الجزائر في المحافل الدولية وإبراز مواقفها ومبادئها التي تقف دائما إلى جانب الحق ضد الباطل». و أبرز في ذات السياق أن «هذا الطريق الذي اخترناه للحفاظ على استقلالنا، لابد أن يتدعم أيضا باستقلال اقتصادي»، مشيرا إلى أن التطورات الحاصلة والتي ستقع مستقبلا في العالم تستدعي أن تكون الجزائر «جاهزة للحفاظ على استقلالها». وذكر بالمناسبة بالاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية وكذا احتضان مدينة وهران للدورة الأخيرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط والتي شكلت «مصدر فخر واعتزاز» للجزائريين. كما توجّه، رئيس مجلس الأمة، بتحية تقدير إلى مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة، ضامن الاستقرار، والذي يجهد في النهل من العلوم العسكرية والحربية الحديثة للرفع من مستوى أفراده وسعة تفكيرهم وتقوية عارضتهم، وهو ما من شأنه أن يُفضي في المحصلة إلى صونٍ أمثل للوحدة الترابية وسلامة المواطنات والمواطنين وكل من يُقيم على أرض الجزائر الطاهرة.. و في سياق آخر، أشار السيد قوجيل إلى أن الدورة البرلمانية القادمة «ستشهد نشاطا هاما في مقدمته إعادة النظر في قانون الجماعات المحلية وذلك في إطار مسار استكمال كل المؤسسات وإعطاء المكانة الحقيقية للبلدية، وهذا هو المفهوم الحقيقي للجزائر الجديدة».